متى تم اختراع الحاسوب؟
أصبحنا نعيش في عصر التطوّر والتكنولوجيا التي هي على سرعة وتحديث دائم ومستمرّ وعلينا اللحاق بها لئلا يفوتنا القطار، فكل ما يدور حولنا من أعمال واشغال أصبح معتمداً على التكنولوجيا وعلينا عدم إهمال أهميتها. وفي الواقع أصبحت جميع أعمالنا قائمة على كيفية استخدام الإنترنت والحاسوب حيث نحصل على معلوماتنا ونحفظها كبيانات نسترجعها كلَّما أردنا ذلك. وقد يسر اختراع الحاسوب علينا الكثير من الأعمال، تحديداً تلك المرتبطة بالعلم والعمل، وبالتالي علينا معرفة كيفية استعماله بالشكل الصحيح لتبسيط العمل بأسرع وقت مُمكن. في هذه المقال سوف تلقي الضوء على متى تم اختراع الحاسوب؟
لقد حير هذا السؤال الكثيرين، بسبب كثرة الآراء والمعلومات التي تدور حول هذا الموضوع، ألا وهو: متى تم اختراع الكمبيوتر؟
في الواقع لا يوجد هناك إجابة معينة حول توقيت ظهور هذا الاكتشاف الذي يعتبر الأهم من بين الاختراعات البشرية في عصرنا الحالي. ولكن إذا انتبهنا إلى الصورة التي ظهر فيها جهاز الحاسوب في وقتنا الحالي هي عبارة عن نتيجة لجهود نخبة من الأدمغة والمخترعين وأن كل واحد منهم قد ساهم في توضيح هذه الصورة بطريقة مميزة، وقتها نستطيع فقط أن نفهم إجابة هذا السؤال، وسنتحدث هنا المراحل التي مر بها اختراع الحاسوب كي نكون قد أجبنا على هذا السؤال بالطريقة المناسبة.
بداية ظهور فكرة الحاسوب:
يعتبر المخترع الإنجليزي “تشارلز باباج” أول من خطر في ذهنة أن تقوم الآلة بإجراء العمليات الحسابية بدلاً عن الدماغ البشري، حيث يُسمّى احياناً الأب الفعلي للكمبيوتر وكان ذلك في تاريخ 1822 حين قام على تطبيق أفكاره على شكل آلة سُميت باسم “ماكنة الفروق، difference engine”، وهي عبارة عن كمبيوتر مبسط يقوم بإجراء مجموعة من الحسابات المبسطة كالجداول الرياضية، كما قام بإنشاء الطابعة بهدف ربطها بإختراعه لتقوم بطباعة النتائج، وكان ذلك بدعم ومساعدة من “آدا لوفلايس” والتي تعتبر أول مبرمجة حاسوب على الإطلاق في تاريخ العالم البشري إلّا أن اختراعه لم يؤخد بعين الاعتبار لأسباب يعتقد الكثيرون أنها كانت مالية.
ثم قام باباج بعد ذلك وفي سنة 1837 بتقديم أول جهاز كمبيوتر ميكانيكي للعالم والذي أسماه “الآلة التحليلية، analytical engine”، وهو عبارةٌ عن كمبيوتر ميكانيكي يتضمن وحدة حساب منطقي وذاكرة متكاملة، حيث يعتبر أول كمبيوتر يصلح للاستعمال للمصلحة العامة، إلّا أن هذا الاكتشاف أيضاً لم يؤخذ بعين الاعتبار لذات الأسباب التي لم ينفذ اختراعه السابق بسببها.
الحواسيب المبرمجة:
بدأ زمن الكمبيوترات المبرمجة الحديثة على يد المخترع الألماني “كونراد تسوزه”، وذلك بين سنة 1936، وسنة 1938 حينما قدم للبشرية اختراعه “زد1″، الذي يعتبر أول كمبيوتر ميكانيكي كهربائي حيث يقوم باستعمال النظام الثنائي الحديث في برمجته. ثم قام بعد ذلك بطرح “زد3” والذي يعتبر أول كمبيوتر وظيفي متكامل، وفي سنة 1942 قام بتوضيح “زد4” الذي اصبح أول جهاز كمبيوتر تجاري على مستوى العالم.
وهنا بدأت تتوالى الاكتشافات بعد أن قام المكتشف تسوزه بوضع حجر الأساس لهذا الاختراع، ومن أهم الاختراعات التي ظهرت في تلك الفترة:
- في سنة 1936 قام المخترع “آلان تيورينج” بتقديم اكتشافة “آلة تيورينج، turing machine”، والتي تعتبرامراً رئيسياً في نظريات علم الحوسبة والحاسوب.
- في سنة 1942 قام “أناتاسوف بيري” ومعينة “كليفورد بيري” باكتشاف أول كمبيوتر رقمي إلكتروني، حيث كان يستعمل الأنابيب المفرغة لإجراء حساباته ولم يكن يتضمن وحدة معالجة مركزية.
- في العام 1943 قام المخترع الإنجليزي “تومي فلورز” باكتشاف أول كمبيوتر كهربائي مبرمج أسماه “العملاق، colossus”.
- قي سنة 1944 طرح “هوارد أيكن” كمبيوتر “هارفارد مارك1، harvard mark1″، حيث كان وزنة ما يساوي 35طناً، ويستطيع الحساب لغاية الخانة الثالثة والعشرين بعد الفاصلة العشرية.
- في سنة 1946 قدم المخترعان “presper Eckert و john mauchly” جهازهما eniac” الذي اعتبر أفضل كمبيوتر إلكتروني رقمي حتى ذلك الزمن، لأنه يعتبر متحداً وضيفياً وكان يزن حوالي 50 طناً ويأخذ مساحة تقدر ب 1800 قدماً مربعةً، واستخدم في إنشاءه ما يقارب 18000 أنبوباً مفرغاً.
منذ ذلك الوقت تكاثرت الاكتشافات في هذا المجال وظهرت الكثير من شركات الكمبيوتر خصوصاً بعد اكتشاف “الترانزستور” الأمر الذي ساعد من صناعة الكمبيوترات وقلل من حجمها، ومن هنا نكتشف أن السؤال عن مكتشف الكمبيوتر أو وقت اختراعه لا يمكن إجابته على شكل اسم محدد بل هو ناتج لمجموعة من الاكتشافات قدّمها مجموعة من كبار علماء هذا العصر.