كثيراً ما نواجه حدوث إحدى الكوارث الطبيعية من اندلاع إحدى البراكين والزلازل في أحد أرجاء المدن حول العالم، وقد نواجه حوادث بشرية مثل حوادث العنف وتتبع المشتبهين أو في حالات التنبيه المسبقة لإحدى الانفجارات المدبرة، حيث يكون من الخطر الكبير إرسال إحدى الفرق الأمنية للتعامل مع مثل هذه الحالات.
ومن الصعب الوصول إليها لتقصي الأوضاع لإنقاذ الضحايا مباشرة خاصة في اللحظات الأولى لهذه الكوارث، وتكون الطائرات بدون طيار هي الخيار الأفضل، ولكن ليست جميع الطائرات سواء، فالطائرات بدون طيار العادية تحتاج توجيهاً من طيارين عن بعد وتظل القدرات البشرية محدودة فيما يتعلق بسرعة اكتشاف مناطق متضررة ممّا يؤخر بالطبع عمليات الإنقاذ.
استخدام الطائرات ذاتية التحكم:
في الواقع هذا ما عمل مختبر فيجن التقني بجامعة دايتون الأمريكية على تطويره، حيث قد عمل المعهد على تزويد الطائرات بنظام شبكة أعصاب صناعية، بإمكانها أن تعمل داخل جهاز الكمبيوتر على متن الطائرة، حيث تعمل على تحديد مواقع الأشخاص أو الحيوانات خاصة في حالة وجودهم تحت الأنقاض، وذلك في حال كونها أبنية منهارة أو أشجار مقتلعة أو طرق مدمرة، حيث بإمكانها التعرف عليهم في أوضاع وزوايا مختلفة تحت إضاءات متباينة، ولك أن تتخيل أن التقاط صورة واستيعاب تفاصيلها وفهمها من أجل أفضل رؤية ممكنة وتحليلها لتحديد ما بها من أناس أو حيوانات أو غيرهم يحتاجون الإنقاذ تستغرق خُمس ثانية فقط.
ما هو مبدأ عمل الطائرات ذاتية التحكم؟
بذات الطريقة التي يتمكّن عقل الإنسان من النظر إلى صورة شيء ما وتخيل شكل هذا الشيء ذاته من زوايا مختلفة في مخيلته دون الحاجة لصور تغطي جميع هذه الزوايا، فإن الهدف يكمن في قدرة الطائرة على إمكانية التعرف على الأشياء باختلاف أشكالها، ومن ذلك تعرفها على ساق تحت الأنقاض أو يد تلوح من بعيد أو رأس يظهر فوق كوم من الخشب، كما ستفرق الإنسان عن الحيوان عن الشجرة أو المركبة، تجمع الطائرات بدون طيار كذلك بيانات الموقع الجغرافي لهذا الشخص أو الحيوان أو الشيء الذي حددت موقعه وحجم المسافة التي تفصله عن أناس أو حيوانات أو أشياء أخرى ينبغي إنقاذها فتستطيع حساب الوقت المقدر للوصول لكل منهم.
ولا بد أن ننوه إلى أنّ قدرة الآلة على قيامها بتحليل وتصنيف الصور الملتقطة آنياً أسرع من تحليل البشر للصور، كما أن النظام يعمل على تفتيح المناطق الداكنة في الصور أو تغميقها حسب الحاجة من أجل رؤية أوضح للمشهد في صور متتابعة. وبالإضافة للتفتيح والتغميق، حيث تستطيع هذه التكنولوجيا تكبير حجم الصور التي تلتقطها الطائرات بدون طيار وإتاحتها بشكل أوضح حتى يرى كل من الأشخاص والخوارزميات تفاصيلها بدقة، وقد هيأ المعمل الأمريكي التكنولوجيا التي يطورها لتناسب المؤسسات الحكومية والخاصة التي تحتاجها مثل هيئات الكهرباء والمياه وكذلك هيئات الإنقاذ والإسعاف.