تصميم تجربة المستخدم User Experience Design

اقرأ في هذا المقال


مفهوم تصميم تجربة المستخدم:

تصميم تجربة المستخدم المعروف باسم تصميم (UX) وهو اختصار لـ (User experience)، حيث يتضمن التفاعل بين المستخدمين ومنتج أو خدمة، وتصميم تجربة المستخدم هو جعل تجربة المستخدم عند التفاعل مع المنتج الرقمي فعالة ومؤثرة وممتعة قدر الإمكان، أي أنها عملية بناء المنتجات مع وضع المستخدم في الاعتبار.

يأخذ هذا التعريف الشامل مجموعة واسعة من الاعتبارات، بما في ذلك إمكانية الوصول وسهولة الاستخدام وسهولة التنقل والترابط المنطقي في التطبيق وتحديد المواقع والجماليات العامة. كما يغطي أيضًا ردود أفعال المستخدمين اللحظية وكيف يتم إضافة عناصر لإنشاء التجربة الشاملة سواء داخل منتج واحد أو عبر التفاعلات مع الشركة التي تقف وراءه، من الفكرة الأولية إلى الشراء وحتى صيانة المنتج.

مراحل عملية تجربة المستخدم:

تعتمد عمليات تجربة المستخدم على نوع المنتج الذي تقوم بتصميمه، حيث تتطلب المشاريع المختلفة مناهج مختلفة، وتختلف طريقة التعامل مع تصميم موقع ويب الشركة عن الطريقة التي نصمم بها موقع للتواصل الاجتماعي، على سبيل المثال. معظم المصممين على دراية بمفهوم “التفكير التصميمي” وكما عملية تجربة مستخدم، فإذا طبقنا مفهوم التفكير التصميمي على تصميم المنتج فستتبع عملية تجربة المستخدم المراحل الرئيسية الخمس التالية:

1. التعريف بالمنتج:

إحدى أهم مراحل تصميم تجربة المستخدم، تتم قبل أن يقوم فريق المُنتَج بإنشاء أي شيء، أي قبل أن تتمكن من بناء منتج ما، عليك أن تفهم سياق وجوده. تُحدد مرحلة التعريف بالمنتج الأساس للمنتج النهائي، ومن خلال هذه المرحلة، يقوم مصممو تجربة المستخدم بتبادل الأفكار حول المنتج على أعلى مستوى مع أصحاب المصلحة. تتضمن هذه المرحلة عادة:

  • مقابلات أصحاب المصلحة: إجراء مقابلات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين لجمع رؤى حول أهداف العمل.
  • رسم خرائط قيّمة: التفكير في الجوانب الرئيسية ومقترحات قيمة للمنتج، أي ما هو، ومن سيستخدمه، ولماذا سيستخدمونه. تساعد الاقتراحات القيّمة الفريق وأصحاب المصلحة في تكوين إجماع حول ما سيكون عليه المنتج وكيفية مطابقة احتياجات المستخدم والعمل.
  • رسم المفاهيم: إنشاء نموذج بالحجم الطبيعي مبكرًا للمنتج المستقبلي (يمكن أن يكون رسومات تخطيطية ورقية منخفضة الدقة لبنية المنتج).

تنتهي هذه المرحلة عادةً باجتماع افتتاحي للمشروع، يجمع الاجتماع الافتتاحي كل من فريق المنتج وأصحاب المصلحة الرئيسيين معًا لتحديد التوقعات المناسبة لكل منهم، حيث يغطي المخطط التفصيلي عالي المستوى الغرض من المنتج، وهيكل الفريق (من سيقوم بتصميم المنتج وتطويره)، وقنوات الاتصال (كيف سيعملون معًا)، وما هي توقعات أصحاب المصلحة (مثل مؤشرات الأداء الرئيسية وكيفية قياس النجاح للمنتج).

2. بحث عن المنتج:

بمجرد تحديد فكرتك، ينتقل فريق المنتج إلى مرحلة البحث. تتضمن هذه المرحلة عادةً كلاً من أبحاث المستخدم وأبحاث السوق، بحيث يفكر مصممو المنتجات المتمرسون في البحث باعتباره استثمارًا جيدًا، إذ يُطلعهم البحث الجيد على قرارات التصميم، ويمكن أن يوفّر الاستثمار في البحث في وقت مبكر من العملية الكثير من الوقت والمال في المستقبل. ربما تكون مرحلة البحث عن المنتج هي الأكثر تغيرًا بين المشاريع، فهي تعتمد على مدى تعقيد المنتج والتوقيت والموارد المتاحة والعديد من العوامل الأخرى. ويمكن أن تشمل هذه المرحلة:

  • المقابلات الفردية المتعمقة: تبدأ تجربة المنتج بفهم جيد للمستخدمين، وتوفر المقابلات المتعمقة بيانات نوعية عن الجمهور المستهدف، مثل احتياجاتهم ورغباتهم ومخاوفهم ودوافعهم وسلوكهم.
  • البحث التنافسي: تساعد الأبحاث مصممي تجربة المستخدم على فهم معايير الصناعة وتحديد الفرص المتاحة للمنتج في مكانه الخاص.

3. التحليلات:

الهدف من مرحلة التحليل هو استخلاص الأفكار من البيانات التي تم جمعها خلال مرحلة البحث، والانتقال من “ما” يريده المستخدمون أو يفكرون به أو يحتاجون إليه إلى “لماذا” يريدون أو يفكرون أو يحتاجون إليه. خلال هذه المرحلة، يؤكد المصممون صحة افتراضات الفريق. تتضمن هذه المرحلة من عملية تجربة المستخدم عادةً ما يلي:

  • إنشاء شخصيات المستخدم: شخصيات المستخدم هي شخصيات خيالية تمثل أنواع المستخدمين المختلفة لمنتجك، أثناء تصميم منتجك يمكنك الإشارة إلى هذه الشخصيات على أنها تمثيلات واقعية لجمهورك المستهدف.
  • إنشاء قصص المستخدم: قصة المستخدم هي أداة تساعد المصممين على فهم تفاعلات مع المنتج أو الخدمة من وجهة نظر المستخدم. عادةً ما يتم تعريفها بالهيكل التالي: “بصفتي [مستخدمًا] أرغب بـ [هدف لتحقيقه] وهذا هو [الدافع]”.
  • القصة المصورة: هي أداة تساعد المصممين على ربط شخصيات المستخدمين وقصصهم. كما يوحي الاسم، فالقصص المصورة هي في الأساس قصة عن تفاعل مستخدم مع منتجك.

4. التصميم:

عندما تكون رغبات المستخدمين واحتياجاتهم وتوقعاتهم من منتج ما واضحة، ينتقل مصممو المنتج إلى مرحلة التصميم. في هذه الخطوة، تعمل فرق المنتج على أنشطة مختلفة، من إنشاء هندسة المعلومات إلى تصميم واجهة المستخدم الفعلي. تعتبر مرحلة التصميم الفعال تعاونية للغاية؛ لأنها تتطلب مشاركة نشطة من جميع الفريق المشاركين في تصميم المنتج، وتعتبر مرحلة التصميم متكررة؛ لأنها تعيد وتتكرر للتحقق من صحة الأفكار.

تتضمن مرحلة التصميم عادةً ما يلي:

  • الرسم: الرسم هو أسهل وأسرع طريقة لتصور أفكارنا، يمكنك القيام بذلك عن طريق الرسم اليدوي على قطعة من الورق أو على السبورة أو بأداة رقمية، والرسم مفيد جدًا أثناء جلسات العصف الذهني؛ لأنه يمكن أن يساعد الفريق على تصور مجموعة واسعة من حلول التصميم قبل تحديد أي منها يتناسب معه.
  • إنشاء مسودات بسيطة wireframes: هي أداة تساعد المصممين على تصور الهيكل الأساسي لصفحة المستقبلية، بما في ذلك العناصر الأساسية وكيفية ملاءمتها معًا. تعمل المسودات باعتبارها العمود الفقري للمنتج، وغالبًا ما يستخدمها المصممون كأساس للمراحل المتقدمة من المسودات بالأحجام الطبيعية والنماذج الأولية.
  • إنشاء النماذج أولية: في حين أن المسودات تدور في الغالب حول الهيكل والتسلسل الهرمي المرئي (الشكل)، فإن النماذج الأولية تدور حول تجربة التفاعل الفعلية (الشكل والمظهر). يشبه النموذج الأولي محاكاة المنتج وقد يكون منخفض الدقة (مسودات قابلة للنقر) وقد يكون ذو دقة عالية (نماذج أولية مكتوبة الكود).

5. التحقق من الصحة (اختبار):

يعد التحقق من الصحة خطوة أساسية في عملية التصميم؛ لأنه يساعد الفرق على فهم ما إذا كان تصميمهم يعمل لمستخدميهم، وعادةً ما تبدأ مرحلة التحقق من الصحة بعد أن يصبح التصميم عالي الدقة جاهزًا؛ نظرًا لأن الاختبار باستخدام تصميمات عالية الدقة يوفر ملاحظات أكثر قيمة من المستخدمين النهائيين. خلال سلسلة من جلسات اختبار المستخدم، يتحقق الفريق من صحة المنتج مع كل من أصحاب المصلحة والمستخدمين النهائيين. قد تتضمن مرحلة التحقق من عملية تجربة المستخدم الأنشطة التالية:

  • بمجرد أن يكرر فريق التصميم المنتج إلى النقطة التي يكون فيها قابلاً للاستخدام، فقد حان الوقت لاختبار المنتج داخليًا، يجب أن يحاول أعضاء الفريق استخدام المنتج على أساس منتظم، واستكمال العمليات الروتينية للكشف عن أي عيوب كبيرة في القابلية للاستخدام.
  • جلسات الاختبار: تعتبر جلسات اختبار تجربة المستخدم مع الأشخاص الذين يمثلون جمهورك المستهدف مهمة للغاية. وهناك العديد من التنسيقات المختلفة التي يمكنك تجربتها.
  • الدراسات الاستقصائية: تعد الاستطلاعات أداة رائعة لالتقاط المعلومات الكمية والنوعية من مستخدمي العالم الحقيقي، يمكن لمصممي تجربة المستخدم إضافة أسئلة مفتوحة مثل، أي جزء من المنتج لا يعجبك؟، للحصول على آراء المستخدمين حول ميزات محددة.
  • التحليلات: يمكن أن تكون البيانات الكمية (النقرات ووقت التنقل واستعلامات البحث وما إلى ذلك)، من أدوات التحليل المفيدة جدًا للكشف عن كيفية تفاعل المستخدمين مع منتجك.

شارك المقالة: