البلوك تشين في قطاع التعليم:
يتمتع التعليم بمكانة هامّة في كافة الدول المتقدمة حول العالم، كما يعتبر كذلك المحور الرئيسي للتقدم والتطوّر في حياة الأفراد والمجتمعات، ولا يقتصر التعليم على مقاعد الدراسةِ فحسب، بل يشمل كذلك مجموعة من أهم المجالات المؤثرة في مستقبل البلاد ومنها الصناعة والطب والزراعة والعلوم وغيرها، وتشترك هذه المجالات بعلاقة وثيقة مع التعليم ومستوياته في البلاد.
بعد ثورة البيتكوين التي حققتها البلوك تشين، بدأت الأنظار تتجه نحو هذه التقنية التي أثبتت نجاحتها، وكثرت محاولات استغلالها في عدة مجالات، من بينها مجال التعليم العالي. فعلى الرغم من أن تقنية البلوك تشين موجودة منذ 10 سنوات، ناهيك عن اعتماد البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية في بعض المجالات الاقتصادية، إلا أن قطاع التعليم العالي مازال يجد صعوبة في فهمها واستغلالها.
ولا بد من الإشارة إلى أن هناك الكثير من التقنيات التي من الممكن توظيفها في رفع كفاءة الأيدي العاملة والمتعلمة وتدريبها لحل المشكلات في مجال التعليم سواء كان تعليماً حكومياً أو خاصاً، ومن أبرز التقنيات المستخدمة في ذلك تقنية البلوك شين في قطاع التعليم التي تتأهب الكثير من المؤسسات التعليمية الحكومية للبدء بإدراجها ضمن مجال عملها، حيث تسهم هذه الأداة في تكوين حل جذري للكثير من المشاكل التي قد تقف عائقاً في وجه عملية التعليم، وفي هذا المقال سيتم التعرف على أهمية البلوك شين في قطاع التعليم.
البلوك تشين (Blockchain) أو سلسلة الكتل:
البلوك تشين: هي قاعدة بيانات موزعة عبر الشبكة على عدد كبير من الحواسيب، وعندما يتم إرسال سجل (Record) إلى هذه القاعدة فهو من الصعب أن يتم تغييره، وللتأكد من توافق جميع نسخ قاعدة البيانات وأنها متطابقة تقوم الشبكة بإجراء عمليات فحص مستمرة، ويتم استخدام البلوك تشين بشكل أساسي للعملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين.
آلية عمل سلسلة الكتل:
مجموعة سجلات (Records) إلى كتل (Block) ثم إلى سلسلة (Chain).
يتم تجميع السجلات مع بعضها على شكل كتل، حيث يكون السجل عبارة عن أية معلومات يراد إضافتها إلى قاعدة البيانات، صفقة على سبيل المثال، لتتم إضافة بلوكات أو كتل السجلات هذه إلى السلسلة واحدة تلو الأخرى. فما هي آلية عمل البلوك تشين؟
أهمية البلوك شين في قطاع التعليم:
تتلخص أهمية البلوك تشين في المجالات التعليمية كما يلي:
- التخلص من الوثائق الورقية بشكل عام، ممّا يجعل احتمالية تزييف الأوراق وفقدانها أقل حدوثاً.
- الحفاظ على الشهادات الرسمية المعتمدة وحمايتها من الضياع.
- السهولة في إمكانية الوصول إلى المعلومات في حال تخويل المالك للمستخدم بذلك.
- نفي الشك لدى مدراء العمل فيما يتعلّق بخبرة الموظفين ومستوى معرفتهم بالأداء الوظيفي.
- اختيار ذوي الخبرات وأصحاب الكفاءات بكل شفافية لشغل المناصب المناسبة لهم.
- عدم اطلاع غير المخوّل لهم بالدخول أوالاطلاع على البيانات، وبذلك يتم الاحتفاظ بخصوصية البيانات وتخزينها لمقدم الطلب أو صاحبها.
- البلوك تشين في قطاع التعليم تعد أداة تسهيل عملية الاحتفاظ بالوثائق بالنسبةِ للمؤسسات التعليمية، والتخلّص من الوثائق المكدّسة في الرفوف.
- ترشيد إنفاق الملايين من الدولارات، وتقليل عدد ساعات العمل بشكل أكبر من أي وقت مضى.
- المقدرة على إجراء بعض التعديلات على المعاملات السرية غير القابلة للكشف، وبكل خصوصية في المؤسسات التعليمية.
- الفلترة الشفافة في توزيع القروض والمنح والمشاريع وبذلك تتحقق العدالة.
- زيادة كفاءة أداء المحاسبة المالية في المؤسسات التعليمية بمختلف أنواعها.
تطبيقات البلوك تشين في التعليم:
من أبرز تطبيقات البلوك تشين في قطاع التعليم:
- الدبلوم والشهادات: يمكن تطبيق البلوك تشين في التعليم من خلال تقديم المعلومات الأكاديمية للطالب بمحتواها المتمثّل بالألقاب والدبلومات والملاحظات والخبرات كذلك، وتمتاز بأنها تكون محمية بدرجة عالية عن أي خطر قد يمسّ بها، وتعد الوسيلة المثلى لضمان عدم إجراء أي تعديل على الشهادات والدبلومات الحاصل عليها كل طالب.
- تأمين البيانات المؤرشفة: ويكون ذلك مطلوبًا غالبًا في التعليم الافتراضي، حيث تتعرّض الوثائق في مثل هذا النوع من التعليم للسرقة أو انتحال الشخصيات وتغيير المعلومات، لذلك فقد جاءت تقنية البلوك تشين لتبديد أي محاولات في تغيير البيانات والمعلومات.
- توثيق المعاملات: يؤدي البلوك تشين دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على المعاملات وموثوقيتها، حيث يسهم في التحكم بالمعاملات الاقتصادية بمختلف أشكالها مع مؤسسات التعليم الإلكترونية، وبالتالي التحقق من مدى مصداقية المؤسسة التعليمية الافتراضية وتفادي الوقوع في الاحتيال.
- اعتماد الشهادات وأوراق الاعتماد: تعد وسيلة فعاّلة في اعتماد الأوراق والشهادات القائمة على المهارات الشخصية، ويأتي ذلك على هامشِ تطبيق مجموعة من المشاريع التي تمنحهم فيما بعد فرصة تقديم أوراق الاعتماد مرفقة بها المهارات التي نالها الطالب خلال التعلم الجماعي.