ما هي نظرية التبعية الإعلامية؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم نظرية التبعية الإعلامية

تعتبر نظرية التبعية الإعلامية من النظريات الإعلامية والتي ظهرت في أمريكا اللاتينية، كما تم تأسيسها؛ من أجل الرد على النظريات المرتبطة بالتحديث الإعلامي في المؤسسات الإعلامية في الغرب.

بالإضافة إلى ذلك فإنَّ نظرية التبعية الإعلامية تركز على ضرورة قيام الدول المتحضرة أو صناعية في استعمال التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى استعمال السلوكيات والممارسات الإعلامية والمهنية التي تنظم عملية إطلاق البرامج الإعلامية على أن يتم الترويج لها واستهلاكها من قبل الدول غير المتحضرة أو الدول النامية.

‏وبالتالي فلقد تقوم نظرية التبعية الإعلامية على صناعة الرأي حيال بعض الدول والتعمق في التبعية الإعلامية لها وذلك من خلال زيادة الاعتماد على المؤشرات والأنظمة المتقدمة والتي بدورها تساهم في بناء موروث ثقافي وثقافة مهنية وإعلامية، تسعى إلى القضاء على الثقافة المهجنة أو ما يسمى بالغزو الثقافي أو التغريب الثقافي، كما قامت ‏منظمة اليونسكو في تقديم رسالة يتم من خلالها التعرف على الإطار النظري والنقدي الذي يشتمل عليه الإعلام الجماهيري الغربي ‏على أن يتسم بالشمولية والموضوعية؛ وذلك من أجل تجاوز الثقافة الإعلامية الجزئية التي تعطي السيادة للوسائل الاتصالية الغربية، مع أهمية إغفال الحقوق الإعلامية والجماهيرية المتواجدة في الشعوب المتواجدة في دول الجنوب.

‏أهمية نظرية التبعية الإعلامية

‏تركز نظرية التبعية الإعلامية على تقديم مجموعة من النظريات التي تؤكد على ضرورة قيام وإعداد مبادرة تطويرية تساهم في تحديث المفهوم السائد التقليدي المرتبط في السياسة الاتصالية الجماهيرية والإعلامية، كما تسعى إلى الاهتمام بعملية تغيير الهيكل الإعلامي والاتصالي الذي يتم اعتماده في المؤسسات الإعلامية المختلفة سواء كانت مؤسسات صحفية أو مؤسسات إذاعية أو مؤسسات تلفزيونية، ‏مع أهمية تأكيدها على ضرورة الالتزام بالنظام الإعلامي والاتصالي المفتوح والذي يوفر الفرص أمام الجماهير المتلقى في المشاركة في إعداد الرسائل الإعلامية والاتصالية.

‏وعليه لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ نظرية التبعية الإعلامية تم استعمالها بشكل مجرب في دول العالم الثالث والتي تؤكد على ‏أهمية الدور التي تقوم به الوسائل الإعلامية وخاصة فيما يتعلق بتشكيل الآراء والاتجاهات العامة، وذلك حيال بعض القضايا المظللة أو التي يتم إغفال جوانبها وعدم عرضها في الوسائل الإعلامية، بالإضافة إلى قدرة نظرية التبعية الإعلامية إلى إضافة الشرعية الاتصالية على مجموعة من السياسات التي تطرحها السلطات الحاكمة في الدول.

‏كما تعتمد نظرية التبعية الإعلامية على التكنولوجيا المعلوماتية التي تساهم في التحكم في القوة الإعلامية المحلية وربطها في النفود الاقتصادية والسياسية في الدولة، بالإضافة إلى معالجة المشاكل التي تتعرض لها الشركات متعددة الجنسيات على أن يتم دراستها من خلال الاهتمام بالأبعاد التاريخية الدولية والثقافية التي تفسر العلاقات المتبادلة ما بين السياسيات الحاكمة وما بين الوسائل الإعلامية المستخدمة، ‏كما تساهم في الاهتمام بالمتغيرات الخارجية والتي تتم على الوسائل الاتصالية وخاصة في دول العالم الثالث مع أهمية عدم الاهتمام بالمتغيرات الداخلية والتي تعاني منها الدولة في الداخل على أن تحدد المسؤوليات الوطنية التي من الممكن إدارتها من قبل الشخصيات الوطنية أو الثقافية أو الإدارة الشعبية المنفصلة.

‏وعليه فقد ساهمت نظرية التبعية الإعلامية في تكثيف الجهود؛ من أجل دراسة كافة المتغيرات الدولية والتي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والشيوعي بالإضافة إلى المعسكرات الاشتراكية التي لعبت دور في التأثير على اقتصاديات الدول العربية والغربية، كما أصبحت قادرة على إبراز الثورة التكنولوجية التي عكست على عولمة الإعلام والعولمة الثقافية.

‏الأنظمة التي تقدمها نظرية التبعية الإعلامية في الاتصال والإعلام

‏قامت نظرية التبعية الإعلامية في الاندماج بالنظام العالمي الجديد والتي تؤكد على التكنولوجيا المعاصرة في مجال الإعلام والاتصال؛ وذلك من أجل  معالجة التطورات الحضارية التي من الممكن أن يتعرض لها دول العالم الثالث وهو ما ساهم في إنشاء مجموعة من الأنظمة ومن أهمها:

  • ‏الأنظمة الإعلامية والاتصالية التي تساهم في فرض السيطرة على الدولة، وذلك من خلال الالتزام بمفهوم الوحدة الوطنية ومفهوم التنمية، مع أهمية الرقابة والإشراف على المضامين الإعلامية والمحتويات الصحفية بشكل صارم.
  • ‏الأنظمة الإعلامية والاتصالية التي يتم توجيهها من قبل الدول والتي تساهم في تعبئة الجماهير، وذلك من خلال دعم مفهوم الوحدة الوطنية، ‏كما تقوم الوحدة الوطنية باستبدال المسؤولية الاجتماعية بالمسؤولية الوطنية في الدولة.
  • ‏الأنظمة الإعلامية والاتصالية المستقلة والتي تساهم في توفير الفرص أمام ممارسة الديمقراطية والحرية في التدخل بشكل مباشر في صياغة الرسالة الإعلامية الموجهة للضغوطات الحكومية في الدولة.

المصدر: كتاب قضايا إعلامية وثقافية، د. نجلاء إسماعيل أحمد، 2018. كتاب التشريعات الاعلامية: قراءة نقدية للاسس الدستورية والقانونية التي تحكم أداء وسائل الاعلام، ابراهيم عبدالله المسلمى دار الفكر العربي للطباعة والنشر، 2008.كتاب الحرية في الصحافة والإعلام، مرشد عبد صافي، 2017.كتاب كتاب من أجل حرية الصحافة، إدوي بلينيل، 2015.


شارك المقالة: