تصنيع الحلي باللؤلؤ

يُعتبر اللؤلؤ أقدم جوهرة في العالم رسمياً، وقد تم تبجيله منذ فترة طويلة قبل التاريخ المكتوب لهذا السبب لا يمكن أن يُعزى اكتشافه إلى شخص واحد على وجه الخصوص، ولكن يُعتقد أنه تم اكتشافه لأول مرة من قبل الأشخاص الذين كانوا يبحثون عن الطعام على طول شاطئ البحر، ولقد تم ارتداؤها كشكل من أشكال الزينة منذ الآلاف السنين فقد عُثر على لؤلؤةٍ في تابوت أميرة فارسية يعود تاريخها إلى 420 قبل الميلاد، وهي معروضة الآن في متحف اللوفر في باريس.

ما هي اللؤلؤة؟

تتشكل اللؤلؤة عندما تستقر مادة مهيجة، مثل الطفيلي أو قطعة من القشرة، عن طريق الخطأ في الجسم الداخلي الناعم للمحار، مما يؤدي إلى إفراز مادة بلورية تسمى الصدف، والتي تتراكم حول المادة المهيجة في طبقات حتى تتشكل لؤلؤة، ويتم تكوين اللؤلؤ المستنبت من خلال نفس العملية، والفرق الوحيد هو أن المهيج يُزرع في المحار بدلاً من دخوله عن طريق الصدفة.

طريقة جمع اللؤلؤ قديما:

حتى بداية القرن العشرين، كانت الطريقة الوحيدة لجمع اللآلئ هي من خلال الغواصين الذين يغوصون على أعماق تصل إلى 100 قدم لاستخراج محار اللؤلؤ، ولقد كان مطاردة خطرة وكان لها فرصة محدودة للنجاح، حيث أن طناً من المحار سوف يلقى فقط ثلاث أو أربع لآلئ عالية الجودة وكان من السهل جمع رخويات المياه العذبة التي تعيش في الأنهار والجداول الضحلة، ولكن غالباً ما كانت طبقات اللؤلؤ هذه مخصصة للحصاد من قبل الملوك.

استخدامات اللؤلؤ قديما:

تم تقديم اللؤلؤ كهدايا إلى الملوك الصينيين في وقت مبكر من عام 2300 قبل الميلاد، بينما في روما القديمة، كانت المجوهرات المصنوعة من اللؤلؤ تُعتبر رمز المكانة المطلق وكانت الجواهر الكروية ثمينة للغاية لدرجة أنه في القرن الأول قبل الميلاد أصدر يوليوس قيصر قانوناً يُخصص ارتداء اللؤلؤ للطبقات الحاكمة فقط.

اللؤلؤ في الخليج العربي:

كان الخليج العربي مركز لتجارة اللؤلؤ وكان اللؤلؤ مصدر ثروةً في المنطقة قبل وقت طويل من اكتشاف النفط، فذكرت الأسطورة أن اللؤلؤ تشكل من قطرات الندى التي ابتلعها المحار عندما سقطت في البحر.

الحلي التي كانت تُصنع من اللؤلؤ قديما:

كان اللؤلؤ سلعة هامة للتجارة منذ العصر الروماني، وقد ازداد الطلب على اللؤلؤ في أوروبا الغربية، حيث ارتدت السيدات من النبلاء والملوك قلائد اللؤلؤ والأقراط وأساور اللؤلؤ ودبابيس الزينة، وبحلول القرن التاسع عشر ارتفع الطلب على مجوهرات اللؤلؤ لدرجة أن إمدادات المحار بدأت تتضاءل.

زراعة اللؤلؤ:

ابتكر كوكيتشي ميكيموتو، ابن صانع المعكرونة الياباني، أول لؤلؤة مستزرعة في العالم في عام 1893 عن طريق إدخال مادة مهيجة في المحار يدوياً لتحفيزها على تكوين لؤلؤة، وقد أدى إدخال اللؤلؤ المستنبت في أوائل القرن العشرين إلى قلب صناعة اللؤلؤ بأكملها رأساً على عقب مما تسبب في انخفاض قيمة اللؤلؤ الطبيعي، وبحلول عام 1935، كان هناك 350 مزرعة لؤلؤة في اليابان، تنتج 10 ملايين لؤلؤة مستزرعة سنويًا.
وعلى الرغم من أن ميكيموتو اضطر للدفاع عن نفسه باستمرار ضد الاتهامات بأن لآلئها ليست حقيقية، إلا أن الأدلة العلمية تحدثت عكس ذلك فتتمتع اللآلئ المزروعة بنفس الخصائص التي تكونت في قاع البحار العميقة، وكان الاختلاف الوحيد هو أن لديهم يد المساعدة في بدء العملية الطبيعية.
ولا تزال لآلئ أكويا من ميكيموتو مستخدمة حتى اليوم من قبل دار المجوهرات التي تحمل اسمه وتشتهر ببريقها اللامع وألوانها الغنية، والتي تتراوح من الأبيض والقشدي والوردي إلى الوردي الفضي.

حلي اللؤلؤ في القرن العشرين:

لقد مر اللؤلؤ برحلةً وعرةً، لا سيما في العشرينيات من القرن الماضي، فقد شُكلت قلادات اللؤلؤ على شكل خيوط بسيطة بتصميمات إنسيابية غير مريحة، وتُعرف هذه القلادة الطويلة باسم الخزائن، فقد قامت كوكو شانيل التي نادراً ما شوهدت بدون كومة من اللآلئ تلبس حول رقبتها بمزج الأشياء الحقيقية مع المنتجات المقلدة وتجميع اللؤلؤ مع ملابس النهار غير الرسمية، وبفضلها أصبحت مجوهرات الأزياء شائعة فارتدت العديد من النساء مجوهرات اللؤلؤ المقلدة المصنوعة من اللوسيت أو الزجاج.

العوامل التي تحدد جودة اللؤلؤة:

يتم تحديد جودة اللؤلؤ من خلال عدة معايير بما في ذلك: حجمها، شكلها، لونها، بريقها، أحد العوامل المهمة التي يجب الانتباه إليه هو سمك الصدف؛ لأن هذا لا يحدد بريق اللؤلؤ فحسب، بل يحدد أيضاً المدة التي سيستمر فيها.

طريقة تخزين حلي اللؤلؤ:

• يجب دائماً تخزين مجوهرات اللؤلؤ بشكل منفصل عن الألماس؛ لضمان أن لا يخدش الماس سطح اللؤلؤ.
  
• يجب وضع مجوهرات وحلي اللؤلؤ في كيس من القماش قبل وضعها في صندوق المجوهرات.
  
• تؤدي العناصر الحمضية مثل العطور وحتى العرق إلى إبهات بريق اللؤلؤ، لذلك لا ترش الرائحة مباشرة عليها.
  
• يجب أن نأخذ عقد اللؤلؤ إلى صائغ كل خمس سنوات للتحقق مما إذا كان بحاجة إلى إعادة الخيط.
  

أنواع اللؤلؤ:

1. لآلئ أكويا المزروعة: لآلئ أكويا المزروعة هي أكثر أنواع اللؤلؤ المستزرع في المياه المالحة وهي الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة والأسواق الغربية الأخرى، ويعتقد العديد من العملاء أن أكويا ذات اللون الأبيض أو الكريمي هي اللؤلؤ الكلاسيكي المستخدم في المجوهرات، وخاصة العقود أحادية الخيط، وتنتج كل من اليابان والصين لآلئ أكويا المزروعة.
   
2. لآلئ بحر الجنوب: تُعد أستراليا وإندونيسيا والفلبين المصادر الرئيسية لهذه اللآلئ المستزرعة في المياه المالحة.، ويمكن أن تكون لآلئ بحر الجنوب المستزرعة بيضاء إلى فضية أو ذهبية، حسب نوع المحار، وتمتاز بحجمها الكبير وصدفها السميك، بسبب فترة نموه الطويلة.
   
3. لآلئ تاهيتي المزروعة: تُزرع في المقام الأول حول جزر بولينيزيا الفرنسية (أشهرها تاهيتي)، والتي تُستزرع في المياه المالحة، كما يشار إليها أحياناً باللآلئ السوداء، فلها نطاق ألوان واسع قد تكون رماديةً أو سوداء أو بنية اللون، ويمكن أن يكون لها إيحاءات باللون الأزرق أو الأخضر أو ​​الأرجواني أو الوردي.
   
4. لآلئ المياه العذبة: يُعتبر اللؤلؤ المستزرع في المياه العذبة أكثر اللآلئ المنتجة شيوعاً، وهي واحدة من أكثر أنواع اللؤلؤ شعبية بين المتسوقين ومصممي المجوهرات، ويرجع ذلك إلى المجموعة الرائعة من الأحجام والأشكال والألوان، بالإضافة إلى توفرها التجاري بنقاط سعر أقل وعادةً ما يتم استزراعها في بحيرات وبرك المياه العذبة، وفي كثير من الأحيان تزرع العديد من اللآلئ في محار واحد، وتُعتبر الصين هي المصدر الرئيسي للآلئ المياه العذبة المستزرعة.
   

ألوان اللآلئ:

الألوان الأكثر شيوعاً هي الأبيض والقشدي (بني مصفر فاتح) والأسود والرمادي والفضي شائع أيضاً إلى حد ما، وغالبًا ما يتم تعديل اللون الرئيسي، أو لون الجسم، بألوان إضافية تسمى الدرجات اللونية، والتي عادة ما تكون وردية أو خضراء أو أرجوانية أو زرقاء.

الحلي التي تُصنع من اللؤلؤ:

تشتهر اللآلئ المزروعة بقلائد الخرز والأساور، أو تُثبَّت في سوليتير أو تستخدم بأزواج أو مجموعات في الأقراط والخواتم والمعلقات، أما اللآلئ الكبيرة ذات الأشكال غير العادية تحظى بشعبية لدى مصممي المجوهرات المبدعين.