نظرية التوقعات الاجتماعية في الإعلام:
تُعتبر وسائل الإعلام الجماهيرية مصدر أساسي في التوقعات الاجتماعية عن التنظيم الاجتماعي لجمهور محدد، حيث أن محتوى وسائل الإعلام يصف أدوار ومعايير معينة لكافة أفراد الجمهور، وعندما يتعرض أفراد الجمهور لوسائل الإعلام المتعددة؛ فإنهم يشاهدون الكثير من النماذج، حيث يكون باستطاعتهم التعلّم من مصادر الإعلام ونوع السلوك والدور الذي يتم مشاهدته.
كما أن نظرية التوقعات الاجتماعية ترتبط بأسس التطور الاجتماعي لوسائل الإعلام، والتي تظهر نتيجة تطور نماذج ثابتة للواقع الاجتماعي، ويُمكن لوسائل الإعلام تحديد التوقعات التي يكتسبها الأعضاء الممثلون للجماعة من قبل مساهمتهم في هذه النشاطات، ويمكن تلخيص نظرية التوقعات في أن نماذج التنظيم الاجتماعي تظهر على شكل معيار، أدوار ومكافآت والتي ترتبط بجماعات محددة ويتم في بعض الأحيان تصويرها في المحتوى الإعلامي.
وفي العديد من الأحيان يكون هذا التصوير الإعلامي لنماذج التنظيم الاجتماعي إما واقعي أو غير حقيقي، ومهما كانت علاقة الصور بالحقيقة، فإن الجمهور يكون مطلع وواعي لهذه التحديات، وتكون هذه الصورة عبارة عن التوقعات الاجتماعية كنماذج للسلوك، وتُعد هذه التوقعات عنصر أساسي من فهم الجمهور المسبق للسلوك المطلوب في أن يُطبّقه المشاركون في الجماعات التي سوف يصبح أعضاء ضمنهم.
وتُعد هذه النماذج الإعلامية عنصر ضروري في إعداد المعلومات للجمهور عن النظام الاجتماعي المتعارف عليه، كما تفيد التوقعات الاجتماعية الجمهور في تحديد كيفية الطريقة التي يتصرفون من خلالها أدوارهم في جماهير محددة، والطريقة التي يتصرف بها الآخرون تجاههم في مختلف الظروف الاجتماعية.
وكما تقوم نظرية التوقعات الاجتماعية بوضع تفسير للسلوك الاجتماعي الذي يعتمد على أن وسائل الإعلام تقوم بنقل المعلومات، حيث يُمكن للفرد بتذكرها من خلال موقف ما أو اتجاه، وتتفق هذه الاتجاهات مع بعضها البعض بشكل كبير، وكما يمكنها تحريك سلوك الجمهور تجاه موقف ما.
وتعتمد نظرية التوقعات الاجتماعية في صياغتها على أن وسائل الإعلام تعمل على نقل المعلومات المرتبطة بقواعد السلوك الاجتماعي التي يتذكرها فرد من الجمهور، كما يُعتبر لهذه العملية تأثير بصورة واضحة في السلوك العلني للجمهور، ولذلك يتم تقديم نظرية التوقعات الاجتماعية توضيحاً للمؤثرات بعيدة المدى وغير المباشرة، التي يمكن أن تعرضها وسائل الإعلام.