اقرأ في هذا المقال
دخلت مختلف دول العالم في سباق بين المجتمعات الذكية التي تستخدم البيانات وأجهزة الاستشعار والأجهزة المتصلة لتحسين الخدمات في مدنها وتوفير حياة الرفاهية لساكنيها من خلال التقنيات المتقدمة من إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي عبر التحليلات والأتمتة، لكن حلم المدينة الذكية التي تعمل بكامل طاقتها قد يكون صعب التحقيق، وعلى الرغم من المبادرات المهمة العديدة التي تم إطلاقها تحت مظلة المدينة الذكية، إلا أنها غالباً ما تكون مشروعات تقنية مستقلة وليست جهوداً متكاملة ضمن نسيج المدينة لرفع كفاءتها وتحديثها.
كيف تتضافر الجهود لنصل لمدينة ذكية كاملة متكاملة؟
الحل الأمثل يكمن في شبكة الجيل الخامس للاتصالات، فهي توفر اتصالات أسرع وثقة أكبر وسعة أعظم وذلك بتكاليف أقل، بما يوفر للمدن إمكانيات من الاتصال بشكل أفضل بالبنية التحتية وبالأجهزة وبالناس، يُضاف إلى ذلك سعة الشبكة لتمكين قدرات إضافية للمدينة الذكية والتي ستكون مطلباً أساسياً لتمكين العديد من تطبيقات المدن الذكية ذات النطاق الترددي العالي ووقت الاستجابة المنخفض.
مميزات شبكات الجيل الخامس في المدن الذكية:
ستقوم شبكة الجيل الخامس بدعم النشر الواسع للمركبات المتصلة (Connected Vehicles)، والتي تستطيع التواصل مع إشارات المرور من أجل خفض التكدس المروري والازدحام، وكما ستدعم نشر أعداد كبيرة من أجهزة الاستشعار لقياس مدى أمان البنية التحتية مثل أنابيب المياه والطرق السريعة والمباني، وذلك بشكل آني، للوصول إلى كل هذا، يجب الإسراع في تبني نشر شبكة الجيل الخامس وهو أمر يتطلب قيام الجهات الحكومية المنظمِة لها بدورها بكفاءة وفعالية.
التوصيات الأساسية لتمكين شبكات الجيل الخامس في المدن:
حيث قام نائب الرئيس في مؤسسة الابتكار وتكنولوجيا المعلومات في العاصمة الأمريكية واشنطن ومدير مركز ابتكار البيانات في المؤسسة، بتقديم التوصيات الأربع التالية لتمكين شبكات الجيل الخامس في المدن:
1- بناء خلايا صغيرة لنقل البيانات بشكل أسرع:
تتكون شبكة الجيل الخامس من خلايا صغيرة يمكنها نقل البيانات بشكل أسرع، لكن ليس بنفس المدى الذي تصله أبراج الشبكات اللاسلكية السابقة، لذلك سيكون هناك حاجة لنشر شبكة الجيل الخامس إلى مضاعفة تركيبات الخلايا الصغيرة من عشرة إلى مائة أضعاف أعداد أبراج الشبكات الموجودة بالفعل، علماً بأن أي تأخير أو عدم كفاءة أو ارتفاع تكاليف في الحصول على التصاريح اللازمة ستخلف خسائر فادحة على نشر شبكة الجيل الخامس.
2- قصر مدة استخراج التصاريح اللازمة:
نستطيع من خلال شبكات الجيل الخامس أن تظهر المدن بصورة أكثر جاذبية للشركات التي تقوم بتثبيت الشبكات، وذلك من خلال تقليل مدة إصدار التصاريح اللازمة، كما يمكنها تقليل الإجراءات عبر تخصيص نقطة واحدة مجمعة للعمل مع هذه الشركات.
3- تبني سياسات تسعير على أساس التكلفة:
لا يجب النظر إلى شبكات الجيل الخامس باعتبارها مصدر يمد المدن بالمال الوفير، وبالتالي رفع الرسوم على شركات الاتصالات التي قامت بتركيب هذه الشبكة.
4- تجنب الخوف الذي يعقب نشر أي شبكة لاسلكية جديدة:
لا بد أن يرافق نشر الشبكات اللاسلكية مخاوف لدى السكان المدن من تأثيرات المجالات الكهرومغناطيسية، والتي قد تنتج عن الهوائيات، لتشمل بذلك مخاوف أن تسبب أمراض السرطان، لكن في الواقع هذه الاتهامات غير مبررة لكنها تثير القلق بين الناس، لن تستطيع شبكة الجيل الخامس وحدها أن تخلق مدناً ذكية لكنها تعمل على زيادة فرص المدن في استخدام البيانات وأجهزة الاستشعار والأجهزة الذكية الأخرى لتحسين العمليات.