تستمر تقنيات إنترنت الأشياء بالازدهار في صناعة التكنولوجيا، فكثيراً ما كانا نتخيل بأننا سنتمكن من التنقل بالمركبات دون سائق مثل السيارات ذاتية القيادة والتي يمكنها التنقل عبر شوارع المدينة دون توجيهٍ من أحد، وقد أصبح هذا الأمر واقعاً اليوم، ولو كنت تتساءل كيف تعمل هذه الأشياء الذكية، فإن الإجابة هي إنترنت الأشياء (IoT).
حيث إن غاية تقنية إنترنت الأشياء هي ربط الأجهزة المختلفة بعضها ببعض، وجمع البيانات المختلفة من هذه الأجهزة بهدف قياس وجمع وتحليل البيانات لتوفير تجربة أفضل للعملاء وتحسين جودة المنتج، وبعبارة أخرى، فإن وظيفتها تتلخص في جعل مدننا ومنازلنا وشركاتنا تعمل بشكل أفضل.
التطوير تحت قيود مختلفة:
لكل من المراحل الثلاث من القياس والجمع والتحليل باختلاف تقنيات العمل المتنوعة مع مجموعة من الضوابط والقواعد المختلفة، وبالتالي فلكل مرحلة في سلسلة تطوير البرامج لغة برمجية مختلفة لإنترنت الأشياء، حيث تعمل مؤسسة (Eclipse) منذ عام 2015 على استطلاع آراء المطورين العاملين في شركات تطوير إنترنت الأشياء حول العالم لفهم المشهد العام والتحديات والاتجاهات في هذا المجال، وقد أجري استطلاع لمطوري إنترنت الأشياء وكشف الاستطلاع أن لغة (Java) هي اللغة الأكثر شعبية بنسبة 66.5%، وتتبعها لغة C بنسبة 56.9%، ثم تأتي (JavaScript) وبعدها (Python) بنسبة 47.1 % و46% على التوالي.
أفضل لغات البرمجة لتطوير إنترنت الأشياء:
دعونا نفسّر ما الذي يجعل لغات البرمجة من (JavaScript) و(C) و(Java) و(Python) من أفضل 4 لغات لبرمجة إنترنت الأشياء في وقتنا الحالي.
لغة الجافا (Java):
تستخدم لغة الجافا بشكل واسع في عالم البرمجة، وبما يتعلق بتقنيات إنترنت الأشياء، حيث بإمكان المطورين اختيار إمكانيات آلة جافا الافتراضية (JVM)، وهي اختصار (Java Virtual Machine) المختصة في الأكواد المضافة إلى أي شريحة من شرائح الأجهزة في إنترنت الأشياء، حيث يمكن استخدام الكود سواء في البيئات حيث يكون استخدام (JVM) منتشراً مثل الهواتف الذكية والسيرفرات وكذلك في أصغر الأجهزة، ممّا يجعله مثاليًا لبرامج إنترنت الأشياء.
لغة C:
على مستوى (Hardware)، عادة ما تكون طاقة الحوسبة محدودة للغاية، وهنا تأتي لغة C بالحل، هذا لأنها اللغة البرمجية المثالية لكتابة التعليمات البرمجية ذات المستوى المنخفض (Low level language) أي الأكواد القريبة من طبقة الأجهزة، كما أنها لا تتطلب قوة معالج كبيرة، وهي قادرة على العمل بشكل مباشر مع ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، فهي كذلك لغة شائعة لبرمجة المتحكمات الدقيقة (المصغّرة)، ممّا يجعلها اللغة المثالية في تطبيقات أجهزة الاستشعار. ومع ذلك، بما أن لغة C هي لغة منخفضة المستوى، فيمكن أن تصبح فوضوية بسرعة إذا لم يتمكن المطوّرون من استخدامها بالشكل الصحيح.
لغة الجافا سكريبت (JavaScript):
قد يتوقع الكثير أن استخدام جافا سكريبت مقتصر على صفحات الويب، فإن شعبية اللغة تجعلها من الخيارات الشائعة لاستخدامها في تقنيات إنترنت الأشياء، حيث أنّ 31،5٪ من المطورين الذين شاركوا في الاستطلاع، أشاروا إلى أنهم يستخدمون (Node.js) إطار عمل تمّت برمجته باستخدام الجافا سكريبت في مشاريعهم، هذا يعني أنه حتى إذا كان معظم أكواد (Node.js) تعمل على الأجهزة الضخمة، فهناك بعض الجهود الهادفة لتطويع استخدامه في أجهزة أصغر.
على سبيل المثال كل من (Espruino) و(Tessel) متحكمات دقيقة (Microcontroller) تعمل وفق (JavaScript) ومبنية حول إطار (Node.js)، وهذا يعمل على تسهيل الأمور على مطوري الويب في العمل ضمن مشاريع إنترنت الأشياء دون أن يجبروا على تعلّم لغة جديدة.
لغة البايثون (Python):
تعتبر البايثون اللغة البرمجية المفضلة لواحدة من أشهر المتحكمات الدقيقة في السوق وهي رسبري باي (Raspberry Pi).
ما يميز لغة بايثون هو كونها من لغات البرمجة السهلة التعلم (High level language)، خاصةً مع توافر العديد من مختلف المراجع التي تسهّل على المهتمين تعلمها، وكما تستخدم على نطاق واسع وفي العديد من مدارس التعليم الابتدائي، حيث يعتبرها الكثيرون كمدخل لتعلّم برمجة الكمبيوتر، وكما أنها مدعومة بقوة من قبل مجتمع المطورين.
الأمر الرائع كذلك في لغة البايثون هو وجود إصدارات مصممة لتكون أصغر، فعلى سبيل المثال، لدينا لوحة (MicroPython) ومجموعة البرامج المرفقة معها، وهي عبارة عن وحدة تحكم صغيرة مخصصة لتشغيل (Python) على لوحة دارات صغيرة لا يتجاوز حجمها البضع بوصات.
لغة سويفت (Swift):
على الرغم من أن لغة (Swift) لا تزال تُستخدم بشكل رئيسي في برمجة التطبيقات لأجهزة (Apple)، المتخصصة في أنظمة تشغيل (iOS)، فإن الانتشار وكثرة التوجة لهذه الأجهزة يعني أنها عادةً ما ستصبح جزءً من ثورة إنترنت الأشياء، وإذا كنت ترغب بأن تتفاعل الأجهزة التي تريد تصميمها مع جهاز (iPhone) أو (iPad)، فربما عليك تعلّم كيفية إنشاء تطبيقاتك باستخدام لغة (Swift)
