تتجه البشرية للأمام وتتقدم معها وسائل التكنولوجيا، كي تُخرج لنا مراحل جديدة من التقدم الخيالي، وأحد هذه المجالات التي استطاعت أن تثبت نفسها بجدارة وتتدخل في جميع نواحي حياتنا بهدف تسهيلها هو الذكاء الاصطناعي، فقد استطاعت تلك التكنولوجيا في الفترة الأخيرة أن تؤثر علينا بداية من أعمالنا المنزلية البسيطة وصولًا إلى الهبوط على المريخ واستكشاف البعيد، وهذا ما سنتعرف عليه في مقالنا وكيف بدأت تلك التكنولوجيا في الانتشار حول العالم.
كيف بدأت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في غزو العالم؟
توقع الطقس:
عملية التنبؤ بالطقس تعتبر واحدة من العمليات الصعبة والدقيقة، خصوصًا عندما يتوجب عليك المرور ذهاباً وإياباً، وذلك خلال مجموعة كبيرة من البيانات التي تتغير باستمرار.
لكن بفضل الذكاء الاصطناعي أصبحت تلك البرامج قادرة على جمع البيانات، وكذلك تحليلها بصورة سريعة ومرنة، والتي أدت بدورها إلى توقع الطقس بصورة أوضح، وإتاحة الفرصة للأرصاد الجوية بنشر التحذيرات بشكل مبكّر، وبالتالي إنقاذ أرواح المزيد من البشر من الأحوال الجوية السيئة.
كما توفّرت برامج الذكاء الاصطناعي الحديثة كي تساعد المزارعين، وكذلك في منع حرائق الغابات المحتملة من الأحوال الجوية السيئة، ولا يتوقف الأمر على ذلك بل تقوم وكالة ناسا الآن بتطوير برنامج يمكن أن يساعد الطائرات في تجنب العواصف المحتملة؛ وبذلك تزيد السلامة الجوية ويقلل الخطر.
القيام بأعمال المنزل:
دوما ما كنّا نتفاجأ وننبهر من أفلام الخيال العلمي بالروبوتات التي تقوم بأعمال المنزل بالكامل، في الوقت الحالي لقد أصبح هذا الأمر حقيقي بشكل جزئي، حيث تتواجد العديد من الروبوتات التي تقوم بالعديد من الأعمال المنزلية، مثل روبوت المكنسة الكهربائية وروبوت غسيل الأطباق وحتى تنظيف غرفة المعيشة الخاصة بك.
قد يظهر الأمر غريب للوهلة الأولى لكنه لا يتوقف على المساعدة في الأعمال المنزلة وحيث أن الروبوتات الآن تقوم بجزّ العشب بملاعب كرة القدم، التعدين، التعامل مع الحرائق، وحتى التخلص من الألغام والمواد المشعة وجميع ذلك يعود بفضل الذكاء الاصطناعي الذي مكّنها من العمل بشكل آمن بجانب البشر.
إنقاذ الكوكب:
التغير المناخي والتلوث والزيادة السكانية، كل ذلك مجموعة من أكثر المشاكل التي تدور في أدمغتنا وتشغل تفكيرنا في كثير من الأوقات، ولحسن الحظ يُعدّ الذكاء الاصطناعي هو المحارب الأقوى في طليعة تلك المعركة، حيث يجري الآن تطوير الروبوتات وغيرها من الأجهزة لتنظيف البيئة والحد من تلوث الهواء والماء.
حيث ستسمح تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتمييز بين الكائنات الحية والملوثات، مثل النفط والنفايات الخطرة بالمياه، كما أن البرامج الذكية يمكنها التعرف على الغازات السامة ورصدها قبل خروجها من مداخن المصانع والوصول إلى رئتينا.
تطوير وسائل النقل:
تعتبر السيارات الذكية واحدة من أقوى صور تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي علينا في الآونة الأخيرة، حيث يتم الأمر من خلال وجود أجهزة استشعار ذاتية وأجهزة رادار وكاميرات على جسم السيارة، وذلك كي تمكنها من صنع خريطة ثلاثة الأبعاد للمكان الذي تسير به، ثم مقارنتها بمجموعة هائلة من البيانات المحفوظة والخاصة بنفس المكان من قبل، وبذلك تستطيع اختيار أفضل الطرق للسير وتجنب العقبات المحتملة.
ليست السيارات فقط ما تمتلك تلك التكنولوجيا، حيث أن هناك العديد من القطارات تسير ذاتيًا بالكامل دون الحاجة إلى البشر على الإطلاق فنجدها في اليابان والعديد من الدول الأخرى. وقد أثبتت كفاءتها في نقل الركاب وأثبتت أنها لا تشوبها شائبة نتيجة سرعة رد فعل تلك البرامج وقدرتها على تجميع عدد كبير من المعلومات وتحليله في ذات الوقت.
استكشاف الفضاء:
كان للذكاء الاصطناعي دوراً مهم وفعّال في عملية استكشاف الفضاء، تحديداً في الفترة الأخيرة، حيث تمكّنت وكالة ناسا من تطوير العديد من الروبوتات التي تمكّنت من السفر إلى الفضاء البعيد، وجمع البيانات ثم إرسالها إلينا، فأصبح بإمكاننا الآن استكشاف العديد من الكواكب التي لا يستطيع البشر الهبوط عليها، وذلك مثل كوكب المريخ وغيره من كواكب المجموعة الشمسية، ويعود الفضل إلى الذكاء الاصطناعي في جعلها آمنة للسفر عن طريق قدرتها على البحث عن العقبات وتجنبها، بل وإيجاد الطرق الأكثر أمانًا والتنبؤ بالمشاكل المحتملة قبل وقوعها.
حماية البشر:
للذكاء الاصطناعي دور أساسي في العمل على حماية البشر من السطو وحماية البلاد من التهديدات الإرهابية، حيث يشترك في نظم الرصد المتطورة، مثل فحص المكالمات الهاتفية من خلال تحليل كمية كبيرة من البيانات بسرعة، وفرزها ثم استكشاف غير الرسمي منها والبدء في تعقّبه، وبذلك يتم توقع التهديدات المحتملة وكذلك كاميرات المراقبة وأنظمة الإنذار الحديثة، حيث أصبحت أحد الوسائل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة بهدف حمايتنا.
اقتحام مجال الطب:
تمكّنت تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفترة الأخيرة من الدخول في مجال الطب بشكلٍ ملحوظ، وكان لها الدور الفعّال في ذلك، حيث تم دمجها بالأجهزة الطبية للمساعدة في كشف الأمراض وإنقاذ الأرواح، فتستطيع برامج الذكاء الاصطناعي الآن كشف الأورام والتنبؤ باحتمالية حدوث نوبة قلبية للمريض، كما أنها تساعد في العمليات الجراحية من خلال تمرير الأدوات اللازمة للأطباء، ليس ذلك فقط بل تستطيع برامج الذكاء الاصطناعي كذلك مراقبة صحة المرضى وإرسال تحذيرات سريعة للأطباء في حالة حدوث تغيير مفاجئ في صحة المريض.