هل الذكاء الاصطناعي يدرك الحس الفكاهي للبشر؟

اقرأ في هذا المقال


 بيّن الباحثون في تقنيات الذكاء الاصطناعي أنه ينبغي التوقّف نهائياً عن بعض المفارقات الشديدة السطحية بين الكمبيوتر والدماغ البشري وباشروا بإعطاء قاعدة نظرية لفكرة الذكاء، فالكمبيوتر بالنسبة إلى هؤلاء الباحثين هو مُختبر يَسمح باكتشاف طُرق جديدة لتطوير الفكر، وقد أثبتوا من خلال بَرامجهم أنّ في بعض النشاطات مثل الألعاب حيث كان يُعتقد أن الذكاء ضروري، حيث استطاع الكمبيوتر التّفوق على الكائن البشري، كما استخلصوا كذلك أفضل معرفة تشابهات بين عمل الكمبيوتر وعمل الدماغ البشري.

فكرة التعلم لدى كل من الإنسان وتقنيات الذكاء الاصطناعي:

في الواقع يبدو التعلم عند الإنسان مرتبطاً بشدة بالنمو والتغيرات البنيوية للدماغ، وفي حين ومن البديهي أن مكونات الكمبيوتر بذاتها لا تخضع لأي تطور ذاتي أو تغير من هذا النَوع، وفي المقابل، فإن بَرامج الكمبيوتر يمكن أن تتغير بطرق مختلفة، حيث يُمكن أن تُراكِم معطيات وتجعلها في تطوّر، وهي بمقدورها كذلك أن تغير نفسها بنفسها.

ولهذا السبب اقترح مختصو الذكاء الاصطناعي أن البَرامج المعقدة، وخصوصاً تلك التي تستطيع أن تغير وظائفها الخاصة، حيث تشكلّ نماذج جيدة للتعلم البشري، وهذه النماذج كسائر النماذج في العلوم لا تنتج كل خصائص الظاهرات المُفترَض أن تقدمها، فضلاً عن ذلك لم يجرؤ أي شخص على التنبؤ بذلك، بأن وظائف التقنيات الحديثة، والآلات المزوَدة ببَرنامج تعليم وتحليل النشاط الكهربائي للخلايا العصبية المرتبطة بالتعلم البشري، إلّا أن النموذج المعلوماتي للذكاء هو من المرونة بحيث يُمكن أن يوضح بدقة مُتناهية درجة الوظائف الأساسية للذكاء البشري.

الذكاء الاصطناعي يدرك الحس الفكاهي:

تكمن فعالية تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنفيذها للمهام المطلوبة منها بصورة جيدة، وتنفيذها على وجه التحديد، حيث لم يشهد العلماء أي تحسن أو تطوير في فهم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعاني الصور والنصوص، وإذا قمنا بعرض برنامج الرسوم المتحركة سنوبي مثلاً على شبكة عميقة مدربة، فيمكنها التعرف على الأشكال والأشياء، كالكلب والصبي، ولكنها لن تفك شفرته، ولن تتعرف على الفكاهة فيه، وحين تستخدم الشبكات العصبية لاقتراح أساليب كتابة أفضل للأطفال، فتقدم أدواتنا تحسينًا في الشكل والتهجئة والقواعد بشكل جيد، ولكنها عاجزة عندما يتعلق الأمر بالبنية المنطقية والتفكير وتدفق الأفكار.

ولا تدرك النماذج المتوفرة في وقتنا الحالي من الشبكات الاصطناعية هذه أي من التركيبات البسيطة للأطفال في سن الحادية عشرة من العمر، حيث بيّنت البيانات المتوافرة حالياً إمكانية الذكاء الاصطناعي، حيث أنّ التقدم في التشخيص الطبي بالذكاء الاصطناعي لا يزال محدود النطاق، وحيث يعود ذلك جزئيًا إلى عدم وجود مجموعات كبيرة من بيانات المرضى لتقديمها للشبكات، ولا تتضمن البيانات التي يجمعها الأطباء التفاعلات النفسية الفيزيائية المعقدة، والتي ترتبط بالأمراض المختلفة مثل أمراض القلب التاجية أو الشقيقة (الصداع النصفي) أو السرطان.


شارك المقالة: