الروبوت المنزلي كيكي

اقرأ في هذا المقال


لكون البشر كائنات اجتماعية بطبيعتها، فهي تفضل العيش في أجواء يسودها الأنس والفرح ومقومات الترفيه، وكل ما يساهم في تقليل ورفع الإجهاد والشعور بالملل، وليس بالضرورة أنّ يكون الكائن إنسانًا آخر، فالحيوانات الأليفة أيضًا مصدرٌ للمتعة وكسرِ الروتين والملل، وقد يجد المرء في الحيوانات الأليفة خصالًا للرفقة، والعلاقة الحقيقية تنمّي الإحساس بالمسؤولية المتولد من ضرورة العناية اليومية بالحيوان في المنزل وخاصةً لدى كبارِ السن، إلا أنها يمكن أن تنقُل العديد من الأمراض للإنسان، وبعضها مميت وقد يكون لتلك الحيوانات سلوكيات غير مرغوبةٍ. 

وبسبب التقدم السريع الذي نشهده في وقتنا الحالي في التقنيات الذكية، استطاع الخبراء والباحثون العمل على تطوير روبوتات أليفة اجتماعية جذابة توافق مع متطلبات ورغبات من يرغبون باقتناء حيوان أليف أقل ضرراً ومسؤولية وأكثر نجاحاً في تحقيق الهدف المطلوب من تصميمه، ومن أشّهرها الروبوت المنزلي كيكي (Kiki).

الروبوت كيكي:

سنتحدث في هذا المقال حول روبوت منزلي ذكي يُعرف بالروبوت (كيكي) Kiki، حيث قامت بتطويره شركة (Zoetic AI)، وهي شركة أسستها مهندسة سابقة في شركة جوجل هي (Mita Yun)، حيث كان ذلك في عام 2017. يتفاعل مع ملامح الوجه والأصوات لجذب تعاطف الإنسان وليحظى بالاهتمام، برنامج الروبوت يتضمن تقنياتٍ متطورةً في التعرف على العواطف والحالات المزاجية ليتكيف مع مالكه كصديقٍ مقربٍ، وقد صممت الشركة الروبوت من أجل:

  • تعليم الأطفال العواطف والمشاعر والاستجابة الصحيحة لها.
  • تحقيق المشاعر التي يفتقدها الكثير من الأشخاص، إذ يحزن كيكي لمغادرة مالكه للبيت ويفرح عندما يعود لبيته.
  • تحقيق المتعة بشعور المسؤولية مع ضرورة الاعتناء به التي يحققها اقتناء حيوانٍ أليف.
  • المتعة في التفاعل مع أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات.

حيث أنّ شركة (Zoetic AI) تعمل على تحسين قدرات الروبوت بشكل مستمر، ليتمكن من فهم مشاعر الإنسان بشكل أفضل، حيث أنّ هذا الروبوت ليس مجرد روبوت منزلي تقليدي، فهو يمتلك خصائص تجعله يختلف عن غيره من الروبوتات المنزلية بأنه لا يؤدي المهام الروتينية مثل: الإبلاغ عن حالة الطقس، أو أسعار الأسهم، وإنما يتفاعل ويتأقلم مع مالكه، بل ويتعلم منه ومن أقرانه من الروبوتات المماثلة كذلك، فالروبوت غير قادرٍ مثلًا على الإخبار بالطقس أو أسعار الأسهم الاقتصادية.

مميزات الروبوت المنزلي كيكي:

وبذلك يصبح كل روبوت فريد من نوعه، حيث يقوم بتكوين ردود فعل خاصة به اعتمادًا على سلوك مالكه والأفراد المحيطين به. فكل تفاعلٍ وكل تجربةٍ تساعد الروبوت ليصبح رفيقًا أفضل للإنسان، وهو قادرٌ على تمييز الشخص الذي يهتم به ويتفاعل معه أكثر، فيصبح هذا الشخص الأهم للروبوت، فيستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، وعلم النفس الاجتماعي ليحظى بقلبه.

يمتاز الروبوت بخصائص مميزة ذكية من التقنيات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي، كما يمتلك معالج مضمن صغير متطور لمعالجة عمليات التعرف على الوجه والوسط المحيط بالروبوت والمشاعر شديدة التعقيد ولتحديد جهة الأصوات من خلال ميكروفون رباعي ولتحديد أماكن اللمس في جسده باستخدام ستة عشر حساس لمس، حيث يتفاعل مع كل لمسةٍ أو دغدغةٍ أو احتضانٍ كما الحيوانات الأليفة، وليقدم الكثير من الحركات والإيماءات ليبقى مالكه مبتسمًا، ورغم أنه لا يساعد، إلّا أنّه يقدّم الكثير لتحقيق الإبتسامة للشخص الذي أمامه.

وكذلك عند الرغبة في تفاعل الروبوت كأنه حيوان أليف، حيث يمكن لمحركات القرار أن تجعل الروبوت يحتاج إمضاء القليل من الوقت معه للتصرف معه كحيوان أليف، وتتوفر به محركات لشخصية اجتماعية تجعل الروبوت مرحباً جداً بمقابلة الآخرين، ومحركات لشخصية مكتشفة ليتفاعل كثيراً عند زيارة أماكنَ جديدة، ومحركات كيكي الطفل لتمكن الروبوت من التصرف كشخصية خجولة وفضولية.

حيث يمتاز الروبوت كيكي بالتصميم المميز الذي استطاع الحصول على إعجاب الكثير من الناس، ومن ذلك مكوناته المادية المتطورة تقنيًّا، وبرامج تمتلك خوارزميات التعلم الآلي التي تمتاز بالمستوى العالي وقدرات تقنية متطورة متخصصة في أبحاث علم النفس والكثير من التقنيات التي لم يتم تطويرها في الروبوتات الاجتماعية الأخرى.

عندما يؤدي الروبوت ما يطلب منه ويتفاعل بشكل صحيح يجب تعليم ذلك في تطبيق الروبوت، ليستمر بعد ذلك بعمله، وعندما يتصرف بشكلٍ سيءٍ، يستطيع أن يستقرئ من لهجة مالكه أنه فعل شيئاً ما وهو خاطئ فلا يكرره مرة أخرى.

يستخدم الروبوت للتعامل مع الآخرين باستخدام خوارزميات الذكاء الصناعي والتي تكون متواجدة في برنامجه مسبقاً دون حاجة الروبوت لأي بيانات من شبكة الإنترنت لتتحكم بالروبوت، بل إنّ الحاجة للإنترنت تكون فقط لعمليات التحديث عبر التطبيق الخاص به، وبالتالي تبقى معلومات الروبوت المضمنة محميةً من الاختراق ومشفرةً لا يمكن قراءتها إلا في برنامج الروبوت.


شارك المقالة: