تُعتبر الحدادة من المِهَن المُمتعة والخطرة بنفس الوقت، أما الحدَّاد فهو حرفي يعمل على تصنيع الأشياء التي تتكوّن من الحديد بمختلف أشكاله، وذلك بواسطة تشكيل المعادن، يقوم الحداد بعمله بمساعدة بعض الأدوات مثل أدوات الطرق والسحب، يعمل الحداد على صنع أشياء متنوعة مثل أبواب الكراجات الكبيرة وقضبان الحديد والمعدات الزراعية وأبواب البيوت، كذلك الأسلحة. تُعد أعمال الحدادة من أهم الأعمال الأساسية، من يعمل مهنة الحدادة عليه تحمل أحياناً أعمال الحدادة الشاقة.
عمليات الحدادة:
عمل الحدادين يرتكز بشكل رئيسي على الحديد المطاوِع، أي الحديد الذي يحتوي على نسبة قليلة من الكربون والحديد الصلب، يقوم الحداد على تسخين القطع المصنوعة من الحديد، سواء كانت مطاوع أو صلب حتى يصبح الحديد ليّن، ثم يعمل على تشكيلة بواسطة أدوات يدوية مثل الأزميل والمطرقة، يكون التسخين بواسطة المسبك الذي له عدة أشكال منها ما يعمل بالغاز الطبيعي أو الفحم أو النفط، في العصر الحديث يستخدم بعض الحدادين الأستلين والأكسجين.
أساليب الحدادة:
التشكيل:
يعُرف التشكيل بصنع المعدن وتشكيله بواسطة الطَّرق، تكون عمليات التشكيل إما يدوياً أو بواسطة الماكينة، يكون التشكيل اليدوي بطرق الحيد لتكوين شكل، حتى عملية الثقب والقطع التي يقوم بها الحداد تقوم بإعادة ترتيب المعادن حول الثقب الأكثر من ثقبة، كما في الخراطة.
تُستعمل المطرقة والسندان بشكل عام في الحدادة، يوجد أساليب ومعدات متعددة يستعملها الحدّادون أيضاً للتكيّف مع الحدادة التي تشكِّل الأجسام المختلفة والأحجام متنوعة.
السحب:
تكون عمليات السحب بزيادة طول المعدن بشكل كبير، من الأمثلة على سحب المعدن حداد يقوم بصناعة إزميل قد يقوم على تسوية قضيب مربع صلب، ثم يقوم بتطويل المعدن، ممّا يؤدي ذلك إلى نقصان عمقه مع بقاء العرض كم هو.
قد تكون عملية السحب غير منتظمة، ينتج عن عملية السحب استدقاق الطرف، ذلك يحدث عند صناعة إزميل أو ريشة، فإذا لم يتم الاستدقاق سوف تتكوّن نقطة عن ذلك نقطة. يوجد للسحب طريقة أخرى وتستعمل بها أداة تعرف بالمحزاز، في هذه الطريقة تكون عملية السحب بسرعة وخاصة للقطع السميكة.
التجميد:
يكون التجميد مناقض بشكل تام لعملية السحب، عندما تتقوس الحواف في أي قطعة تكون مستوية مثل صناعة الأشكال السلطانية، تصبح الحافة متعرِّجة، كذلك تنتفخ المادة، وعند نقطة الانتفاخ تتم عملية التسخين للجزء المموَّج والطرق عليها بلطف، حتى تصبح مستوية بشكل تام لتناسب الشكل المطلوب، إذا لم يتم مقارنة الحافة الخاصة بالشكل الجديد بالقطعة الأصلية لوجدت أنّ المادة قد صارت أكثر سمكاً.
الثني (اللي):
يعمل تسخين الحديد (سخونة التشكيل) على إمكانية ثني المعدن، يمكن تنفيذ عملية الثني باستخدام المطرقة الخاصة، ثم القيام بالضرب فوق السندان أو الضرب فوق حافته.
تفقد بعض المعادن مقاومة الشد للمعدن عند التسخين، وعندما تفقد مقاومة الشد تكون مثل البلاستيسين ومن الممكن معالجتها بواسطة الضغط، كذلك من الممكن أن تتشقق وتتفكك إذا تم القيام بمحاولة تمديدها عن طريق الثني، من الأمثلة على ذلك، المواد الصلبة التي تستعمل لصناعة الشفرات، حيث يتم التعامل معها بحرض لتجنّب حدوث تشققات خفية تؤدي إلى عطل في المستقبل، التيتانوم معدن يقصف على الساخن، في عمليات الحدادة مثل لف القضيب بصورة زخرفية، لا يمكن أن يصلح التيتانيوم لهذه العمليات.
الثقب:
يتم الثقب لأشياء عديدة مثل عمل قالب مزخرف أو عمل ثقب، من الأمثلة عليها عملية صنع رأس مطرقة، حيث يقوم الحداد بثقب لوح أو قضيب لصنع مقبض (ممسك) المطرقة. لا يكون الثقب فقط عمل فتحات أو ثقوب على عمل الفتحات والثقوب، فهو يشمل أيضاً التخريم والشق ويكون ذلك بواسطة إزميل.
فلطحة:
تُعرف الفلطحة بزيادة السماكة للمعادن، تكون زيادة السمك في بُعد واحد وذلك يكون بتقصير البعد الأخر، من أحد أشكالها تسخين طرف القضيب ثم الطرق عليه، من الممكن عدم الطرق على الجزء الساخن بوضع الجزء الساخن على السنديان والطرق على الجزء البارد.
تجميع العمليات:
في الغالب يتم تجميع العمليات الأساسية لعمل المنتج النهائي، بحيث يكون بالشكل المناسب والمطلوب. من الأمثلة على ذلك عند البدأ بصنع رأس مطرقة يعمل الحداد بقضيب يكون قطرهُ يناسب وجه المطرقة فيقوم بتخريم فتحة المقضب وثقبها، ثم يقتطع من الرأس ويركب الرأس بواسطة الفلطحة بطرق الساخن، كذلك عند صنع الإزميل.
تتمدد المطرقة بالعرض؛ لأنه تم تطويلها بواسطة السحب، غالباً يقوم الحداد بوضع الإزميل على جانبه ثم يقوم بطرق الجزء من الخلف للأسفل؛ ذلك ليحافظ على عرض المعدن الصحيح.
