المخاطر المهنية المرتبطة بأمواج الراديو والمايكروويف

اقرأ في هذا المقال


مقدمة حول المخاطر المهنية المرتبطة بأمواج الراديو والمايكروويف:

منذ الحرب العالمية الثانية، وقعت العديد من التطورات التكنولوجية الكبيرة في الاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها من الصناعات، كما أن أحد هذه العوامل هو زيادة استخدام الترددات الراديوية، مثل الموجات الدقيقة والموجات اللاسلكية ومعدات الإشعاع.

حيث تستخدم هذه المعدات على نطاق واسع في مجالات البث والاتصالات في شكل هواتف وأبراج خلوية في صناعة الرعاية الصحية للعلاج الطبي وفي صناعة المواد الغذائية لتجهيز وطهي الطعام، وفي صناعات الأخشاب والمنسوجات والألياف الزجاجية لتجفيف المواد وفي صناعات السيارات والكهرباء والمطاط والبلاستيك لعمليات الصهر والختم.

كما يقدر المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (NIOSH) أن ملايين العمال الأمريكيين يعملون ويتعرضون لمعدات إشعاع التردد اللاسلكي، حيث أن أعضاء لجنة التعويضات الذين يتعرضون للإشعاع الترددات الراديوية تشمل الميكروويف الاتصالات السلكية واللاسلكية والإذاعة وفنيي الخدمة.

كما أن مشغلي (أنبوب أشعة الكاثود) أجهزة الكمبيوتر والموظفين الذين يستخدمون أفران الميكروويف في العمل والمشغلين راديوية إشعاع التردد، كذلك وعمال الصناعة والصحة عمال الرعاية الذين يتعاملون مع أو الذين يشغلون معدات الإنفاذ الحراري الطبية.

تردد الراديو، أي إشعاع الموجات الراديوية والموجات الدقيقة؛ هو مكون محدد من الطيف الكهرومغناطيسي، حيث أن إشعاع الترددات الراديوية موجود في الجزء غير المؤين من الطيف، كما يشمل الإشعاع غير المؤين الترددات المنخفضة في الطيف الكهرومغناطيسي مثل الأشعة فوق البنفسجية والضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والموجات الدقيقة والموجات اللاسلكية.

حيث يتكون الإشعاع الكهرومغناطيسي من طاقة كهربائية ومغناطيسية تهتز أو مجالات تتحرك عبر الفضاء، وعلى سبيل المثال؛ يُنشئ التيار الكهربائي في دائرة الإرسال مجالات كهربائية ومغناطيسية في المنطقة المحيطة بها؛ بينما يتحرك التيار الكهربائي ذهاباً وإياباً، حيث تستمر الحقول في التراكم والانهيار كما وتشكل الإشعاع الكهرومغناطيسي، حيث يتميز هذا الإشعاع الكهرومغناطيسي من حيث الطول الموجي وتواتر الاهتزاز.

كما يمكن تصنيف إشعاع الموجات الراديوية والموجات الدقيقة على أنها موجات مستمرة؛ على سبيل المثال، معدات الاتصالات وأفران الميكروويف ومعدات الإنفاذ الحراري الطبية ومعدات التردد اللاسلكي)، أو الوضع النبضي (أنظمة الرادار).

كما قد يتم إرسال إشعاع الموجات الدقيقة والترددات اللاسلكية أو عكسها أو امتصاصها عند الاصطدام بجسم ما، لذا عند قياس انبعاثات إشعاع الترددات الراديوية، يجب قياس قوة المصدر من خلال شدة المجال؛ كما يجب قياس الكثافة من حيث كثافة القدرة.

حيث أن كثافة الطاقة هي كمية الطاقة التي يحملها التردد اللاسلكي، أي الموجات الميكروية أو الموجة الراديوية والإشعاع، حيث يتقدم في كل ثانية عبر مقياس مربع من الفضاء، بحيث يتم التعبير عن الطاقة التي يحملها الميكروويف وإشعاع الموجات الراديوية في شكل ملي واط لكل سنتيمتر مربع (ميغاواط / سم (2) = 1/1000 واط) أو ميكرو واط لكل سنتيمتر مربع (uW / سم (2) = 1/1000 من ملي واط).

التأثيرات الصحية المصاحبة لأمواج الراديو والمايكروويف:

تؤثر أنواع الإشعاع المختلفة على جسم الإنسان بطرق مختلفة؛ على سبيل المثال، سوف يتسبب الإشعاع المؤين الذي يحتوي على كمية هائلة من الطاقة وقوة اختراق في حدوث تغييرات في النظام الجزيئي للجسم.

من ناحية أخرى؛ وكما لوحظ، يعمل الإشعاع غير المؤين بترددات أقل بكثير ولا يُعتقد أنه ضار بجسم الإنسان مثل الإشعاع المؤين، كما أن هناك نوع الإشعاع الذي غالباً ما يتعرض له أعضاء (CWA) المتأثرون هو الإشعاع غير المؤين؛ على سبيل المثال، تردد الراديو؛ أي أن الموجات الدقيقة والموجات اللاسلكية والإشعاع.

ومع ذلك؛ فمن المعروف أن التعرض لإشعاع التردد اللاسلكي غير المؤين قد ينتج عنه آثار بيولوجية خطيرة، وذلك نظراً لأن إشعاع الترددات الراديوية عالي التردد، أي إشعاع الميكروويف يخترق الجسم، حيث تتحرك الجزيئات المكشوفة وتتصادم مع بعضها البعض مسببة الاحتكاك وبالتالي الحرارة.

كما يُعرف هذا بالتأثير الحراري، خاصةً إذا كان الإشعاع قوياً بدرجة كافية، فسيتم تسخين الأنسجة أو الجلد أو حرقهما، كما قد تكون هذه التأثيرات الصحية قابلة للعكس وقد لا تكون قابلة للعكس؛ وذلك اعتماداً على النسيج أو العضو الذي يتعرض له وشدة الإشعاع وتكرار ومدة التعرض ودرجة الحرارة والرطوبة البيئية وكفاءة الجسم في تبديد الحرارة.

في الوقت الحاضر، هناك بيانات علمية كبيرة تثبت الآثار الصحية السلبية المرتبطة بإشعاع الميكروويف؛ وعلى سبيل المثال، فقد ثبت أن إشعاع الميكروويف قد يسبب تلفاً في العين والخصيتين؛ وهذه الأعضاء معرضة بشدة للتلف الإشعاعي لأنها تحتوي على القليل من الأوعية الدموية، لذلك؛ فهي غير قادرة على توزيع الدم وتبديد الحرارة من الإشعاع بشكل فعال مثل الأعضاء الأخرى.

كما أن هناك قلق صحي إضافي ينطوي على تلف العين، على سبيل المثال، فقد أظهرت العديد من التحقيقات العلمية أن إعتام عدسة العين بين البشر وحيوانات المختبر قد حدث نتيجة للتسخين الشديد لإشعاع الميكروويف عالي التردد.

كما كشفت هذه البيانات أن أحد المحددات المهمة بشكل خاص في سبب إعتام عدسة العين الناجم عن إشعاع الميكروويف هو الفترات الزمنية بين حالات التعرض؛ أي أن الفترات الزمنية المتزايدة بين حالات التعرض يُعتقد أنها تسمح لإصلاح الجسم أو آلية الدفاع بفرصة أكبر للحد من تلف عدسة العين.

وكما لوحظ؛ قد يتسبب إشعاع الميكروويف أيضاً في تلف الخصيتين أي الأعضاء التناسلية، وعلى وجه التحديد؛ أثبت العلماء أن التعرض لإشعاع الميكروويف قد يؤدي إلى عقم جزئي أو دائم، بالإضافة إلى ذلك؛ تشير بعض الأدلة العلمية إلى تأثيرات مشابهة مرتبطة بالتعرض للميكروويف ومشاكل الإنجاب لدى الإناث، وعلاوة على ذلك؛ تشير الدراسات العلمية إلى وجود علاقة بين التعرض لإشعاع الميكروويف والعيوب الخلقية، مثل المنغولية (متلازمة داون) وتلف الجهاز العصبي المركزي.

كما قد يؤدي التعرض لإشعاع الموجات الراديوية إلى تفاعل غير حراري يسبب تفاعلات جزيئية مماثلة للتأثير الحراري، ولكن بدون تسخين الأنسجة أو العضو المكشوف، حيث يختلف موقع امتصاص الطاقة باختلاف التردد، أي أن التعرض لإشعاع التردد اللاسلكي غير المؤين ذي التردد المنخفض (نظرياً) يخترق الجلد ويسبب تفاعلات جزيئية مماثلة لتلك التي يسببها إشعاع التردد اللاسلكي عالي التردد.

ومما يزيد من تعقيد هذا التفاعل غير الحراري؛ أن حرارة الجسم ونظام الإنذار قد لا يوفر الحماية لأن الطاقة يتم امتصاصها في مواقع أسفل الأعصاب، كما من الواضح أن مراجعة الدراسات الطبية والعلمية تشير إلى وجود حاجة هائلة لمزيد من البحث العلمي.

كما يجب أن تركز هذه الأبحاث على تأثيرات إشعاع الموجات الراديوية والموجات الدقيقة على البشر، بحيث يجب التركيز بشكل خاص على التعرض للتأثيرات البيولوجية طويلة المدى والمنخفضة المستوى للموجات الدقيقة والموجات اللاسلكية. مثل هذا البحث مهم بشكل خاص من أجل أن يتم تحديد قضية التعرض لانبعاثات الموجات الراديوية والموجات الدقيقة الضارة المحتملة من أجهزة إرسال الموجات الراديوية والموجات الدقيقة والتأثيرات على صحة الإنسان بشكل أكثر ملاءمة.

هناك قلق صحي إضافي يتعلق بالعمل مع معدات التردد اللاسلكي، وهو احتمال حدوث صدمة كهربائية، كما قد يحدث هذا عندما أو في ظل ظروف غير طبيعية، كما يقف المشغل في الماء ويتلامس مع دائرة مولد عالية التردد.


شارك المقالة: