تطبيقات إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية

اقرأ في هذا المقال


ماهي تقنية إنترنت الأشياء؟

إنّ تقنية إنترنت الأشياء ليست منتج أو نظام معين ستنتجه شركة وسيتم البيع منه لملايين المستخدمين، فإنترنت الأشياء هو مفهوم جديد يعتمد على استخدام شبكة الإنترنت لتسهيل طريقة حياتنا وإدارتنا لأعمالنا، لذلك لن تجد شركة واحدة تسيطر على هذا السوق ولكن بالأخذ بالمعطيات الحالية، فإن أكبر الشركات العالمية تتنافس على إنترنت الأشياء، التي أصبحت أيقونة تطوير الأعمال في الشركات التكنولوجية الساعية نحو تعظيم إيراداتها، فإن الشركات تتنافس في مجالات متعددة بعالم إنترنت الأشياء، بدايةً من أجهزة اللياقة البدنية والصحية مروراً بالمعدات الزراعية والبنية التحتية وبناء المدن الذكية، وصولاً إلى إنتاج السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار.

يًعرّف إنترنت الأشياء (Internet of thing) بأنّه مفهوم تقني، يُعبّر عن فكرة اتصال مختلف الأجهزة الإلكترونية بشبكة الإنترنت وبالتالي يتمكن كل جهاز من التعريف بنفسه والترابط بباقي الأجهزة الأخرى ببعض، ويشار له اختصاراً (IoT)، وهي شبكة افتراضية تجمع بين مختلف الأشياء التي تقسّم ضمن الإلكترونيات، البرمجيات، أجهزة الاستشعار، المحرّكات بحيث يكون الاتصال بينها عن طريق الإنترنت، الأمر الذي يجعل لهذه الأشياء إمكانية بالارتباط بينها ليتم تبادل البيانات.

إنترنت الأشياء في تطبيقات الرعاية الصحية:

إذاً كيف يمكنك استخدام إنترنت الأشياء لتحسين الرعاية الصحية؟ في الواقع، فإن الاستخدام المحتمل لتكنولوجيا الشبكات في قطاع الرعاية الصحية هائل. ومع ذلك، يمكننا تقسيم تطبيقات الرعاية الصحية الأبرز لإنترنت الأشياء إلى أربع فئات مهمة:

1- الصحة والرفاه:

تتحول الرعاية الصحية من التركيز على المرض إلى التركيز على الصحة، وبالتالي على الوقاية من الأمراض. وأبرز مثال على ذلك هو الأجهزة القابلة للارتداء التي تتعقب النشاط الأساسي وتقيس أنماط التنفس وسلوك الجلد والضوء المحيط ودرجة حرارة الجلد بتقنيات أكثر تطوراً.
لقد أطلقت ساعة (Apple) الذكية مؤخراً طريقاً إلى عالم أكثر تقدماً، ففي المستقبل القريب يمكن إجراء قياسات لنسبة السكر في الدم غير الغازية، ويمكن استخدام هذه القياسات بواسطة التطبيق وترتبط بـ (HCP) و (EHR / EMR) المقصود بها السجلات الصحية أو السجلات الطبية الإلكترونية من خلال برنامج دعم، حتى من خلال (ResearchKit) كجزء من تجربة سريرية.

كما يمكننا تتبع ومراقبة العلامات الحيوية عندما ينام الطفل وتحليل البول والتحقق من مستويات الهيدرات، تحديد علامات التهابات المسالك البولية باستخدام حفاضات ذكية، كما يمكن أن تحفز فراشي الأسنان الشبكية والمتحركة أفراد الأسرة على الحفاظ على أسنان صحية. أمّا بالنسبة لكبار السّن فإنّ أنظمة المراقبة الذكية تسمح للمسنين بالعيش بشكل مستقل، وذلك من خلال مراقبة الأنشطة، تحليل سلوك السقوط والمراقبة، وتنبيه أهل المسن ومقدمي الرعاية الصحية تلقائياً.

2- دعم المرضى:

تتضمن فرصة واضحة وهي تقديم دعم أفضل للمرضى وعائلاتهم الذين يهتمون بصحة المرض وبتناولهم الأدوية اللازمة، هذه الفرصة تبدو حقيقية بشكل خاص عندما تواجه تحديات الأمراض المزمنة وشيخوخة الكبار. حيث يمكن أن تذكرك بعض التطورات المبكرة بالكثير من الأمور المهمة لصحة المرضى، مثل موزعات الإلكترونية تذكر بتناول الدواء في الوقت المحدد والمساعدة في تبسيط نظم الأدوية المعقدة وتنبيه المرضى ومقدمي الرعاية. يحفز ذلك أيضًا التدخلات الإدارية،

مثل القبعات الإلكترونية يتم من خلالها مراقبة عدد أقراص الدواء أو السوائل المتبقية في الزجاجة وكذلك تنبيه المرضى عندما يحتاجون إلى تناولها. يمكن للتدخلات الأكثر تطوراً، كذلك مثل الأجهزة المتصلة بالشبكة من أجهزة الاستنشاق ومقاييس التنفس، تخطيط القلب، أكسجين الدم، معدات ضغط الدم، وما إلى ذلك، أن تحسن هياكل القياس والمراقبة والتعليم والدعم المستمرة للمريض ومقدم الرعاية لتحسين النتائج السريرية. يمكن أن توفر هذه المعلومات في الوقت الحقيقي تبادل المعلومات بين المرضى وخدمات الرعاية الصحية المهنية ومقدمي الرعاية والأسر.

تطوير أكثر تقدماً يشمل تكنولوجيا توصيل الدواء برقاقة، حيث يمكن إدخال الرقاقة تحت الجلد وضبط جرعة محددة من الدواء في الوقت المناسب. “الأدوية البيولوجية الرصد“ يتم تطويرها كذلك، وستحتوي هذه الأدوية الرقمية على مستشعر صغير، يقوم بنقل معلومات مهمة حول الموعد اللازم لأخذ المرضى لعقاقيرهم وكيفية تفاعل الجسم.

3- تحسين الخدمات الطبية المهنية:

يمكن لإنترنت الأشياء كذلك تقديم الدعم الأفضل في الخدمات الطبية، على سبيل المثال، نظام (ECall) وهو نظام مكالمات الطوارئ في السيارة، وهو قابل للتشغيل البيني في جميع السيارات والشاحنات الجديدة، فيجب أن يظهر هذا النظام في الاتحاد الأوروبي في هذا العام. بحيث يمكن أن تحدد حادث في السيارة وحساب شدة الحادث والتواصل لمعرفة موقع واتجاه الحادث، حيث يتم تمرير هذه المعلومات إلى إدارة المعلومات المرورية وخدمات الطوارئ حسب الاقتضاء. وذلك لأن السيارة مدمجة مع الأجهزة الأخرى، فنحن لسنا بعيدين عن التواصل مع سجلات الصحة الشخصية من خلال النظام، فبهذا سوف يساعد هذا النظام على تحقيق استجابة أسرع وأفضل وإنقاذاً أكبر للأرواح.

قدمت (IBM) أجهزة الاستشعار وتقنيات الشبكات للمستشفيات وشراكة مع (OhioHealth) لتطوير نظام يتم من خلاله مراقبة غسل اليدين في الوقت الحقيقي لتقليل الالتهابات الطبية (HAI)، واحتمالية نقل الفيروسات، وقد أدى ذلك إلى امتثال 90٪ من الأشخاص لاتفاقيات غسيل اليدين بزيادة نسبتها 20٪ مقارنة بالعام الماضي، ولا تزال شركة (IBM) تعمل على سلسلة من حلول إنترنت الأشياء التنبؤية.

يسمح مشروع (Artemis) الذي تم تطويره بالتعاون مع كل من معهد جامعة أونتاريو للتكنولوجيا ومستشفى (Toronto SickKids)، بتحقيق تغييرات بسيطة على الرضع المصابين بالمستشفى قبل 12 إلى 24 ساعة قبل ظهور أي علامات خارجية، كما تهدف المشاريع الحالية الأخرى إلى تحديد المضاعفات لدى مرضى السكتة الدماغية، مرضى إصابات الدماغ والمرضى المصابين بأمراض خطيرة في وحدات العناية المركزة، ثم إجراء اختبارات (HCP) عليها.

4- تحليل البيانات:

إن إنترنت الأشياء مناسب بشكل خاص للبيانات الضخمة (Big Data) في مجال الرعاية الصحية، حيث تصف الأبعاد الثلاثة الرئيسية للبيانات هذا جيدًا: الكمية والنوع والسرعة، حيث تشير الكمية هنا إلى الحجم المطلق للبيانات التي يمكن الحصول عليها من الأجهزة وأجهزة الاستشعار والأنظمة والكائنات التي يمكنها نقل البيانات.
توضح الفئة عدد مصادر البيانات التي يمكن للنظام الأساسي قبولها، وكلها قوية جداً. تصف السرعة سرعة الإرسال، والتي في كثير من الحالات ستكون في الوقت الفعلي. عندما نجمع البيانات على نطاق واسع، يمكننا استخدام أنظمة كمبيوتر قوية مثل (IBM Watson)؛ للمساعدة في بناء أنظمة رعاية صحية مستدامة، والتعاون لتحسين الرعاية والفعالية وزيادة الوصول إلى الرعاية الصحية.

من الصعب وصف كامل الفرص التي توفرها إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية. كما يوجد بعض الأخطار الرئيسية والمخاوف التي قد تواجهنا في تحقيق رؤية إنترنت الأشياء، على سبيل المثال مثل سلامة البيانات وجودة البيانات والأمان، ومع ذلك مثلما أحدثت ثغرة في الاتصال بمنصة الاتصالات العالمية ثورة في الطريقة التي ننظر بها إلى العالم والتفاعل مع العالم، فإن القدرة على توصيل جميع جوانب الصحة والمجال الطبي مثيرة للغاية؛ لأن هذه القدرة فيها تحسين لحياة الكثير من الناس.


شارك المقالة: