هنالك العديد من المشاريع المختلفة المخصصة في المدن الذكية، بحيث تكون مخصصة على حسب القطاع أو المجال الخاص بها، وذلك مثل قطاعات الرعاية الصحية والقطاعات التعليمية والمرافق وتقليل الازدحام في وسائل النقل ومراقبة الحدود، وسيكون لهذه المشاريع المخصصة بحسب القطاع مجموعة من أنظمتها وتطبيقاتها الخاصة، ومع توسع المدن، لا بد أن يتم التوسع لحجم هذه المشاريع مع الحفاظ على مستويات الخدمات التي تقدمها.
لماذا التقنيات السحابية في المدن الذكية؟
المشاريع على مستوى المدينة بحاجة إلى العديد من الخدمات مثل إدارة الطاقة والاتصال بين مختلف الإدارات والمستفيدين، ويزيد على تعقيد الموقف ازدياد نشر أجهزة الاستشعار والبيانات التي يتم جمعها عبر هذه الأجهزة، وباستطاعة المدن والقطاعات المختلفة التوجه إلى الخدمات التي تقدمها التقنيات السحابية.
وذلك لربط البيانات من مختلف التطبيقات من تطبيقات إنترنت الأشياء، وأجهزة الاستشعار وإمكانية الوصول إلى الموارد التقنية عند الحاجة إليها وفي الوقت نفسه، وكذلك قدرات تخزين المرنة القابلة للتوسعة، وحيث أن المشاريع على مستوى القطاع أصبحت جزء من المبادرات الذكية على مستوى المدينة أو على مستوى الدولة، فقد أصبحت الخدمات السحابية بالغة الأهمية لإنشاء منصة مشتركة للإتصالات والتعاون والمعلومات والخدمات.
ولتستطيع الحكومات والمنشآت القيام ببناء هذه المدن الذكية السحابية، لا بد لها من قيامها بتعزيز الاستثمارات في مراكز البيانات القائمة، وحتى بناء قواعد بيانات جديدة تكون أكثر كفاءة وتقدماً، وكما يمكن بناء الجيل القادم من مراكز البيانات باستخدام مفاهيم وتقنيات مثل مراكز البيانات المعيارية والبنى التحتية التقاربية والتقنيات المعرفة بالبرمجيات، وذلك من أجل تعزيز الحيوية وزيادة المرونة في التوسعة وتعزيز المعايير والكفاءة، وتتطلب الحوسبة السحابية للمدن الذكية توفر البنية التحتية، بالإضافة إلى التعامل مع التطبيقات، ويمكن تطوير تطبيقات خاصة بمشاريع مخصصة بحسب القطاعات أو مبادرات موجهة للمدينة ككل.
ماذا تحتاج المدينة السحابية؟
وعلى الرغم من أن تقنيات إنترنت الأشياء قد أصبحت معروفة، ومتداولة بشكل ملحوظ، تحتاج المدينة السحابية إلى إمكانية الربط مع البيانات من التطبيقات الخارجية، بحيث تقوم بجمع البيانات من أجهزة الاستشعار، وكما ستواجه المدن التي تعتمد على الحوسبة السحابية لإنشاء منصة مشتركة صعوبات في حالة استخدام حلول برمجية مختلفة خاصة بأجهزة استشعار إنترنت الأشياء.
وبالتالي فإن الحلول المفتوحة المصدر (Open source) تعتبر خياراً مميزاً للمدن الذكية، وذلك لإمكانية إيجاد الحلول عن طريقها، بحيث ستكون هذه الحلول مفتوحة المصدر، لتوزيع أجهزة الاستشعار اللازمة والبنية التحتية (Infrastructure)، وكذلك برمجة التطبيقات المختلفة الممكن تشغيلها في إدارات وقطاعات مختلفة، والتي تتميز بفعاليتها من حيث التكلفة، وتوفير مستويات مرونة أكبر لكل من المطورين والمستخدمين.
ويجب أن تكون هذه البيانات متوافرة على منصات البيانات المفتوحة، وذلك بما سيوفره من تطوير التطبيقات والخدمات التي يمكن إستخدامها عبر المنظومة بسهولة ومرونة أكبر، وكما تعتبر الاتصالات وتقنية المعلومات دعماً أساسي للتحول في المدن الذكية، على الرغم من أن المدن الذكية يوجهها المواطنون وتعمل لصالحهم. وتعمل المدن على توفير احتياجات المواطنين والشركات لاستخدام التقنيات كوسيلة لتنفيذ الأشياء بطريقة مختلفة، وكذلك لتعزيز الابتكار كجانب أكثر أهمية.