فن النحت المعاصر

اقرأ في هذا المقال


تميزت المنحوتات المعاصرة بالاختلافات الكبيرة بين فناني النحت، فمنهم من نحت التماثيل الواقعية، وآخرون نحتوا التماثيل اللحمية، والبعض الآخر صنع المنحوتات المتحركة.


النحت ما قبل الحرب العالمية الأولى (عام 1914):

كان النحاتين في بداية هذا العصر ينحتون المجسمات الواقعية الصلبة، إلا أن ظهرت اتجاهات جديدة بحثت عن التضارب القوي بين الظل والنور.

الفنان مايول:

صنع مايول ((الفعالية المكبلة))، التي كانت تتميز بأنها:

  • مملوءةً وساكنةً.
  • توحي بقدراتً هادئةً.
  • وتُذكر بالخطيئة.

الفنان بوكشيوني:

صنع النحات بوكشيوني عام 1913 أعمالاً نحتيةً جديدةً تتصف بأنها:

  • تكون فيها العضلات في حالة حركة.
  • وتعطي شكلاً فردياً لديمومة الفضاء.

النحت خلال الحرب 1914-1918:

استمر بعض النحاتين في صناعة المنحوتات التقليدية، وبعضهم الآخر تأثر بالفن الإغريقي وعصر النهضة، بينما اتجه آخرون إلى التجديد مثل: بومبون، وجيمون، وهرناندز، فابتعد هؤلاء عن التقاليد وأنتجوا أعمالاً فنيةً مؤثرةً، كما كان دعاة الفن الحديث لا يميلون إلى التعبير عن خلجات النفس البشرية وأحاسيسها.

النحات ماتيس:

نحت رأس إمرأة، ولم يكن لهذا الرأس أي تأثير نفسي إلا من حيث إمتلاء الأشكال، وثقلها وتوازنها، أي من حيث تكوينها.

الفنان لورنز:

حاول الفنان لورنز أن يلغي آثار التغيرات الضوئية على التماثيل، وهذا ما كان ينشده جميع النحاتين في العصور السابقة باستخدام الألوان المتعددة، فعندما يكون لون المنحوتات أزرق أو أحمر، فإنه يبقى أزرق أو أحمر، بينما في حال كات المنحوتات غير ملونة تظهر فيها آثار تنقل الأضواء والظلال، ولذلك تتغير باستمرار من حيث المنظر، فكان رأي لورنز أن الغاية من تلوين المنحوتات: هي أن يكون للعمل النحتي ضوءه الخاص.

النحت في العشرينيات:

بدأ أُسلوب النحت يتغير وبدأت الفروقات تزداد وضوحاً، فابتعدت الأعمال النحتية عن الهندسة وتقرَبت من الحياة الطبيعية، أخذت الأحجام تستدير بصورةٍ تدريجيةٍ ولم يعد للحواف حدتها السابقة، وأصبحت الصورة الجانبية أكثر مرونةً أكثر تعرضاً.

النحت في الثلاثينات:

أصبحت الأعمال النحتية متفتحةً وزاهيةً، فانغلقت السيقان والأذرع عن الجدع، وأصبحت تنغمس في الفضاء وترسم منحنيات وجه، وتحيط بفراغات تُبرز الإكتناز للأقسام المليئة كالأفخاذ.

أشهر المنحوتات في الثلاثينات:

منحوتات لورنز:

  • السيدة ذات المروحة.
  • جني الماء والزنجية.
  • الموسيقية، التي تُعد من أجمل المنحوتات المعاصرة وأقواها.

أعمال ليبشتيز:

  • مجموعة الشفافة، التي صنعت من البرونز.
  • الوجه الجليل.
  • فرحة الحياة.

النحت في الأربيعينات:

بعد إنتهاء الحرب شُيدت منحوتات النُصب:

  • تمجيد الموتى.
  • تعظيم الشهداء.
  • تكريم المنفيين.

وكانت هذه المنحوتات تُعبر عن المأساة والحزن الكبيرين، ولكن بعد ذلك صنعت المنحوتات وتطورت:

  • أصبحت أدق.
  • أرفع وتشعباتها أكثر تنوعاً.

أما بالنسبة للفنانين الجدد الأكثر إبداعاً، فقد اتجهوا وفكروا في تطوير فن النحت بتأثيرهم الشخصي وبإسلوبهم الخاص، فكانت الاتجاهات الإنسانية تنحسر وتتراجع في النحت.

الفنان شوفر:

قام الفنان شوفر بأعمال أقرب ما تكون من أعمال المهندسين، فلم يقتصر استخدامه في النحت على استعمال الفولاذ والألمنيوم والنحاس والبلاستيك، بل أضاف على ذلك آخر ما أنتجه العلم من تقنية فجمع القضبان والصفائح وشَكل بها هياكل هندسيةً تُسيطر عليها الزوايا القائمة، وقام بإدخال الحركة الفعلية في أعماله.

النحت في الخمسينات:

في عام 1956 قام شوفر بمساعدة أحد المهندسين ببناء أول منحوتاته المتحركة، وهي تتحرك بأوامر إشراف حاسب إلكتروني، وقد أظهرت حركتها بعض العناصر، وفقدت قسماً من إنتظامها وقسوتها.

النحت المعاصر:

ذابت الفروقات في النحت الحديث، وأصبحت تُجسد المجسمات المنحوتة التي لا تقوم على الكتلة وإنما على توزيع الأسلاك والخيوط والسطوح وأحياناً نشارة من الخشب مع الغراء الأبيض وغيرها.


شارك المقالة: