ملصق جلدي ذكي كأحد تقنيات إنترنت الأشياء

اقرأ في هذا المقال


عندما نتحدث عن أحدث التقنيات المبتكرة في إنترنت الأشياء يتطرق الحديث إلى الأجهزة التقنية التي يمكن ارتداؤها، حيث تعتبر أهم الاتجاهات الحالية لكبرى الشركات المختصة في التقنيات المبتكرة، ولكن لايزال المجال واسع بما يمكن تحديدة حول ما هي هذه الأجهزة وطبيعتها، وأي مكان في الجسم سيحملها، ومثلاً تتنافس أبل وسامسونج على تقديم منتجات لمعصم اليد، فيما تركز جوجل حالياً على نظارتها الذكية جوجل جلاس. وفي الوقت نفسه ترى الكثير من شركات التكنولوجيا أن الملابس ستكون المكان الأنسب للتقنيات القابلة للارتداء بحيث تتحول إلى منتجات إلكترونية.

تطور التقنيات القابلة للارتداء:

وتأكد مجموعة من الشركات الناشئة الجديدة أن مصير الأفكار السابقة والتقنيات القديمة أن تحل محلها تقنيات أكثر تطوراً وخدمة للمستخدمين، ومن أهمها تقنيات انترنت الأشياء القابلة للإرتداء، وستُستخدم الأجهزة على أجسامهم مباشرة أو ربما داخلها، حيث تتجه العديد من الشركات إلى الفئة للتقنيات القابلة للارتداء التي ترتبط ببشرة الإنسان لتبدو مثل الوشوم، أو تلصق على الجسم، على غرار لاصقات الجروح التقليدية. ولا تبدو هذه التقنيات شبيهة بالأجهزة المستخدمة حالياً، فتتميز بمرونتها وقابليتها للتمدد والانحناء، فضلاً عن نحافتها البالغة، كما تأتي بتصميمات فريدة مثل الوشوم ذات الألوان القوية، أو تندمج مع لون البشرة.

أهم فوائد تقنيات إنترنت الأشياء القابلة للارتداء:

بالتأكيد لهذه التقنيات مخاوف عديدة حول خصوصيات الأفراد كأي تقنية من تقنيات إنترنت الأشياء المستخدمة لجمع البييانات حول المستخدمين، ولكن يدافع المؤيدين لها عن فوائدها المتعددة، من ناحية انخفاض كُلف صنع الأجهزة الملحقة، وتوفيرها بيانات ذات مستوى أعلى من الدقة لقربها من الجسم أو وجودها في داخله، إضافة إلى جانبها العملي بعدم نسيان المستخدمين ارتداءها.
وتختبر شركة (MC10) في مدينة (Cambridge) في ولاية (Massachusetts) الأميركية أجهزة متصلة بالجسم مستطيلة الشكل، ويساوي حجمها قطعة من العلكة، ومع ذلك، تتضمن هوائيات لاسلكية، وأجهزة استشعار لمتابعة درجات الحرارة وضربات القلب، فضلاً عن بطارية بالغة الصغر.

مقارنة بين الأجهزة القابلة للارتداء والأجهزة الإلكترونية المرسومة على الجلد:

حيث لا تشبه الأجزة هذه أي من الأجهزة التقنية القابلة للارتداء المستخدمة حالياً، التي يرتديها الناس لقليل من الوقت ثم يتخلون عنها ويستبدلوها بغيرها، حيث أنً الأجهزة الجديدة القابلة للارتداء تمتاز بأنها الأصغر والأكثر مرونة، إلى جانب قابليتها للتمدد، وقدرتها على جمع مختلف أنواع البيانات الحيوية المرتبطة بحركة المستخدم. وبدأت شركة «إم سي 10»، أخيراً، التعاون مع أستاذ علوم المواد والهندسة في جامعة إلينوي في إربانا-شامبين، جون روغرز، الذي يعمل منذ نحو 10 سنوات على تحسين الأجهزة المرنة التي يُمكن ارتداؤها مباشرةً على الجلد، أو زرعها داخل الجسم.

مبدأ عمل الأجهزة الإلكترونية المرسومة على الجلد:

ويمكن تبسيط مبدأ عمل هذه الأجهزة بتشبيهها بلاصق من بعض لاصقات الجروح لتستخدمها قبل الجري مثلاً، ثم لتستقبل بعد ذلك تحليل لمستوى اللياقة البدنية على الهاتف الذكي أو جهازك اللوحي. وكما يمكن استخدامها مثلاً لاختيار نوع مزيل لرائحة العرق، وذلك من خلال ملصق يتتبع مستوى التّعرُق ثم يرسل عبر البريد الإلكتروني مقترحات ببعض العلامات التجارية.
وفي حال رغب شخص في متابعة تنفس طفله، يمكن لصق إحداها على صدر الطفل الصغير، ليتلقى تنبيها عند حدوث أي مشكلات. فإننا سنشهد في نهاية الأمر اندماجاً أكثر للإلكترونيات والنظم البيولوجية، وكما أنه من دون هذا النوع من الاتصال المادي، سيصعب وربما يستحيل استخلاص بيانات مفيدة وذات مغزى.

استخدام الأجهزة الإلكترونية المرسومة على الجلد في مرض (parkinson):

وتتعدد التطبيقات الصحية لهذا النوع من الإلكترونيات، وخلال العام الماضي عمل المختصين في هذه التقنيات وفريق من العلماء مع مرضى يُعانون مرض (parkinson)، وهو الشلل الرعاش بهدف متابعة حركاتهم، وكذلك مع أطباء الأمراض الجلدية لعلاج أمراض الجلد، كما تعاونوا مع شركات تجميل مثل «لوريال» لتطوير ملصقات رقمية تتبع درجة ترطيب الجلد.

ويُرحب المدافعون عن التقنيات القابلة للارتداء بإمكاناتها اللانهائية. وقد تبين توافق آليات هذه الأجهزة بنسبة 100% مع اللاصقات القياسية المؤقتة للأطفال. ويعني ذلك إمكانية تصميمها بشكل الوشوم، مع احتواء كل واحدة منها على مستشعرات مختلفة.

استخدام الأجهزة الإلكترونية المرسومة على الجلد في مجال الأزياء:

ويتصل هذا النوع من التقنيات اللاصقة بمجال الأزياء. حيث تُجري رئيسة قسم الأزياء في مدرسة معهد الفنون في شيكاغو، تجارب على صنع تقنيات ملحقة تبدو كتجميل للجسم، وقد أشارت إلى أن أغلب الحواسيب القابلة للارتداء المستخدمة حالياً كبيرة الحجم وقبيحة الشكل. وأشارت إلى وجود إمكانية كبيرة للجمع بين الأزياء والتقنية.

الجلد الإلكتروني (e-skin):

حيث عمل فريق من العلماء في جامعة طوكيو اليابانية على تصميم جلد إلكتروني، بحيث يكون فوق طبقة الجلد الفعلي، ويبدو مثل ورقة مرنة ومطاطة من البلاستيك، لكنه يتضمن الكثير من أدوات الاستشعار المرتبطة بالصحة. وفي شكل آخر، يسعى علماء إلى إضافة طبقة من مصابيح (LED) بما يجعل من الجلد شاشة يمكن استخدامها، فتتحول الذراع مثلاً إلى شاشة لمسية. ويوفر الجلد الرقمي تطبيقات عديدة، ليس فقط لمتابعة صحة المستخدمين، ولكن أيضاً كواجهة استخدام بصرية يمكن أن تلائم الأطراف الاصطناعية، وربما تكون بديلاً عن الهواتف الذكية يوماً ما.

غير أن هذا كله لا يعني أن الساعات الذكية وأجهزة القابلة للارتداء مثل جوجل جلاس والنظارات الذكية، قد صارت قديمة الطراز، فمن المؤكد أن تبقى مستخدمة في هذا الوقت حتى تتجه التقنيات بشكل أكبر إلى التقنيات القابلة للارتداء والملصقة، في خصائصها وطبيعة علاقتنا بها.


شارك المقالة: