الوسائط المتعددة بين الماضي والحاضر

لعبت التكنولوجيا دورًا حيويًا في حياتنا ولعبته، تسعى جاهدة لتوفير الأدوات والوسائل اللازمة لتسهيل الحصول على المعلومات وتبادلها وجعلها في متناول الباحثين بسرعة وتفاعلية، أصبحت الوسائط المتعددة عجلة التكنولوجيا الحديثة والمحرك الرئيسي للعمليات التجارية والتصميم والترفيه والتعليم، وتعتبر أيضًا من الأسباب الرئيسية للنمو الاقتصادي والازدهار من خلال استخدام الوسائط المتعددة في وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات، كما أنها متاحة في الهواتف المحمولة والقنوات التلفزيونية، ويركز هذا التخصص على الأعمال والوسائط، ودور الوسائط المتعددة في وسائل الإعلام، من خلال إنتاج وتصميم الرسومات والفيديو وإنشاء النص والمحتوى.

التطور التاريخي للوسائط المتعددة

إن تقارب المعلومات والوسائط ليس شيئًا سيحدث في المستقبل القريب، فقد حدث ويحدث منذ فترة طويلة، يمكن لأجهزة الكمبيوتر اليوم أن تنقل الصور والفيديو والصوت كوسائط بسهولة مثل الأرقام والحروف، وهنا كسعة جديدة هائلة لتداول الوسائط، يبدو أن أجهزة الكمبيوتر لديها موهبة الرؤية والخيال، وهذا الاندماج هو نتيجة تزاوج أجهزة الكمبيوتر والوسائط، وأنتجت معجزة صغيرة تسمى الوسائط المتعددة.

الوسائط المتعددة في الماضي

يمكن إرجاع أصول الوسائط المتعددة إلى النص المترابط الذي بدأه بوش في مقال عام 1945، وكان نتيجة تجارب قام بها فريق في المعهد (MIT) باستخدام شاشة كبيرة عرضت الصور من الخلف واستخدمت شاشة لعرض واحد أصغر ويتم استرجاعها كأداة قريبة من المستخدم أثناء التشغيل، مما يوفر عرضًا استريوًا، في عام 1978 في مختبر الوسائط المتعددة في الولايات المتحدة (MIT)، توقع نيكولاس نيغروبونتي تقارب تكنولوجيا الوسائط (الأخبار والراديو والتلفزيون) وأجهزة الكمبيوتر، قائلاً إن هذا هو مستقبل تكنولوجيا الاتصالات.

مراحل تطور الوسائط المتعددة في الماضي

ففي عام 1981، جاء نيلسون بفكرة آلة (Xanadu)، في عام 1983، طور مايكارا من قسم علوم المعلومات بجامعة طوكيو آلة وسائط متعددة وشغلها كنظام تجريبي لتوليد وثائق الوسائط المتعددة، في عام 1984 طرحت شركة (Apple) جهاز الكمبيوتر الشخصي الذي يحتوي على جهاز ينتج الوسائط المتعددة، وفي عام 1985 قدمت شركة رائدة في هذا المجال جهاز كمبيوتر (Commodre) “Amiga”، وهو ملحق لعشاق الوسائط المتعددة والألعاب لأنه كان الثورة التكنولوجية للكمبيوتر، الذي كان أول كمبيوتر قائم على المعالجة المتعددة، احتوى على معالج خاص للصوت، ومعالج خاص للصور والحركة، ومعالج للكمبيوتر بأكمله.

كل هذه الصفات الممتازة دفعت العديد من الشركات إلى صنع برامج وتطبيقات خاصة بهذا الجهاز، وبدأت برامج الوسائط المتعددة والألعاب عالية الجرافيكس من هنا، ازدهرت صناعة الكمبيوتر والبرامج المصممة التي غيرت من مسار الأفلام، وفي عام 1987 تم تطوير البرنامج لتقنية الوسائط المتعددة على مستوى المنزل باستخدام برنامج (HyperCard) التابع لشركة (Apple)، وتم حساب هذا التطور كنص لصالح النص المترابط، والذي تم احتسابه للوسائط المتعددة.

كما قدمت ( Casabiana) في عام 1988 محاولة لنشر النص المترابط ضمن مجلة الـ (Hypermedia) وقدم تخطيطاً بهيكل عمل رمزي أو بشكل خارطة للأوساط المترابطة كما استخدم الدمج بين الحواسيب وشبكات الاتصال ومصادر نشر المعلومات بنظام ثلاثي الأبعاد، وفي بداية عقد التسعينات من القرن العشرين، ازداد تطور الأقراص الليزرية بأنواعها المختلفة من قبل شركات إنتاج الحواسيب مثل Apple) ،(SonyIBM)) لزيادة السعة التخزينية للمعلومات غير النصية وقد صاحب هذه العملية تطور أجهزة تشغيل الأقراص وأجهزة التسجيل فضلا عن ظهور أنواع أخرى من الأقراص أكثر تطورا في سعتها التخزينية و مميزاتها الأخرى وهي الأقراص الرقمية المتعددة الأغراض أو الوظائف(DVD).

الوسائط المتعددة في الوقت الحالي

وحالياً تشتمل على الطرق المتنوعة أجدد ما توصلت إليه التكنولوجيا الجديدة على يد تقنية الشبكات وبالأخص الشبكة العنكبوتية حيث استخدمت تكنولوجيا الموضوع (Language Hyper Text Markup) والتي يشار إليها اختصارا (HTML) التي تعد قوام وجوهر منظومة البيانات المترابط في (WWW) وقد أحدثت ثورة في عالم تداول البيانات في شبكة الانترنت.

وتوفر لنا تكنولوجيا الكومبيوتر تغيير جميع أجهزة الاتصال الأخرى، وجرى بالفعل تطبيقها على التلفزيون من أجل أن يكون تفاعلياً ومتجاوباً لاحتياجاتنا وجداول توقيتاتنا، وتستخدم الحواسيب لكي تحول التلفزيون إلى جهاز ذكي، ويساعدنا الحاسوب على البحث والإبحار داخل مستودعات الوسائط الإعلامية والتي تحوي العروض التلفزيونية والعروض السينمائية والأفلام الوثائقية، وحتى الكتب الإلكترونية والموسيقى، وبإمكاننا أن نشاهد ما نرغبه عندما نريد ذلك، وبعد هذا تمكنت شركات عديدة في البرمجيات من التوسع في مشروعات الوسائط المتعددة حتى أصبح العصر الحالي هو عصر الوسائط المتعددة الرقمية الفائقة، عالم تكنولوجيا الوسائط المتعددة عالم جديد ويتطور باستمرار وبسرعة مذهلة.