الروبوتات تغزو المزارع لتقديم حلول نوعية:
مع انتشار التقنيات المتقدمة وأنظمة الذكاء الاصطناعي الذي نشهده يوماً بعد يوم، حيث شمل جميع القطاعات كما اكتسب غزو الروبوتات والأتمتة الشاملة لجميع مظاهر الحياة زخماً متسارعاً، وبوتيرة تقتل أي حديث عن محاولة التأثير فيه أو حرفه عن مساره، ويذهب تقرير موسع نشره بنك أوف أميركا مؤخراً إلى أن الروبوتات سوف تشطب 45 بالمئة من الوظائف وبالتالي تشطب 9 تريليونات دولار من تكاليف العمالة خلال 10 سنوات.
قد تظهر لنا هذه المظاهر المتقدمة في هذه الأتمتة التي نشهدها، حيث تكون أكثر وضوحاً في قطاعات الصناعة والخدمات، إلا أن الكثير من الخبراء يقولون إن نطاق انتشاره في الزراعة بدأ يتفجر وقد يصبح الأكثر انتشاراً وشمولًا في السنوات المقبلة بعد أن وصل استخدام المعدات الثقيلة والأسمدة والمبيدات إلى طريق مسدود، التحري الدقيق يكشف وجود آلاف التجارب المذهلة التي تعد باستثمار ساحر للموارد الزراعية حين تنتشر الروبوتات الخفيفة الصغيرة التي توفر عناية مطلقة بالتربة وتعرف جميع مساماتها وموقع كل بذرة ونبتة بدقة متناهية.
حيث أن هذا التقدم أصبح مهماً وأصبح هذا الأمر أكثر حاجة، حيث تزايد الحاجة لإنتاج المزيد من الغذاء وتراكم العقبات التي تواجه المزارعين من الارتفاع الكبير في تكلفة العمالة وقلة مساحات الأراضي الزراعية ونقص المياه إجمالاً ومنها المياه الخاصة للري ، ويقول الباحثون أن استخدام المعدات الثقيلة أدى إلى انضغاط التربة وأثر في عرقلة نمو جذور النبات وضعف خصوبة الأرض، وفي نهاية المطاف نقص الإنتاجية الزراعية، وكما أن استخدام روبوتات خفيفة الوزن ذاتية الحركة وطائرات مسيرة بدل المكائن الثقيلة يمكن أن يساعد في علاج مشكلة انضغاط التربة وجعل إنتاج الغذاء أكثر استدامة.
كما أن أن تقنيات الذكاء الاصطناعي من الروبوتات والطائرات المسيرة وغيرها، لها دورها الفعال في ذلك، فهذه التقنيات يمكنها أداء مختلف المهام مهما كانت وعلى مدار الساعة دون تعب أو كلل، كما يمكنها وجمع قدر كبير من البيانات وتنفذ عددًا كبيرًا من المهام، الأمر الذي يفتح آفاق زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته مع الحد في استخدام المبيدات والأسمدة. ويؤكد أسانج أن ذلك سيخدم المجتمع والبيئة ويعزز الاستدامة، فضلاً عن فتح الأبواب أمام نوعية جديدة من فرص العمل في مجال تطوير وصيانة الروبوتات والطائرات المسيرة وابتكار البرمجيات المختلفة.
ويتجه رواد الحلول التقنية المستقبلية، إلى تقديم حلول نوعية، التي تعمل على تسريع نمو المحاصيل الزراعية، حيث أن الزراعة الحالية قائمة بشكل أساسي على المواد الكيميائية والآلات العملاقة، وهي التي أدت إلى التأثير السلبي الكبير على التربة التي كانت غنية ذات يوم، من هنا تنطلق الشركات الناشئة بوعود تقديم تقنيات حديثة تعمل على تسريع نمو المحاصيل الزراعية، وضخ الحياة م جديد في التربة، التي تعمل على إحداث نقلة نوعية في استثمار الموارد الزراعية وتحويل مسار القطاع من الانخفاض المستمر إلى القفز إلى آفاق كبيرة.
حيث أن استبدال المعدات الثقيلة مثل الجرافات الثقيلة بروبوتات تُعد خفيفة الوزن، وذلك سوف يؤثر إيجاباً باستخدام هذه التقنيات هنا، حيث أن التربة مثلاً لن تكون مضغوطة بدرجة تقلص الإنتاجية، حيث أنّ الروبوتات سوف تتمكن من زرع النباتات مباشرة في التربة، دون الحاجة إلى عمليات الحرث المتكررة ودون تدخل كبير في تغيير معالم الأرض، كما أن دقة البيانات لتقنية سوف تحقق فوائد بيئية هائلة، حيث تسمح أيضاً بتخطيط موقع كل بذرة بدقة بالغة ومراقبة وتيرة نمو كل منها بشكل فردي.
بعد العديد من الأبحاث والتجارب التي أجريت في هذا المجال، وما يخص التقنيات الزراعة، حيث توصل باحثون أنّ باستطاعة الروبوتات أنّ تُدرك أنواع التربة التربة المناسبة، كما تتمكن من تحديد مكان كل بذرة ونبتة وكافة المعلومات التي تخص كل منها، بدقة شديدة وتحصد المحاصيل في اللحظة المناسبة، وكما يؤكد الباحثون بثقة كبيرة أن القطاع الزراعي سوف يكون قادرًا على إنتاج كميات وفيرة من الطعام بأقل آثار بيئية سلبية ممكنة.
على العكس من ذلك تماماً ما سيحدث باستخدام الروبوتات الذكية، حيث تتميز باستخدام أعداد كبيرة من الروبوتات الصغيرة الذكية ومستويات قليلة من حرث التربة أو لا حرث على الإطلاق باستخدام هذه التقنيات الذكية، ويشير إلى أن النموذج الزراعي السائد حالياً يقوم على الجرارات الضخمة والرشاشات والحاصدات المنتشرة في المزارع، والتي تؤدي إلى ضغط التربة وقتل تغذيتها الطبيعية وهو ما يجبر المزارعين على الدوران في حلقة مفرغة من التغذية المتواصلة بالكيمياويات والأسمدة.