ما هي أخلاقيات الحاسوب؟
من بين الكثير من التقنيات التكنولوجية الحديثة التي وجدت في القرن العشرين، يُعدّ الحاسوب أكثرها أهمية وأشدها تأثيرًا في حياة المستخدم، وتُعتبر الثورة المُرتبطة بظهور الحاسوب على أنها الأهم في تأثيرها الاجتماعي من الثورة الصناعية التي بانت في القرن التاسع عشر، والتي بدلت كثيراً في حياة الإنسان.
حيث وضحت الإحصائيات المتعلقة بحجم استخدام الحاسوب وأنظمة المعلومات، والإنترنت على تأثيرها العظيم في حياتنا اليومية، فيما يتعلق بالإنترنت، يوجد ما يزيد عن 700 مليون مستخدم لهذه الشبكة في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن الحاسوب قدم فوائد لا تُعدّ ولا تُحصى في مُختلف المجالات الصحية والاتصالات والتعليم والصناعة وغيرها، فإنَّه في ذات الوقت أنشئ مجموعة من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، الناتجة عن سوء استعمال الحاسوب عن طريق بعض المستخدمين، ويكفي لكي نفهم بعض المشاكل الناتجة عن انتشار الحاسوب أن نعلم أن قيمة الأموال المرتبطة بجرائم الحاسوب التي يتم التبليغ عنها، تبلغ 50 مليار دولار سنوياً.
تعريف أخلاقيات الكمبيوتر:
فقد عرف والتر مانر أخلاقيات الكمبيوتر: هو الجزء الذي يبحث في المشكلات الأخلاقية التي أوجدتها تكنولوجيا الحاسوب. أما عن دوبرا جونسن فقدمت تعريفًا آخر في كتابها Computer Ethics أخلاقيات الكمبيوتر: أنه الحقل الذي يبحث في كيف أوجد الحاسوب كمية من المشكلات الأخلاقية والأسئلة الأخلاقية، ممّا يجب علينا تطبيق النظريات الأخلاقية التقليدية بطريقة جديدة.
عام 1989 وضح تيريل بيونم تعريفًا آخر لأخلاقيات الكمبيوتر، حيث يعود هذا التعريف في الأصل إلى واينر وفقًا لهذا التعريف فإنَّ حقل أخلاقيات الحاسوب يحدد ويبين تأثير تكنولوجيا المعلومات على القيم الإنسانية والاجتماعية. من جهة أخرى قدم دونالد غوتيربارن تعريفه حيث يرى فيه أن حقل أخلاقيات الحاسوب يجب أن نراه على أنه أحد فروع أخلاق المتخصصين، والتي تعني بيان معايير وضوابط مُمارسة تخصص محدد وعن طريق هذه الرؤية فإنَّ غوتيربارن أهتم بكتابة ميثاق شرف لهندسة البرمجيات Software engineering.
دور التكنولوجيا في حياتنا:
من وجهة نظر كارل ماركس إنَّ التكنولوجيا تُساعد المستخدم في الحصول على حريته الكاملة، لأنها تدمر نظام الاقتصاد الإقطاعي الذي يستغل العمال بشكل سيء و يحتكر الثروة في أيدي عدد قليل من الإقطاعيين، وتستبدلة بالنظام الرأسمالي الذي سيصبح خطوة إلى الأمام في طريق تقليل ثمن المنتجات، ممّا يُؤدي إلي توفير هذه المنتجات لعامة الناس، وحمايتهم من سيطرة الإقطاعيين عليهم.