تستخدم أجهزة الحاسب نظام التعرف على الوجه لتحديد هوية الأشخاص عن طريق رسم خرائط لملامح الوجه الخاصة بهم، ومقارنة تلك المعلومات مع قاعدة بيانات الوجوه. تُستخدم هذه التقنية بشكل واسع النطاق حتى أصبحت أداة موثوقة تستخدم لعمليات التحري والتعرف على الوجوه والأشخاص. فما هو هذا النظام للتعرف على الوجوه بالتحديد؟ وما هي استخداماته المختلفة؟
مفهوم أنظمة التعرف على الوجه
عبارة عن نظام قادر على تحديد الهوية والتحقُّق من الأشخاص، من خلال مقارنة وتحليل أنماط مختلفة على أساس ملامح الوجه، فيساعد على تحديد وتمييز الوجوه البشرية من صورة أو فيديو. ويستخدم نظام التعرف على الوجه في مجموعة متعددة من المجالات، إلا أن أبرز هذه الاستخدامات يظهر في الأغراض الأمنية.
الخطوات الأساسية في التعرف على الوجه
تختلف الأساليب المتّبعة في نظام التعرف على الوجه اعتمادًا على التطبيق والشركة المصنعة، إلا أنها تنطوي عمومًا على سلسلة من الخطوات التي تعمل على التقاط ومعالجة وتحليل ومطابقة الوجه مع قاعدة بيانات مسجلة من الصور المختلفة؛ حيث يلتقط النظام 80 نقطة عقدية على وجه الإنسان تستخدم لقياس متغيرات وجه الشخص، كطول وعرض الأنف وعمق العين وشكل عظام الوجه.
بالعموم؛ تشمل خطوات التعرف على الوجه ما يلي
- الكشف: يتم إلحاق نظام التّعرف على الوجه إلى نظام مراقبة الفيديو، بحيث يقوم هذا النظام بمسح مجال رؤية الكاميرا لمعرفة مختلف الوجوه.
وعند الكشف عن أي رأس فإنه يرسل إلى النظام لمعالجة ذلك، ثم يقدر النظام موضع الرأس واتجاهه وحجمه. إلا أنه يجب الوجه أن يستدير بمقدار 35 درجة على الأقل نحو الكاميرا حتى تتمكّن الكاميرا من اكتشافه. - التطبيع: يتم فيها قياس صورة الوجه المُلتقط وتدويرها بحيث يمكن تسجيلها وتعيينها في شكل وحجم مناسبين. ويحدد العوامل الرئيسية للوجه، التي تشمل المسافة بين العينين وسماكة الشفاه والمسافة بين الذقن والجبين وغيرها الكثير، فتولد ما يسمى توقيع الوجه.
- التمثيل: يحول نظام التعرف على الوجه التوقيع إلى رمز فريد، مما يسهل إجراء مقارنات حسابية للبيانات مع البيانات المسجلة سابقاً.
- المطابقة: وهي المرحلة النهائية التي تقارن فيها بيانات الوجه المستخلصة مع البيانات المخزنة سابقاً، وتقوم بإرجاع تفاصيل الوجه المتطابق مع إحدى الصور في قاعدة البيانات وإعلام المستخدم بالنتيجة النهائية.
أبرز استخدامات نظام التعرف على الوجه
على الرغم من أن تكنولوجيا التعرف على الوجه لم تصل إلى ذروتها بعد، إلَّا أنها حقَّقت ما يكفي من تقدم لإيجاد سلسلة من التطبيقات والبرامج، وتنوَّعت استخداماتها بشكل كبير لتصل إلى حدٍّ واسع مستخدم بكثرة حولنا.
من أبرز تلك الاستخدامات نجد:
- الأمن العام: يُستخدم نظام التعرف على الوجه من قبل مكاتب الجمارك لإبعاد الزوار غير المرغوب بهم عن بلد ما، والتحكم في الدخول إليها والخروج منها. بالإضافة إلى التحقُّق من حاملي جواز السفر عند عبور الحدود، وهل هم نفس الأشخاص أصحاب الجواز أم لا، كما تستخدم لتحديد هوية المطلوبين ورصد تحركاتهم عبر الحدود.
- فتح الهواتف: تستخدم مجموعة متنوعة من الهواتف بما فيها أحدث أجهزة (iPhone) تقنية التعرف على الوجه لفتح الهاتف، إذ تعتبر هذه التقنية وسيلة قوية لحماية البيانات الشخصية وضمان حماية الهاتف في حالات السرقة.
- العثور على المفقودين: يستخدم نظام التعرف على الوجه للعثور على الأطفال المفقودين وضحايا الاتجار بالبشر، إذ لا طالما تمت إضافة صور الأفراد المفقودين إلى قاعدة البيانات، ويمكن أن يتم تنبيه الجهات المسؤولة بمجرد التعرف على الأشخاص سواء أكان الشخص موجوداً في المطار أو السوبرماركت أو أي مكان عام، وقد تم اكتشاف حوالي 3000 طفل مفقود في غضون أربعة أيام باستخدام تقنية التعرف على الوجه.
- تحقيقات الطب الشرعي: يساعد المحققين من خلال التعرف تلقائياً على الأفراد في أشرطة الفيديو، بالإضافة إلى التعرف على القتلى في مسارح الجريمة.
- تشخيص الأمراض: يستخدم في تشخيص الأمراض التي تسبّب تغيُّرات يمكن اكتشافها في المظهر؛ على سبيل المثال، يستخدم المعهد الوطني لبحوث الجينوم البشري نظام التعرف على الوجه للكشف عن مرض نادر يدعى متلازمة دي جورج.
- تحديد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي: كما في فيسبوك الذي يستخدم هذه التقنية للتعرُّف تلقائياً على أعضاء فيسبوك من الصور، ممّا يسهّل على المستخدمين العثور على الصور المتواجدين فيها، وبذلك يسهل على المستخدم الإشارة إلى الأصدقاء المتواجدين في الصور وكذلك يقترح الأشخاص تلقائياً في هذه الصور التي يقوم بنشرها.
- تتبّع الحضور المدرسي: تُستخدم في الصين هذه التقنية لضمان عدم غياب الطلاب عن الصف، إذ يمكن للطلاب التوقيع بدلاً من زملائهم في أوراق التفقد، إلا أنّ استخدام التعرف على الوجوه يمنعهم من ذلك.