ممّا لاشك فيه أن التقنيات الحديثة ودورها المهم في تقديم خدمات طبية مهمة قد ساهم كثيراً في زيادة كفاءة القطاع الصحي عامةً وتشخيص الأمراض خاصةً، وذلك في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية من خلال فحص أعداد كبيرة من المرضى في وقت قصير وجهد أقل، فيستغني الأطباء عن الوقت الطويل لتحليل تلك الفحوصات من دون أن يلغي وجود الطبيب، حيث إنه سيدخل في المستقبل ضمن المسارات الطبية للأطباء، وهو أداة مساعدة للطبيب، ولا يلغي دوره.
فمن الممكن التنبؤ بالأمراض قبل حدوثها أو انتشارها وتفاقمها،إمكانية التنبؤ بالأمراض وتفشيها من خلال استخدام تحليلات الذكاء من خلال تطبيق يقوم بتحليل البيانات والتنبؤ بالعدوى وبالأمراض، حيث أنّ المقومات التي يحظى بها الذكاء الاصطناعي في مجال الطب أبعد ممّا قد يتصوره البعض، وهذا ما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات صائبة وسريعة في الوقت ذاته.
التشخيص الرقمي:
من البديهي الاتجاه نحو هذه التقنيات المتقدمة من الذكاء الاصطناعي واستخدامها لتشخيص الأمراض، وذلك لامتيازها في تحديد الأنماط، ومن ثم تحديد نوع المرض المتوقع بحسب النتائج والتحليل، وهذا ما يقوم به الأطباء فعلياً فهم يبحثون في الأعراض المرضية، ويرجعون للتاريخ الطبي للمريض، ثم يحاولون التوصل إلى الاستنتاجات بشأن المرض، فهو يعتمد على التشخيص الأكثر منطقية.
الكثير من الحالات المرضية يتم تشخيصها للمرضى باستخدام نتائج بحث مشكوك في صحتها ومثيرة للقلق، لكن مع هذا التقدم التقني الذي نشهده في القطاع الصحي من استخدامات الذكاء الاصطناعي سيساهم في تقديم نهجاً علمياً يعتمد على الأدلة الطبية، بدلاً من الآراء الشخصية من مصادر مشكوك فيها على شبكة الإنترنت.
هناك تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي يُطبق بالفعل في عملية التشخيص الرقمي، وذلك في المملكة المتحدة، وهذا التطبيق يُعرف بتطبيق (Babylon). فعلى الرغم من أن هذه العملية لا تزال في مراحلها المبكرة، وكانت هناك بعض الشكوك حولها في بعض الدوريات الطبية، لكنها تظل خطوة مهمة في تشخيص الأمراض باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وربما سنرى مزيداً من التطور لهذه التقنية في المستقبل.
كما قامت شركة برمجيات دنماركية للذكاء الاصطناعي باختبار برنامجها للتعلم العميق، وذلك من خلال استخدام جهاز الكمبيوتر بحيث يمكن الاستماع للمكالمات التي يتلقاها قسم الطوارئ، كما وحللت الخوارزمية ما يقوله الشخص المتصل ونبرة صوته والضوضاء في الخلفية، كما تمكّن من اكتشاف وتشخيص الإصابة بالسكتة القلبية بنسبة نجاح وصلت إلى 93% من الحالات، مقارنة بنسبة 73% للتشخيص البشري.