الذكاء الاصطناعي ثورة في الرعاية الصحية:
تعد الرعاية الصحية وممارسة الطب أحد أهم المجالات التي تنتظر تغييرات مع ازدهار تقنيات الذكاء الاصطناعي فالحصة السوقية للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية قد وصلت لحوالي 2.1 مليار دولار وذلك في عام 2018، ومن المتوقع أن ترتفع القيمة السوقية لحوالي 36.1 مليار دولار بحلول العام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 50.2% خلال الفترة بين عامي 2018 و 2025.
كما عملت الكثير من العوامل على دعم النمو والتطور في الذكاء الاصطناعي، ومن أهمها توفر البيانات الضخمة (Big Data) بشكل غير مسبوق، وزيادة الشراكات والتعاون في مجال الصناعة بشكل عام، كما هو الحال كذلك في القطاع الطبي حيث عمل على تقليل اختلال التوازن بين العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى الذي يزداد بمرور الوقت، حيث سيعزز هذا التوازن من زيادة نمو الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، حيث سيقدم الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية اتخاذ القرارات بصورة أفضل وإتاحة المزيد من الوقت للأطباء والممرضات أثناء العمل، وكذلك تحقيق الدقة المطلوبة في العمليات الجراحية.
حيث أنّ نقاط القوة الأساسية هنا تكمن في التعرف على الأنماط، وكذلك أتمتة سير العمل وذلك بتشغيله آلياً بشكل عام؛ فهو لن يخفض التكاليف ويساعد في تشخيص الأمراض المهددة للحياة، مثل الأمراض السرطانية بشكلٍ أسرع فحسب، ولكنه سيعني كذلك اتباع نهج أكثر تركيزاً على المريض.
سيؤدي ذلك بدوره إلى مزيد من إرضاء المرضى، وتواصلهم بصورة أفضل مع الطبيب، ودور الذكاء الاصطناعي في تنفيذ المهام الإدارية في الرعاية الصحية، في خلاف ما قد كان سابقاً من هدر الطاقم الطبي الكثير من وقتهم في العمل الروتيني من ملء المستندات المختلفة اللازمة لتتبع حالة المرضى والأغراض المالية والتأمينية، بالإضافة إلى فحص الصور الطبية والدور الذي أحدث نقلة نوعية في الجراحات الطبية بفضل الروبوتات الجراحية التي تساعد في العمليات الجراحية الدقيقة.
كما سيزيد من دقة سجلات الرعاية الصحية واستخدامات مستقبلية للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية لا حصر لها. وهذا التقدم التقني الذي نشهده في القطاع الصحي من استخدامات الذكاء الاصطناعي سيساهم في تشخيص الأمراض رقمياً، وذلك من خلال تقديم نهجاً علمياً يعتمد على الأدلة الطبية، بدلاً من الآراء الشخصية من مصادر مشكوك فيها على شبكة الإنترنت والمساهمة في تصميم العلاج واختيار الدواء