عندما ابتُكِرت طريقة اللحام والقطع تحت سطح الماء كانت من العجائب الفنية، أصبحت اليوم ذات استعمال دارج تسمح بإنجاز الأعمال الهامة تحت سطح الماء، والتي تتمثّل في عمليات القطع أو الصيانة أو التركيب، مثل إمداد خطوط الأنابيب وصيانة القناطر والسفن، تقطيع وانتشال حطام السفن الغارقة بأعماق كبيرة، انتشال الكباري المنهارة وكذلك عمليات الإصلاح الطارئة مثل انهيار منصات التنقيب عن البترول.
اللحام تحت الماء:
يُعتبر اللحام تحت الماء من أنواع اللحام التي تتعرّض إلى ضغط مرتفع، ولذلك تُسمّى عمليات اللحام تحت الماء (باللحام تحت ضغط مرتفع)، الذي يكون عادة تحت الماء، تتم هذه العملية إما في وسط رطب (الماء) أو في وسط جاف، بحيث يتم في غرفة معزولة ومصممة خصيصاً لهذا الغرض، يمكن تصنيف اللحام تحت الماء كما يلي: اللحام الرطب واللحام الجاف.
اللحام الرطب يدل على أن عملية اللحام يتم تنفيذها تحت الماء، التي تتعرّض مباشرة لبيئة رطبة وتسمح بحرية الحركة، بالتالي فإن اللحام يكون اقتصادياً وأكثر فاعلية وإنتاجية، يكون مصدر التيار الكهربائي والطاقة خارج الماء بحيث يتصل بمنطقة اللحام بواسطة ليات وكابلات.
القطع تحت الماء:
تاريخياً فقد استخدمت بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة طريقة القطع بالقوس والأكسجين تحت سطح الماء بواسطة البحرية الأمريكية، طوّرتها بعد الحرب العالمية الثانية، ثم استُخدمت بعد ذلك في الأشغال المدنية والإنقاذ والانتشال وفي صناعة بناء المحطات العائمة، ثم طورت واستخدمت في صناعة وصلات اللحام.
يتم إنجاز مثل هذه الأعمال باستخدام لهب الاكسي أستيلين، قد يعتقد البعض أن النزول بلهب الاكسي استيلين تحت سطح الماء سيترتب عليه إطفاء اللهب، ولكن لا يحدث ذلك طالما كان ضغط غازات الاحتراق وأكسجين القطع أعلى من ضغط الماء، لهذا السبب يزداد ضغط الغازين كلما كان الهبوط إلى الأعماق أكبر. يشعل البوري (المشعل) قبل أو بعد الهبوط في الماء وتخرج الغازات الناتجة عن الاحتراق من الماء على شكل فقاعات هوائية.
قد تم تصميم بوري القطع المستخدم تحت سطح الماء بوصلة إضافية ذات غلاف اسطواني ينطلق منها الهواء المضغوط، حيث تكون مهمة هذه الوصلة مقتصرة على إبعاد الماء عن البقعة التي تتم بها عملية القطع، بالتالي ينعدم تبريدها بالماء بجانب وجود الهواء الذي يساعد على استقرار اللهب واتزانه.
يستخدم غاز الاستيلين كوقود لبوري اللحام أو القطع حتى عمق أقصاه 8 متر ولا يمكن زيادة ضغط الاستيلين الواصل إلى البوري عن هذا الحد؛ لدواعي المحافظة على العاملين في هذا المجال من الأخطار التي قد تحدث، حيث يتعرّض الغاز للتحلل، ومع تطور العلم واستخدام التقنيات الحديثة فقد تمكّن في النصف الثاني من القرن العشرين إلى استخدام غاز الأيدروجين كوقود في عمليات اللحام والقطع تحت سطح الماء، من ثم قد أدى ذلك إلى نجاح هذه العمليات في أعماق كبيرة تحت سطح الماء تصل إلى 1400 متر.
يتولد قوس كهربائي بين سيخ القطع من الكربون والأكسجين، حيث يكون الأكسجين في الوسط مع استخدام تيار مستمر DC بحيث يكون الإلكترود سالباً. يمكن بهذه الطريقة قطع سماكات تصل إلى 40 مم. يستخدم عادة خليط من الأكسجين ووقود غازي أو قوس كهربائي للتسخين المتقدم، ثم تستخدم نافورة أكسجين لأكسدة وقطع وإزالة المعدن السابق توهجه.