المخاطر المهنية المرتبطة بعنصر الزرنيخ

اقرأ في هذا المقال


مقدمة حول المخاطر المهنية المرتبطة بعنصر الزرنيخ:

الزرنيخ (As) هو معدن موجود في كل مكان، بحيث يوجد في عدة أشكال في الغذاء والبيئة، مثل التربة والهواء والماء، كما أن الشكل السائد هو الزرنيخ غير العضوي في مياه الشرب، وهو شديد السمية ومسرطن ومتوفر بيولوجياً بسرعة، كما يعتبر حالياً من أهم الملوثات البيئية العالمية والمواد السامة خاصة في الدول النامية.

وفي العقود الماضية من الزمان، فقد تعرضت أعداد كبيرة جداً من السكان وما زالت تتعرض حالياً لمياه الشرب غير العضوية مثل مياه الشرب الملوثة جينياً، كما إن زيادة حدوث المرض الذي تتوسطه هذه المادة السامة هو نتيجة للتعرض طويل الأمد.

عند البشر، ارتبط الابتلاع المزمن للزرنيخ غير العضوي (> 500 ملغم / لتر من المادة الفعالة)، وخاصةً بأمراض القلب والأوعية الدموية والعصبية والكبدية والكلية ومرض السكري وكذلك سرطان الجلد والمثانة والرئة والكبد والبروستات، وذلك على عكس الرأي السابق القائل بأن المركبات الميثيلية غير ضارة، فإن المستقلبات الميثيلية معروفة الآن بأنها سامة ومسرطنة، وربما بسبب السمية الجينية، أو تثبيط وظائف الإنزيم المضاد للأكسدة، أو آليات أخرى.

كما يثبط بشكل غير مباشر إنزيمات يحتوي على سلفهيدريل ويتداخل مع التمثيل الغذائي الخلوي، كما تشمل التأثيرات ظواهر مثل السمية الخلوية والسمية الجينية وتثبيط الإنزيمات بوظيفة مضادات الأكسدة، وهذه كلها مرتبطة بالعوامل الغذائية بشكل مباشر أو غير مباشر، بحيث تقدم الدراسات التغذوية في كل من الدراسات التجريبية والوبائية أدلة مقنعة على أن التدخل الغذائي، بما في ذلك الوقاية الكيميائية، كما يقدم نهجاً عملياً للتخفيف من الآثار الصحية للتعرض للزرنيخ وخاصة السرطان.

في البلدان النامية فقيرة الموارد نسبياً يبدو التدخل التغذوي لافتاً، وخاصةً مع المغذيات الدقيقة، كما أن كثير منها مضاد للأكسدة ويشترك في نفس المسار مع (As)، وذلك دفاعاً مضيفاً ضد الآثار الصحية للتلوث بالزرنيخ في البلدان النامية ويجب تبنيه لأنه عملي وغير مكلف.

الآثار الصحية للزرنيخ:

الزرنيخ هو أحد أكثر العناصر السامة التي يمكن العثور عليها، وذلك على الرغم من تأثيرها السام، فإن روابط الزرنيخ غير العضوية توجد بشكل طبيعي على الأرض بكميات صغيرة، كما قد يتعرض البشر للزرنيخ من خلال الطعام والماء والهواء، وقد يحدث التعرض أيضاً من خلال ملامسة الجلد للتربة أو الماء الذي يحتوي على الزرنيخ.

هناك مستويات للزرنيخ في الطعام منخفضة إلى حد ما، بحيث لا تتم إضافته بسبب سميته، ولكن قد تكون مستويات الزرنيخ في الأسماك والمأكولات البحرية مرتفعة، لأن الأسماك تمتص الزرنيخ من الماء الذي تعيش فيه، ولحسن الحظ، هذا هو الشكل العضوي غير المؤذي إلى حد ما من الزرنيخ، ولكن الأسماك التي تحتوي على كميات كبيرة من الزرنيخ غير العضوي قد تشكل خطراً على الإنسان الصحة.

لذلك قد يكون التعرض للزرنيخ أعلى بالنسبة للأشخاص الذين يتعاملون مع الزرنيخ، وللأشخاص الذين يعيشون في منازل تحتوي على خشب محفوظ من أي نوع ولأولئك الذين يعيشون في الأراضي الزراعية حيث تم استخدام مبيدات الآفات المحتوية على الزرنيخ في الماضي.

كما يمكن أن يسبب التعرض للزرنيخ غير العضوي آثاراً صحية مختلفة، مثل تهيج المعدة والأمعاء وانخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء وتغيرات الجلد وتهيج الرئة، حيث يقترح أن امتصاص كميات كبيرة من الزرنيخ غير العضوي يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بالسرطان، وخاصة فرص الإصابة بسرطان الجلد وسرطان الرئة وسرطان الكبد وسرطان الجهاز اللمفاوي.

يمكن أن يؤدي التعرض الشديد للزرنيخ غير العضوي إلى العقم والإجهاض لدى النساء، ويمكن أن يسبب اضطرابات جلدية وانخفاض مقاومة الالتهابات واضطرابات القلب وتلف الدماغ لدى الرجال والنساء، و أخيراً
يمكن أن يتسبب الزرنيخ غير العضوي في إتلاف الحمض النووي.

تعتبر الجرعة المميتة من أكسيد الزرنيخ بشكل عام 100 ملجم، كما لا يمكن أن يسبب الزرنيخ العضوي السرطان أو تلف الحمض النووي، لكن التعرض لجرعات عالية قد يسبب تأثيرات معينة على صحة الإنسان، مثل إصابة الأعصاب وآلام المعدة.

يتعرض الناس على الأرجح للزرنيخ غير العضوي من خلال مياه الشرب، وهذا يعتبر صحيح بشكل خاص في المناطق ذات مصادر المياه التي تحتوي بشكل طبيعي على مستويات أعلى من الزرنيخ غير العضوي، كما يمكن أن يتعرض الناس أيضاً للزرنيخ غير العضوي عن طريق تناول أطعمة مثل الأرز وبعض عصائر الفاكهة، كما وتشمل المصادر الأخرى للتعرض غير العضوي للزرنيخ التلامس مع التربة الملوثة أو الغبار، أو مع الأخشاب المحفوظة بمركبات الزرنيخ.

يحدث أيضاً التعرض لمركبات الزرنيخ العضوية عندما يأكل الناس المأكولات البحرية، بحيث تعتبر هذه الأشكال من الزرنيخ غير سامة بشكل جزئي أو أقل سمية من الزرنيخ غير العضوي.

التأثيرات البيئية للزرنيخ:

اتسعت دورة الزرنيخ نتيجة للتدخل البشري، ونتيجة لذلك، قد ينتهي المطاف بكميات كبيرة من الزرنيخ في البيئة وفي الكائنات الحية، كما ينبعث الزرنيخ بشكل أساسي من الصناعات المنتجة للنحاس، وأيضاً أثناء إنتاج الرصاص والزنك وفي الزراعة، كما لا يمكن تدميره بمجرد دخوله إلى البيئة، بحيث تنتشر الكميات التي نضيفها وتسبب آثاراً صحية للإنسان والحيوان في العديد من المواقع على وجه الأرض.

بحيث تمتص النباتات الزرنيخ بسهولة تامة إلى حد ما، لذلك قد توجد تركيزات عالية المستوى في الطعام، بحيث تعزز تركيزات الزرنيخ غير العضوي الخطير الموجود حالياً في المياه السطحية فرص تغيير المواد الوراثية للأسماك، كما يحدث هذا بشكل رئيسي بسبب تراكم الزرنيخ في أجسام كائنات المياه العذبة الآكلة للنبات، بحيث تأكل الطيور الأسماك التي تحتوي بالفعل على كميات كبيرة من الزرنيخ وتموت نتيجة التسمم بالزرنيخ حيث تتحلل الأسماك في أجسامها.

كيفية منع التسمم بالزرنيخ:

يمكن أن يسبب التسمم بالزرنيخ قصير المدى أعراضاً ومزعجة، لكن التوقعات تظل جيدة بشكل عام. تميل أخطر المشاكل إلى الحدوث من التعرض للزرنيخ لفترات طويلة من الزمن، كما يمكن أن يحدث هذا في العمل اليومي، أو عن طريق الأكل أو تنفس الملوثات على أساس منتظم، بحيث كلما تعرّضت للزرنيخ مبكراً، كانت النظرة أفضل، كما يمكنك أيضاً تقليل خطر الإصابة بالسرطان عند الإصابة به مبكراً.

لا تزال المياه الجوفية هي المصدر الأكثر شيوعاً للتسمم بالزرنيخ، ومن أكثر التدابير الوقائية فعالية ضد التسمم بالزرنيخ التأكد من شرب الماء النظيف والمفلتر، كما من الممكن أيضاً التأكد من تحضير جميع الأطعمة في ماء نظيف.


شارك المقالة: