تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) المتقدمة وما قدمته للطبيب من مساهمات كان لها دور رئيسي في دعم تشخيص الأمراض، فأصبحت أكثر دقة، ممّا أسهم كثيراً في تقليل الضغط النفسي على الطبيب وكذلك المجهود البدني الذي يقوم به للوصول إلى مبتغاه، وبالتالي انعكس بشكل إيجابي على تقوية عملية التواصل والتفاعل بينه وبين المريض ورفع من معنويات المرضى بشكل عام.
الذكاء الاصطناعي وتنفيذ المهام الإدارية في الرعاية الصحية:
هدر الطاقم الطبي الكثير من وقتهم في العمل الروتيني من ملء المستندات المختلفة اللازمة لتتبع حالة المرضى، والأغراض المالية والتأمينية، بالإضافة إلى فحص الصور الطبية، بما في ذلك الأشعة المقطعية والأشعة السينية، وكذلك تحليل وتفسير نتائج الاختبارات المعملية، وهي وظيفة بدوام كامل.
يمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتأدية هذه المهام بشكلٍ أسرع، وأتمتة هذه المهام يعني توفير الكثير من الوقت، بالإضافة إلى زيادة الشفافية والدقة في تسجيل البيانات. كما تتضمن بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، نسخ التسجيلات الصوتية إلى تسجيلات نصية، مثل كتابة ملاحظات حالة المرضى والأدوية الموصوفة، وطلب إجراء الاختبارات اللازمة للمريض. سيتعين على المتخصصين في المجال الطبي فحص الحالات الاستثنائية فحسب، وهي الحالات التي سيصعب على الآلة تصنيفها.
من المؤكد أنّ هذا الأمر سوف يحتاج إلى الكثير من العمل والتطوير لضمان دقة مثل هذه التشخيصات، ولكن تظهر الدراسات المبكرة أن نظاماً يعتمد على تقنية تعلم الآلة يمكنه التغلب على البشر في هذا القطاع، مثل النظام الذي تعمل عليه شركة جوجل، والتي أطلقت عليه اسم (LYNA)، وهو نظام صُمم للكشف عن سرطان الثدي، تمكن من إظهار النتائج الصحيحة في 99% من الحالات، متفوقاً على التشخيص البشري.
كما تقوم شركة (Nuance) بتقديم خدمات طبية أساسية تقوم على تقنيات تعلم الآلة، فهي مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدة مقدمي الرعاية الصحية على تقليص الكثير من أوقات المهام الإدارية، وكذلك تحسين جودة التقارير الطبية.
كما عقدت شركة (IBM) اتفاقية مدتها 5 سنوات مع (Cleveland Clinic)، تهدف إلى استخدام الكثير من التقنيات المتقدمة ومنها جهاز الكمبيوتر (Watson)؛ وذلك لتحقيق الكثير من الأهداف من استخراج البيانات الضخمة ومساعدة الأطباء على توفير تجربة علاج أكثر تخصصاً وفعالية. حيث تتيح قدرات الكمبيوتر (Watson) على القيام بمعالجة البيانات وقيامها بتحليل آلاف من الدراسات الطبية بسرعة كبيرة وبالدقة اللازمة لتوفير رعاية أفضل للمرضى، فهي بذلك تساهم في خفض تكاليف العمل.