تعتبر أميركا الدولة الأولى عالمياً في الاستثمار في مجال إنترنت الأشياء تليها كوريا الجنوبية واليابان، حيث تعتبر جوجل، سيسكو، مايكروسوفت، إنتل، إتش بي وآي بي إم جميعها من أبرز الشركات الأميركية المستثمرة في مجال تقنية إنترنت الأشياء، حيث قامت هذه الشركات بتخصيص مئات الملايين من الدولارات في الاستثمار.
كيف يغير إنترنت الأشياء في الصناعات؟
دعونا نلقي نظرة على بعض الصناعات التي يتم تغييرها عن طريق إنترنت الأشياء على سبيل المثال:
1- الرعاية الصحية (Health Care):
تهدف تقنية إنترنت الأشياء لتحسين الحياة في الجانب الصحي، وذلك عن طريق زراعة مستشعرات إلكترونية في جسم الإنسان من أجل مراقبة أداء أجهزة الجسم ووظائفها الحيوية، واكتشاف الأمراض مبكراً وإخبار الإنسان بمستوى الحالة الصحية، بالنسبة للبعض لا يعني تطبيق إنترنت الأشياء في قطاع الرعاية الصحية أن هذه الصناعة تصبح أكثر كفاءة فقط، بل يعني أنها ستمنح المرضى خدمات أفضل. حيث تهدف تقنية إنترنت الأشياء لتحسين الحياة في الجانب الصحي؛ وذلك عن طريق زراعة مستشعرات إلكترونية في جسم الإنسان من أجل مراقبة أداء أجهزة الجسم ووظائفها الحيوية، واكتشاف الأمراض مبكراً وإخبار الإنسان بمستوى الحالة الصحية لديه.
كما يمكن للطبيب مستقبلاً تحليل البيانات التي تم جمعها عن طريق المستشعرات الإلكترونية المزروعة في جسم المريض دون الحاجة لإجراء فحوصات فيزيائية أو حيوية. على سبيل المثال، من خلال توصيل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأجهزة الطبية الآخرى بالإنترنت، سيحصل موظفو المستشفى على تنبيهات بمجرد إصلاح هذه الأجهزة.
قد يبدو هذا عمل صغير بالنسبة لك، ولكن في إحدى المستشفيات، قد تفرق هذه العملية الصغيرة في حياة أو موت أحد الأشخاص، بالإضافة إلى ذلك، لا تُمكن التكنولوجيا فقط من إخراج المرضى من المستشفى في وقت مبكر وترك الوقت والسرير لمريض آخر، بل أنها تساعد في إدارة الأدوية وأنظمة ما بعد الرعاية من خلال المراقبة الحيوية عن بعد.
بالإضافة إلى ذلك، المعلومات التي يتم اكتسابها عن طريق ربط كل من المرضى والمستشفيات والأنظمة سويًا ستؤدي إلى إجراء تحليلات أكثر تنبؤًا، كما هو الحال في مستشفى تكسان الذي قلل من نسبة فشل القلب بعد الإصابة به من 23٪ إلى 12٪، توصلت إحدى نتائج الدراسة إلى أن 15٪ فقط من الأطباء أوضحوا خيارات تطبيقات الصحة المتاحة والتكنولوجيا القابلة للارتداء متاحة لمرضاهم.
2- البيع بالتجزئة:
صناعة التجزئة بدأت في التغيير بواسطة إنترنت الأشياء. على سبيل المثال، بدأ تجار التجزئة استخدام (Bluetooth beacons) في قصصهم للوصول بشكل أفضل إلى عملائهم. على سبيل المثال، بمجرد اتصال المستهلك بتطبيق بائع التجزئة، يمكنه تلقي المزيد من المعلومات حول المنتجات التي يرغب بها والحصول على خصومات شخصية. كما أنهم تمكنوا من الترحيب بعملائهم عند دخولهم الفرع أو إرسال رسائل مخصصة لهم. و استخدموا (Beacons) كذلك لمساعدة العميل أثناء التنقل في فروعهم.
3- الزراعة الذكية (Smart Farming):
الزراعة ستكون أحد المجالات التي سيكون لإنترنت الأشياء دور بارز في تطويرها وتحسين المحصول الزراعي، وذلك عن طريق زراعة المستشعرات في الأرض الزراعية وقرب جذور الثمار والأشجار، وفقاً لما أوضحته (BI Intelligence)، وهي خدمة أبحاث متميزة في (Business Insider)، فإن عمليات تركيب أجهزة إنترنت الأشياء في الصناعة الزراعية من المتوقع نموها من 30 مليون في عام 2015 إلى 75 مليون في عام 2020.
تُستخدم الزراعة الذكية للدلالة على تطبيقات حلول إنترنت الأشياء في الزراعة، وستعمل هذه المستشعرات على مراقبة ومتابعة مدى حاجة النبات للماء وتوفير الري الذكي الذي يعمل على ترشيد الماء والحفاظ عليها، كما ستوفر المستشعرات أيضاً معلومات عن التربة وخصوبتها والمعادن والمكملات الغذائية ومدى حاجة النبات لها. وينطبق الشيء نفسه على تعريف الزراعة الذكية، كما من المتوقع أن يتضاعف حجم السوق الزراعية الذكية العالمية ثلاث مرات بحلول عام 2025، حيث بلغ 15.3 مليار دولار مقارنة بما يزيد قليلاً عن 5 مليارات دولار في عام 2016.
سوف نلقي نظرة على كيفية تطبيق (IOT) على الزراعة وهي كما يلي:
- إدارة المحاصيل مثل (Smart Elements) و(Pycno).
- أتمتة الصوب الزراعية مثل: (Growlink).
- مراقبة الظروف المناخية مثل: (Semios).
- مراقبة وإدارة الماشية (Scrdairy) و(Cowlar).
- أنظمة إدارة المزارع من البداية إلى النهاية (FarmLogs) و(Cropio).
4- النقل:
سوف نتمكن من مراقبة درجة الحرارة؛ وذلك عند توصيل سيارات الشحن بأجهزة الاستشعار، وهذا يساعد الشركات في ضمان وصول السلع بظروفها الطبيعية وبالجودة المطلوبة، خاصةً السلع الغذائية ستكون بحالة آمنة، كما يمكن استخدام أجهزة الاستشعار والبرامج الذكية في شاحنة نصف نقل أو الحافلة العامة لجمع البيانات التي تساعد السائق في تشغيل السيارة بطريقة توفر الوقود. تقوم شركة (Intel) بتقديم حلول إنترنت الأشياء التي تستخدم لمراقبة قيادة السائق ومساعدته على الوصول بأمان، كما أنها تساعد في التنبؤ بوقت احتياج المركبات إلى الإصلاحات في الوقت ذاته.
بالإضافة إلى كل ما سبق:
- وقوف السيارات بشكل ذكي.
- النقل والخدمات اللوجستية، وهو عبارة عن علم وإدارة تدفق الموارد المختلفة كالبضائع والطاقة، والمعلومات والخدمات البشرية.
- إدارة الأسطول بالنظام المتكامل لإدارة أسطول النقل يمكّن المنشأة من المتابعة وإحكام السيطرة على أسطول السيارات والتى تستخدمها سواء فى نقل البضائع أو العاملين.
5- الصناعة الذكية (Smart Industry):
وفقاً للتقديرات فإن عدد أجهزة إنترنت الأشياء سيبلغ 27 مليارا عام 2025، وأنّ الشركات العالمية سوف تستثمر 70 مليار دولار على إنترنت الأشياء في عام 2020، وهو ما يمثل ارتفاع من 29 مليار دولار تم صرفها عام 2015، سيستفيد قطاع الصناعات بشكل كبير جداً من تكنولوجيا إنترنت الأشياء، حيث سيتم ربط الآلات والماكينات ببعضها وإتاحة التواصل وتبادل المعلومات والبيانات فيما بينها بشكل آلي، والتي بدورها ستزيد من كفاءتها وإنتاجيتها بشكل كبير جداً.
يقوم المصنعون في جميع القطاعات بربط مصانعهم ليكونوا أكثر إنتاجية وكفاءة. على سبيل المثال، يمكن أن تستخدم الشركة المصنعة حلول إنترنت الأشياء لتحسين تتبع الأصول في المصنع والمساعدة في دمج غرف التحكم. أو تطبيقات أخرى مثل صيانة الماكينات بعد تحليل البيانات العملاقة التي تأتي لأجهزة الاستشعار.
كما أنّ الصيانة التنبؤية قد تكون مرتبطة وذات علاقة بالأجهزة والآلات في المصانع، وكذلك المنتجات التي يتم بيعها للعملاء، فقد قامت (Rolls-Royce) منذ عشرين عاماً بتزويد عملائها بخدمات (Total Care Services)، حيث توظف (Total Care) نموذج (Power by the hour)، حيث يدفع العملاء مقابل الخدمة بناء على ساعات تشغيل المحرك، حيث تقوم (Rolls-Royce) بتحليل بيانات المحرك لإدارة صيانة محركات العملاء وزيادة توافر الطائرات.
يدور إنترنت الأشياء حول توصيل الأجهزة ببعضها البعض وبالإنترنت. يمكنك أن تفكر في ذلك على أنه بناء علاقة بين الناس ببعضها، والناس والأشياء، والأشياء وبعضها، أثبتت تقنية إنترنت الأشياء أننا سوف نعيش في عالم ذكي من المنازل الذكية، أتمتة المنزل، المدن الذكية، الشركات الذكية والتصنيع الذكي فهي مصممة لجعل حياتنا أكثر ملاءمة.
ليست هذه كل المجالات والقطاعات التي ستدخلها تقنية إنترنت الأشياء فحسب، فهذه التكنولوجيا تهدف للوصول إلى جميع مجالات ونواحي الحياة بمختلف جوانبها وتخصصاتها، والعمل على تحقيق تقنية إنترنت الأشياء وذلك باتصال أي شيء بأي شيء في أي وقت وفي أي مكان، كما ستدخل هذه التقنية في أدق التفاصيل في الحياة وجعل كل شيء فيها يعمل بشكل آلي وبأوامر الآلات والأجهزة فيما بينها.
وبحسب دراسة لشركة سيسكو (Cisco IBSG)، فإنه من المتوقع أن يصل عدد الأجهزة والأشياء المرتبطة بالإنترنت في عام 2020 إلى أكثر من 50 مليار جهاز، ما يعني 6.58 أضعاف سكان الأرض الذي من المحتمل أن يصل إلى 7.6 نسمة في العام ذاته.
وهذا الكم الهائل والكبير في عدد الأجهزة والمستشعرات سينعكس بشكل إيجابي على النمو الاقتصادي لإنترنت الأشياء الذي من المتوقع أن ترتفع إيراداته بشكل كبير وملحوظ خلال السنوات القادمة، وعلى الرغم ممّا ستوفره تقنية إنترنت الأشياء من نقلة نوعية وكبيرة جداً في مجال الإنترنت بشكل خاص والتقنيات بشكل عام، وجعل الحياة أكثر رفاهية ويسراً، يسير كل شيء فيها بشكل آلي ممّا تزيد الكفاءة ويزيد الإنتاج ويوفر الكثير من الوقت والجهد، فإن هذه التقنية تواجه تحديات كثيرة وصعوبات كبيرة في سبيل تحقيقها بالشكل المناسب.
الأمن والخصوصية:
تعتبر بعض هذه التحديات إجمالاً مصدر قلق للكثير من المستخدمين، ومن أبرز هذه التحديات هي التحديات الأمنية وتحديات الخصوصية، وحتى تكون هذه التقنية ناجحة لا بد من وجود ضمانات لمستخدميها ومن أهمها ضمان عدم اختلال كل من الأمن والخصوصية، فلو تعرضت هذه الشبكة لأي نوع من الاختراقات التي قد تحدث، وكما حدث مؤخراً قرصنة وتشفير بيانات حواسيب آلاف الأفراد والمؤسسات بما يعرف بفايروس الفدية الذي كلف الضحايا خسائر كبيرة، أدى بعضها إلى إيقاف النظام بشكل كامل، فإنه في هذه الحالة ستصبح جميع الأجهزة المرتبطة بالشبكة تحت تحكم وسيطرة طرف خارجي تُدار من قبله.
كما ستصبح حينها معلومات وبيانات المستخدمين في خطر كبير، فهي ملك للجهات المخترقة والمقرصنة للشبكة وتحت سيطرتهم الكاملة وهو الأمر الذي ينهي خصوصية المستخدمين وأمنهم وسلامتهم. كما أنه سوف تترتب خسائر مادية كبيرة جداً في حالة سيطرة المخترقين والمتطفلين، على سبيل المثال، شبكة أنظمة المصانع والمصارف والمؤسسات والشركات.
ففي مسألتي الأمن والخصوصية، فالشركات المختصة بإنترنت الأشياء تعمل بجهد كبير من أجل إيجاد آليات وطرق تمنع من اختراق الشبكة وتضمن القدر الكافي في تشفير البيانات التي تحول دون الوصول لمعلومات وبيانات المستخدمين حتى في حالة فرضية وقوع بعض هذه البيانات في حوزة المتطفلين.