تمثل البيانات الضخمة وبشكل متزايد وسيلة فعّالة للتحول الرقمي، حيث شهدنا بشكل كبير تطبيقات عملية على الأثر الذي يمكن أن تحدثه في مختلف القطاعات، ومن أبرزها أثرها في قطاع الخدمات المالية، حيث يتم استخدام تحليلات البيانات الضخمة في محاربة الفساد وتحسين اتخاذ قرارات مثل الموافقة على قروض العملاء. وفي قطاع التجزئة، صار لدى الشركات فهماً أفضل لسلوكيات العملاء والأنواع المختلفة من تفضيلات الشراء.
ما هي أهم الخطوات اللازمة لضمان استخدام تطبيقات البيانات الضخمة؟
وفي القطاع المؤسسات والشركات تستخدم بعض المؤسسات هذه البيانات لفهم احتياجات وتفضيلات العملاء، وتوظيفها في تقديم خدمات أفضل كما في حالة مؤسسة المكتبات الحكومية في سنغافورة، والتي تقوم بتحليل البيانات الضخمة الناتجة عن استخدام الجمهور للمكتبات العامة في تقرير أي فروع المكتبات يوفر كتباً محدد بذاته، وأي مواد يتم توفيرها بصورة كتب صوتية وغيرها من القرارات، ولكن هذه التطبيقات لا تتم دون تحديات، ويمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهها الفرق والإدارات المُختصة بتطوير تطبيقات البيانات الضخمة في إقناع المستخدمين داخل المؤسسة في التعاون معهم واستخدام هذه التطبيقات. فيما يلي أربع خطوات يمكن أن تساعد في التعامل مع هذا التحدي.
1- زيادة قابلية البيانات الضخمة للاستخدام:
يقوم مطوري تطبيقات البيانات الضخمة بالعمل على توفير برمجيات جاهزة وفق مبدأ (أفضل الممارسات في كل قطاع)، حيث تقوم مثل هذه التطبيقات بتوفير شاشات (dashboard) وتقارير جاهزة بسيطة يسهل على المستخدمين استخدامها، بدون الحاجات لمهارات متقدمة في هذا المجال وخبرة سابقة. لكن الوضع بدأ في التغير، إذ يرغب كثير من المستخدمين الآن في تخطي هذه المرحلة والحصول على نفس الإمكانات التحليلية المتقدمة التي اعتادوا عليها مع برمجيات الجداول (spreadsheet).
2- جعل تطبيقات البيانات الضخمة ذات صلة بحاجات المستخدمين:
يعتمد توجه المستخدمين لهذه التطبيقات على العلاقة التي تربطها باهتمامات المستخدمين، وذلك بحسب ما يراه من فائده وتطوير بعمله والنتائج المجدية التي يمكن أن تحدثها، فإذا لم تكن تحل مشاكل مهمة في العمل فلن يرغب أحد في استخدام برامج معقدة، وتحمل تكاليف إضافية.
3- فهم المشاكل والحلول:
لا بد لمحلل الأعمال ومن يقوم بمهام تطوير البرمجيات الخاصة بالبيانات الضخمة، أن يدرك ما هي طبيعة المشكلات والتحديات التي قد يواجهها العميل في عمله، ليتم بعد ذلك العمل على تطوير حلول بيانات ضخمة تساهم في حل هذه المشاكل.
4- معرفة متى يجب إنهاء مشاريع البيانات الضخمة:
من المهم أن لا يتردد مطورو البرمجيات الخاصة بهذه التقنيات في إنهاء المشروع والانتقال إلى مشروع آخر، وذلك إدراكهم بأن المشروع الحالي لا يحقق الفوائد المرجوة منه.