شهد الذكاء الاصطناعي تطوّر كبير في السنوات القليلة الماضية، فهو بذلك أصبح يشكّل رأس حربة في مواجهة التحديات والمخاوف على كوكب الأرض، ومن أهم وآخر هذه التحديات فيروس كورونا الذي أصبح الشغل الشاغل للعالم. سنتناول في هذه المقالة، كيف يتم توظيف البيانات مع تقنية الذكاء الاصطناعي في ظل أزمة فيروس كورونا، واستعراض عدد من الشواهد والأمثلة من أرض الواقع.
تتبع انتشار فيروس كورونا من خلال التعلم الآلي:
قد نشعر بالانزعاج نتيجة التطفّل على خصوصيتنا، من خلال التتبّع الجغرافي لتحرّكاتنا واتصالاتنا من قبل الجهات الرسمية، خاصة إذا تم استخدام واستغلال البيانات بطرق غير شرعية، لكن الاستفادة من بيانات الآثار الرقمية (Traces) قد يمنح السلطات الصحية رؤى مهمة حول سلوك وطرق انتشار فيروس كورونا.
قد تكون هناك طرق بسيطة يمكن للناس اتباعها في الحد من انتشار الفيروس ومحاربته، وذلك من خلال التبرّع بالبيانات لدراستها من قبل علماء الأوبئة، فكثير من الناس يرتدي أجهزة قابلة للارتداء مثل الساعات الذكية وأجهزة تتبّع اللياقة البدنية، ويمكن من خلال البيانات الصادرة عن هذه الأجهزة أن تساعد في تحديد مكان المصابين وكذلك معرفة الأشخاص الذين كانوا على اتصال بهم والمساعدة في اتخاذ الإجراءات الوقائية.
وقد طلبت عدة دول مثل الصين وتايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية من موظفيها استخدام تطبيق بهدف الاستفادة منه في تقييم مستخدميه بناءً على مخاطر العدوى الخاصة بهم، ومن ثم مشاركة المعلومات مع السلطات المعنية، وتستعين شركات تحليل الرعاية الصحية في الولايات المتحدة مثل (Jvion) بالذكاء الاصطناعي لدراسة حوالي 30 مليون مريض في قاعدة بياناتها، وذلك بهدف تحديد الأشخاص والمجتمعات الأكثر خطر وعرضة للإصابة بفيروس كورونا، وقد ساعد ذلك الشركة على إنشاء قوائم بالأشخاص الذين يمكن منحهم الأولوية في المستشفى أو عزلهم بشكلٍ استباقي.
وعند استخدام هذه التقنيات الحديثة الخاصة بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة يمكن لمقدّمي الرعاية الصحية والسلطات تحديد الأنماط من هذه الكميات الضخمة للبيانات، فهذا يساهم في صناعة القرار والتخطيط الجيد، ويمكن أن يكون لتقنية التتبّع قيمة خاصة في اكتشاف مجموعات محددة من الناس، ذلك لأنّ السكان لا يختلطون بشكل كامل، ويميلون إلى الانقسام لمجموعات نادراً ما تتفاعل مع مجموعات أخرى.