مسؤولية كتّاب الأعمدة الصحفية:
لقد أشار الباحثين في المجالات الصحفية وبالأخص المجالات التي تتعلق بالفنون الصحفية على أنَّ هنالك مجموعة من المسؤوليات التي يجب على كتّاب الأعمدة الصحفية الالتزام بها، أثناء عملية الكتابة في مؤسسة صحيفة معينة أو أكثر من مؤسسة صحفية.
كما قد تكون الأعمدة الصحفية في الصحف إما يتم كتابتها بشكل يومي أو بشكل أسبوعي، كما يسعى من خلالها الكتّاب إلى التطرق إلى المواضيع والقضايا السياسية، أو غير سياسية، حيث تعتبر المواضيع الاجتماعية أو السياسية النابعة من المجتمعات أكثر تأثر من المواضيع التي لا تهم المجتمع المحلي.
وعليه فإنَّ المسؤولية التي تترتب على كتّاب الأعمدة الصحفية تتمثل في القدرة على الحفاظ على الكيان المجتمعي، بالإضافة إلى مقدرته على تجاوز المشاكل التي يعاني منها المجتمع، بحيث يكون ذلك من خلال كتابة الأعمدة الصحفية المتصلة والموضوع.
كما يتملك كاتب الأعمدة الصحفية مجموعة من المواهب والإمكانيات والتي تساعده على تحليل الموضوعات والتي يتم تداولها بشكل يومي، كما يسعى إلى مناقشة وطرح الحلول والطرق المناسبة من أجل الوصول إلى حل جذري يتعلق بالموضوعات التي يتم طرحها، حيث يسعى أيضاً إلى تحديد الموضوعات التي سيتم تناولها بشكل أوضح؛ وذلك من أجل التسهيل على المحرر الصحفي من التعديل عليها.
وبالتالي فإنَّ كاتب الأعمدة الصحفية يساهم في اختراق عقل الشخصيات المسؤولة وذلك من أجل الانتقال إليها ومن ثمَّ تسهيل عملية تشكيل حوار سلمي معها، بالإضافة إلى أنَّ كاتب الأعمدة الصحفية إذا التزم بمشكلة معينة يسعى إلى التطرق لها من خلال كتابتها لها عبر حلقات متتالية ومتسلسلة، بحيث يساهم ذلك في تسهيل عملية فهمها من قبل الجمهور المستهدف.
أما فيما يخص المواهب أو الثقافات التي يمتلكها كتّاب الأعمدة الصحفية، فإنَّه لا بُدَّ من أن يمتلك الكاتب الموهبة الأدبية في الكتابة، بغض النظر عن تخصص الأكاديمي، بالإضافة إلى قدرته على مواجهة الانتقادات التي قد يتعرّض لها من قبل الجمهور المتلقي، كما يكون من الضروري أن يحاكي كافة الأساليب التي يتم استخدامها في الفنون التحريرية الصحفية؛ وذلك من أجل الوصول إلى المناصب التي توفرّها المؤسسات الصحفية للعاملين فيها.