فيروس دودة موريس - Morris worm

اقرأ في هذا المقال


تعريف فيروس دودة موريس:

تعتبر دودة موريس من أولى ديدان المعلومات التي انتشرت عبر الإنترنت، وقد أطلقت في 2 نوفمبر 1988 وسميت على اسم صانعها وصممت بواسطة روبرت تابان موريس بدافع الفضول، حيث كانت مَهمة دودة موريس هي معرفة حجم الإنترنت؛ وذلك عن طريق معرفة عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت، وبالفعل أصابت دودة موريس 6000 جهاز من أصل 60,000 جهاز كان متصلاً بالإنترنت وقتها، أي نحو 10% من إجمالي عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت وقام موريس بعد ذلك بتعديل الكود وجعل الدودة تنسخ نفسها بالقوة على الحاسب الآلي.

لقد تسبب هذا الكود في انتشار الدودة كانتشار النالا، حيث قامت بنسخ نفسها في الآف الكمبيوترات، حيث في عدد من الساعات تسببت دودة موريس في تحرك عدد من فرق المبرمجين لكي يوقفوا الهجوم الخطير، واستمرت عمليات الإصلاح عدداً من الأيام لتسوية الوضع نسبيًا، وقد وصل إجمالي الخسائر لما يقارب من نصف مليون دولار، وحكمت المحكمة على موريس بالمراقبة لمدة ثلاث سنوات و400 ساعة لخدمة المجتمع و10000 دولار غرامة، وكان موريس أول شخص يحاكم بموجب قانون الاحتيال الإلكتروني الأمريكي.
روبرت تابان موريس (من مواليد 8 نوفمبر 1965) هو عالم كمبيوتر ورجل أعمال أمريكي واشتهر بإنشاء دودة موريس في عام 1988، والتي تعتبر أول دودة كمبيوتر على الإنترنت.

ماذا استهدفت دودة موريس (Morris worm)؟

استهدفت الدودة أجهزة الكمبيوتر التي تشغل إصداراً معيناً من نظام التشغيل (Unix)، ولكنها انتشرت على نطاق واسع؛ لأنها تضمنت نواقل متعددة للهجوم، على سبيل المثال: استغل الباب الخلفي في نظام البريد الإلكتروني للإنترنت وخطأ في برنامج “الأُصبع” الذي يحدد مستخدمي الشبكة، وعملت (Morris Worm) من خلال استغلال نقاط الضعف المعروفة في (Unix Sendmail) و (finger) و (rsh / rexec)، بالإضافة إلى كلمات المرور الضعيفة.

ما الحقائق المثيرة حول دودة موريس؟

  • مدى العدوى: أصابت دودة موريس حوالي 10٪ من أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت، وهي حالة البرمجيات الخبيثة الوحيدة في التاريخ التي وصلت إلى هذا الحجم على الأقل والذي تم التحقق منه، ومن الجدير بالذكر أن الأرقام في ذلك الوقت كانت أقل من ذلك بكثير، حيث أن شبكة (ARPANET) قامت بتوصيل حوالي 60.000 جهاز كمبيوتر وأصيب 6000 جهاز كمبيوتر بالبرامج الضارة، تنتمي أجهزة الكمبيوتر المخترقة إلى جامعات ناسا وبيركلي وستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والبنتاغون، وبقيت مصابة لمدة 72 ساعة تقريبًا.
  • التراث: الكاتب الدودي روبرت تابان موريس الإبن هو ابن روبرت موريس الأب، وهو خبير تشفير ومحترف كمبيوتر شهير، في الستينيات والسبعينيات وأثناء عمله في مختبرات بيل قدم مساهمات كبيرة إلى (UNIX) مثل لغة البرمجة (bc) وتشفير البرنامج ونظام التشفير (el) المستخدم بواسطة كلمات المرور في نظام التشغيل هذا، كان روبرت موريس الأب أيضاً أحد مبتكري (CoreWar)، وهي لعبة تستخدم لغة التجميع لترك الكمبيوتر خارج الذاكرة، والتي تعتبر أحد أسلاف فيروسات الكمبيوتر.
  • قوة القانون: في 22 يناير 1990م تمت مقاضاة روبرت تابان موريس بتهمة الاحتيال والخداع وأدانته محكمة سيراكيوز الفيدرالية في نيويورك، وحُكم عليه بثلاث سنوات من المراقبة بالإضافة إلى غرامة قدرها 10000 دولار و400 ساعة من العمل المجتمعي، وكان موريس أول كاتب برامج ضارة أُدين في التاريخ.
  • حجم الإنترنت: وصف التقرير الذي وضعه مكتب المحاسبة العامة الأمريكي (GAO) الإنترنت بأنه “شبكة الكمبيوتر الرئيسية التي يستخدمها مجتمع الأبحاث الأمريكي”، وبدأ تقريره الذي يشير إلى أن الإنترنت “نظام متعدد الشبكات يربط أكثر من 60 ألف جهاز كمبيوتر في جميع أنحاء البلاد وخارجها “، وذكر هذا التقرير أيضاً أنه “لا توجد مؤسسة واحدة مسؤولة عن الإدارة على مستوى الإنترنت”، وأن هناك خُططًا لـ “تطور الإنترنت إلى نظام شبكة أسرع وأكثر سهولة وسعة أكبر”، على ما يبدو لقد حققوا هدفهم وفقاً لموقع (Internet WorldStats) الإلكتروني الذي يضم الإنترنت في الوقت الحاضر أكثر من 7 مليارات مستخدم.
  • فيما يتعلق بأنظمة التشغيل: أشار تقرير (GAO) المذكور أعلاه إلى أن (UNIX) هو نظام التشغيل الأكثر استخداماً على الإنترنت ويقدّر أن حوالي ثلاثة أرباع أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت تستخدم بعض إصدارات (UNIX).
    ملاحظة: عادةً ما تكون الدودة أكثر خطورة من الفيروسات، لأنها يمكن أن تنتشر بسرعة أكبر، ويمكن للدودة اكتشاف أي جهاز يحتوي على الثغرة الأمنية ثم تقوم بإدخال نفسها من خلال استغلال تلك الثغرة الأمنية، وفي الوقت نفسه ألهمت (Morris Worm) جيلاً جديداً من المتسللين وموجة من الهجمات التي يقودها الإنترنت والتي لا تزال تعصف بأنظمتنا الرقمية حتى يومنا، وكان الهجوم الأول على الإنترنت قبل 30 عاماً بمثابة جرس إنذار للبلد والعصر الإلكتروني القادم.

شارك المقالة: