اقرأ في هذا المقال
- مقدمة حول المخاطر المهنية المرتبطة بصناعة الأسمنت
- تصنيف المخاطر في صناعة الأسمنت
- الأسباب التي تؤدي الى التعرض لمخاطر الأسمنت
مقدمة حول المخاطر المهنية المرتبطة بصناعة الأسمنت:
أصبحت الصحة والسلامة المهنية من أولويات الصحة العامة في البلدان الصناعية وشغلاً رئيسياً، لا سيما في الصناعات عالية الخطورة، حيث أن صناعة الاسمنت هي واحدة من هذه الصناعات، كما يعتبر الأسمنت من أكثر مواد البناء استخداماً على وجه الأرض، وذلك نظراً لاستخدام الأسمنت بشكل شائع، حيث أصبحت آثاره الصحية قضية مهمة لكل من الموظفين والبيئة.
بالإضافة إلى المخاطر الصحية المختلفة، يتعرض عمال الأسمنت بشكل خاص للغبار الذي يسبب ضعف وظائف الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض الرئة المقيدة والتهاب الرئة وسرطان الرئتين والمعدة والقولون في عمليات الإنتاج المختلفة مثل المحاجر والسحق، كذلك طحن المواد الخام ومزجها وحرقها في الأفران وطحن الأسمنت وتعبئته في صناعة الأسمنت، لذلك؛ فإن ضمان ظروف عمل صحية وآمنة للموظفين والمقاولين هو مفتاح أساسي للمسؤولية الاجتماعية للشركات، وهو أحد أهم القضايا بالنسبة لصناعة الأسمنت.
بالإضافة إلى ذلك، مع التعقيد المتزايد للأنسجة الصناعية والسرعة التي تتطور بها التقنيات في المصانع الكبرى، يصبح تقييم المخاطر إجابة حاسمة واستراتيجية للحفاظ على صحة العمال وسلامتهم من ناحية والحفاظ على العمالة المؤهلة من ناحية أخرى.
حيث تتمثل الأهداف الرئيسية لمراجعة الدراسات هذه في تحديد مخاطر معينة في عملية تصنيع الأسمنت والتحقيق في مخاطر الصحة والسلامة من عملية التصنيع.
تصنيف المخاطر في صناعة الأسمنت:
تم تصنيف عمليات تصنيع الأسمنت بما في ذلك مخاطر الصحة والسلامة على النحو التالي:
- المحاجر.
- السحق.
- إنتاج الكلنكر.
- عمليات الطحن في مطحنة الخام وطحن الأسمنت وطحن الفحم.
- نقل المواد.
- الفلترة.
- التخزين.
- تحميل وتسليم المنتجات النهائية.
- أنشطة تخزين الوقود.
- استخدام المواد الخطرة.
- وحدات التوليد (مشروع TRIA).
تعد انبعاثات الغبار أحد أهم تأثيرات تصنيع الأسمنت وترتبط بمناولة وتخزين المواد الخام (بما في ذلك تكسير وطحن المواد الخام) والوقود الصلب ونقل المواد (على سبيل المثال عن طريق الشاحنات أو أحزمة النقل) وأنظمة الأفران والكلنكر المبردات والمطاحن، بما في ذلك حرق الكلنكر والحجر الجيري وأنشطة التعبئة والتغليف، كما يعتبر التغليف أكثر العمليات تلويثاً (من حيث الغبار) في إنتاج الأسمنت.
تنتج انبعاثات أكسيد النيتروجين (NOX) من عملية الاحتراق ذات درجة الحرارة العالية في قمائن الأسمنت، كما يرتبط ثاني أكسيد الكربون المعرّف على أنه غاز دفيئة بشكل أساسي باحتراق الوقود وإزالة الكربون من الحجر الجيري.
بالإضافة إلى المخاطر المحددة، هناك أيضاً مخاطر عامة في جميع عمليات تصنيع الأسمنت مثل السلوك الآمن ومعدات العمل وعلامات السلامة ومعدات الحماية الشخصية (PPE) والتعامل اليدوي للحمل.
كما تُعرَّف أسباب الإصابات النموذجية في مصانع الأسمنت على أنها الانزلاق والتعثر والسقوط (29٪)؛ كذلك سقوط أو تحريك الأجسام (19٪) والرفع والحمل الزائد والجهد (18٪)، أما الوفيات هي أخطر مأساة يمكن أن تحدث في صناعة الأسمنت، حيث أن 79٪ من جميع الوفيات ناتجة عن 3 أسباب رئيسية، وهي: حركة المرور والمحطة المتنقلة (43٪)، السقوط من المرتفعات وانخفاض العناصر (21٪) والوقوع في نقل المعدات (15٪)، كما تم الإبلاغ عن أن المقاولين والموظفين الشباب المؤقتين يمثلون فئات عالية المخاطر في مصانع تصنيع الأسمنت.
الأسباب التي تؤدي الى التعرض لمخاطر الأسمنت:
ملامسة الجلد:
التهاب الجلد التماسي هو خطر متكرر على العاملين في موقع البناء الذين يعملون مع الأسمنت الرطب، كما يحتوي الأسمنت الرطب على درجة حموضة 12.5؛ الرقم الهيدروجيني 7 متعادل، لذا فإن الأسمنت الرطب شديد القلوية ويمكن مقارنته في الأس الهيدروجيني بعوامل تنظيف الصودا الكاوية المحلية.
حيث تستمد القوة القلوية للأسمنت من أيونات الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والكروم في المركبات التي يتكون منها خليط الأسمنت، كما يتم تقليل مخاطر التهاب الجلد باستخدام القفازات المقاومة للقلويات والملابس الواقية، لكن التعرض المستمر للأسمنت الرطب سيكون ضاراً دائماً بعمال البناء.
التعرض للأتربة والغبار:
يؤدي الغبار المنبعث أثناء مراحل الطحن والتسخين من تصنيع الأسمنت إلى تهيج العين والحلق والجلد والجهاز التنفسي لمن يتعرضون له، كما أنه سيسبب حروقاً على الجلد المكشوف، حيث تنتج مادة السيليكا المضافة خطراً خاصاً؛ لأن التعرض الطويل لهذا المركب قد يتسبب في الإصابة بالسحار السيليسي وسرطان الرئة، كما يجب على عمال البناء ارتداء أجهزة تنفس واقية وتجنب الأكل في أي مناطق معرضة للغبار، حيث تشكل انبعاثات الغبار العرضي من مصنع الأسمنت خطراً على السكان في الأحياء المجاورة.
التعرض للزئبق:
الزئبق عنصر ضئيل يحدث كمركب كبريتات أو سيليكات في المواد الخام المستخدمة في صناعة الأسمنت، كما قد يؤدي التعرض للزئبق إلى تلف الكلى والجهاز العصبي، مما يؤدي أحياناً إلى تلف الدماغ، كما إنها مادة شديدة التقلب يمكن أن تتسرب في غازات المداخن أثناء عملية تسخين الفرن وتتجمع في الغبار حول منطقة الفرن.
حيث يحتوي الجبس الاصطناعي والركام والصخر الزيتي على تركيز عالٍ جداً من الزئبق، وذلك وفقاً لدراسة أجراها البرنامج البيئي للأمم المتحدة في أبريل 2010م، لكن محتوى الزئبق في المواد الخام الطبيعية يختلف باختلاف موقع المحاجر الأصلي.
ظروف التشغيل:
تعمل مصانع الأسمنت في درجات حرارة عالية، حيث تصل إلى 2462 درجة فهرنهايت، وذلك مع حمولات عالية من المواد الخام، كما وكثيراً ما يستخدمون فحم الكوك والفحم المسحوق كوقود لتوليد الطاقة في الأفران.
كما يمكن أن تشتعل سحب الغبار من هذا الوقود وتنفجر، حيث يمكن للفحم أحياناً أن يحترق تلقائياً ويستمر في الاحتراق من تلقاء نفسه، حيث يتغلغل الغبار في جميع أجزاء مصنع التشغيل ويمكن أن يتسبب في تعطل الآلات، كما أن موظفو المصنع الذين يحاولون إزالة الغبار من التعرض لخطر التعرض لدرجات حرارة عالية ملامسة للآلات وانهيار أحمال المواد الخام.