مقدمة حول أسباب تلاشي مفهوم السلامة العامة في الماضي:
على الرغم من التشريعات المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية، إلا أنه يُقتل أو يُصاب عدد من الموظفين كل عام في مكان عملهم، وفي أواخر القرن الماضي، سقط العديد من العاملين في أماكن عملهم، والذين يبلغ متوسط أعمارهم 26 عاماً، وذلك بعد سقوط طوابق البناء في موقع عمل كان يُفترض أنه آمن.
في الماضي، لم تكن هناك مثل هذه القوانين؛ وفي كثير من الأحيان لم يكن العمال على دراية بمخاطر مكان عملهم، على سبيل المثال وفيما يخص القطاع الزراعي؛ كانت هناك بعض القرى معروفة بزراعة البرسيم، وهو مادة غذائية زراعية تستخدم خصيصاً لإطعام الماشية المستأنسة؛ لهذا السبب، تم تخزين بذور البرسيم وكان معروفاً جيداً الطريقة المناسبة للتخزين المناسب لهذه البذور.
المخاطر العامة المجهولة:
من المعروف منذ فترة طويلة أن درجة الحرارة هي عامل ذو أهمية حيوية في تحديد العمر الافتراضي للبذور، وأن بذور البرسيم الأحمر قد تفقد صلاحيتها إذا لم يتم تخزينها في درجة حرارة منخفضة، حيث تنتج بذور البرسيم المخزنة أول أكسيد الكربون.
وبعد ثلاثة عشر عاماً، شهدت مالطا واحدة من أسوأ المآسي في مكان العمل، وذلك خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث بدأ البخار يحل محل الرياح كوسيلة للدفع ودخلت السفن الحربية التابعة للبحرية الملكية، وكذلك السفن التجارية حقبة جديدة، حيث تم استيراد الفحم من المملكة المتحدة وتخزينه على الأرصفة أو في مرافق تخزين الفحم الأخرى.
كما كان لدى شركة Peninsular and Oriental Co) (P&O)) مرافق تخزين الفحم الخاصة بها في (Pietà)، وذلك بالقرب من المكان الذي كان يقف فيه (Torpedo Depot)، حيث يتألف المرفق من 10 مستودعات مجاورة بدون أسطح بطول 30 متراً وعرض 7.6 متر وارتفاع 6.5 متر.
كما كان يتم تخزين حوالي 1200 طن من الفحم في كل مستودع، حيث تم نقل الفحم إلى هذه المستودعات من قبل عمال يُقال أنهم يتقاضون أجوراً زهيدة، وكان معظمهم من الطبقة الفقيرة.
في يوم السبت الموافق 17 يوليو في عام 1858م، وقعت مأساة عندما كان حوالي 20 عاملاً يفرغون الفحم المكدس في المستودع رقم 8، وفي تلك الأيام، كانت متطلبات السلامة الوحيدة لمخزونات الفحم هي منع الاحتراق التلقائي، بحيث لم يدرك العمال الخطر الذي كانوا فيه أثناء تطهير المستودع المجاور لهم، كما احتوى على حوالي 1200 طن من الفحم.
وفجأة انهار الجدار الفاصل بين المستودعين وعلق بعض العمال في كومة ضخمة من الفحم، ولحسن الحظ لم يكن جميع العمال في نفس المنطقة التي انهار فيها الجدار، وبدأ العمال الذين نجوا من المأساة عملية الإنقاذ، كما تم استدعاء الجنود والبحارة لإخراج العمال؛ ومع ذلك، فقد مر وقت طويل وفقد 10 عمال حياتهم.