اقرأ في هذا المقال
- ما هي المدن الذكية؟
- هل الجميع هم من المؤيدين لابتكارات الذكاء الاصطناعي في المدن حول العالم؟
- أمثلة على دعم الذكاء الاصطناعي للمدن الذكية
ما هي المدن الذكية؟
لقد انتشر في السنوات الأخيرة مصطلح “المدن الذكية”، بما تعمل على تحقيقه لساكنيها من بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع، مع أن مفهوم «المدينة الذكية» ما زال في طور التطور، ولهذا لدينا ما لا يقل عن 120 تعريفًا متنوعًا للمدينة الذكية من الخبراء، فهي المدينة التي تسهم في توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة، تحديد ما تعنيه المدن الذكية بدقة؛ فيرى مُؤيدوها أن استخدام التكنولوجيا الذكية وتحليلات البيانات عنوانها الأبرز وميزتها الأهم ويدافعون عن دورها في تحسين الخدمات وتوفير التكاليف.
ومع ذلك يتخوف الكثير منا من استغلال وصف الذكاء كوسيلة ترويجية للتسويق لها، بغض النظر عن تعبيره عن ابتكارٍ حقيقي أو تأثيره الإيجابي، ويسوق هؤلاء أمثلةً تبدأ من فرش الأسنان المُتصلة بالإنترنت وحتى شركات تُضيف تقنيات رائجة إلى أسمائها دون حاجة فعلية.
هل الجميع هم من المؤيدين لابتكارات الذكاء الاصطناعي في المدن حول العالم؟
فأن نكون داعمين ومؤيدين لابتكارات تقنيات الذكاء الاصطناعي ومتخوفين في نفس الوقت من استغلال هذه التقنيات في التسويق المبالغ لها، هو أمر منطقي ويحتمل الصواب، فلا تضمن التكنولوجيا بالضرورة الارتقاء بالمنتجات أو الخدمات، وكذلك الحال مع المدن الذكية فتُحيط ببعض تقنياتها مخاوف مُبررة من استغلالها في المراقبة الشاملة والتمييز وقمع الحريات فضلًا عن شكوك في جدوى بعضها، وفي الوقت نفسه، ساهمت مبادرات المدن الذكية بدعمٍ من الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في التخفيف من حدة بعض المشكلات الحضرية وتحسين الخدمات وتيسير حياة السكان من المواصلات إلى الأمن والمرافق العامة.
أمثلة على دعم الذكاء الاصطناعي للمدن الذكية:
يحتاج تطبيق هذه التحديات العمل على محاور متعددة، اقتصادية واجتماعية وتنظيمية، ولهذا قد ظهرالاهتمام عالمي وعربي بمصطلح المدينة الذكية، تلبيةً لحاجة السكان من الاستفادة من التكنلوجيا الذكية، حيث تشير التوقعات إلى أن حجم سوق تقنيات المدن الذكية العالمي سينمو ليصل إلى 1.7 تريليون دولار بحلول العام 2023، مع أن مفهوم «المدينة الذكية» ما زال في طور التطور، ولهذا لدينا ما لا يقل عن 120 تعريفًا متنوعًا للمدينة الذكية من الخبراء.
وفيما يلي أمثلة على إسهام الذكاء الاصطناعي في بناء المدن الذكية
أولًا: حركة المرور:
الكثير من مدن العالم تعاني من مشكلة الازدحام المروري الذي يأرق ساكنيها، حيث لا يتوقف الوقت اللازم لوصوله لوجهتهم على المسافة فقط، والخطوة الأكثر أهمية لتحقيق البنية التحتية للنقل الحديثة هي الرقمنة،أن باستطاعة هذه الأنظمة تقليل المدة اللازمة للتنقل بنسبة 10% وقد تصل إلى 50% في المناطق التي تستخدم أنظمة قديمة لإدارة إشارات المرور، كما تُقلل كذلك مدة انتظار السيارات في تقاطعات الطرق، وتعتمد أنظمة التحكم في إشارات المرور على البيانات التي تجمعها أجهزة استشعار تُوضع في أماكن مُختارة بعناية، حيث أنّ حل مشكلات حركة المرور والاستفادة من أجهزة الاستشعار، بالتأكد يكون له المنفعة الكبيرة على المواصلات العامة، سواءً كانت سيارات الأجرة أو خدمات النقل التشاركي أو الحافلات العامة.
ثانيًا: كاميرات المراقبة:
يتزايد انتشار كاميرات المراقبة في العديد من دول العالم، ويزداد حاجة الناس لها في مختلف المؤسسات، حيث تم تطوير كاميرات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتساعد في توفير الكثير من الوقت والجهد، عن طريق قيامها بعمليات المعالجة أو التحسين للصور في وقت قياسي، تبينت فائدة الكاميرات في تعزيز السلامة العامة وتقليل مُعدلات الجرائم في بعض المناطق والإيقاع بالمجرمين. لكن هذا العدد الهائل من الكاميرات يُنتِج من الفيديو ما يفوق قدرة أي فريق بشري على المتابعة ناهيك عن المعالجة والتحليل.
ثالثًا: المياه والطاقة:
كان لتقنيات الذكاء الاصطناعي دور مهم في دعم شبكات المياه والكهرباء وزيادة كفاءتها، حيث أنّ استخدام للذكاء الاصطناعي أسهم في تخفيض استهلاك مراكز بيانات شركة (Google) من الكهرباء بنسبة 40%، وتُوظِّف المدن الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة شبكات الطاقة. وعلى سبيل المثال، حققت مدينة تشاتانوجا بولاية تينيسي نجاحًا في تكنولوجيا الشبكات الذكية، وتتعاون مع مختبر (أوك ريدج) الوطني وجامعة (تينيسي) في نوكسفيل لتطوير شبكة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية في مطار المدينة. كما يُسهِم الذكاء الاصطناعي في قياس المياه والتحكم في المياه الزائدة وتحديد مواضع التسرب.
رابعًا: السلامة العامة:
للذكاء الاصطناعي دوره الفعّال في تحقيق السلامة العامة في مختلف القطاعات، حيث تقوم المنظومة ذكية التي تربط الأبنية والأبراج السكنية في الدولة بغرف عمليات الدفاع المدني، وذلك من خلال المركز الذكي الذي يستقبل الإنذارات، حيث يقوم بالتالي بتحليل وتصنيف البلاغات وفرزها بصورة آلية وبسرعات قياسية، كما تستعين الشرطة بتقنية قراءة لوحات تسجيل السيارات للوصول إلى السيارات المسروقة.
يستخدم البرنامج معلومات داخل المركبات والكاميرات وأجهزة الاستشعار وبيانات مرورية أخرى، لتطوير أنماط التكهن لخفض الاختناقات المرورية وتحديد السيارات التي انقضت صلاحية تسجيلها والتحقق من السيارات المرتبطة بارتكاب جرائم، وتستطيع أجهزة قراءة لوحات السيارات المُثبتة أسفل مركبات الشرطة.