كيف ساهمت الروبوتات الزراعية في إيجاد الحلول الزراعية؟

اقرأ في هذا المقال


مساهمة الروبوتات الزراعية في إيجاد الحلول الزراعية:

بعد العديد من الأبحاث والتجارب التي أجريت في هذا المجال، وما يخص التقنيات الزراعة، حيث توصل باحثون أنّ باستطاعة الروبوتات أنّ تُدرك أنواع التربة التربة المناسبة، كما تتمكن من تحديد مكان كل بذرة ونبتة وكافة المعلومات التي تخص كل منها بدقة شديدة وتحصد المحاصيل في اللحظة المناسبة، وكما يؤكد الباحثون بثقة كبيرة أن القطاع الزراعي سوف يكون قادراً على إنتاج كميات وفيرة من الطعام بأقل آثار بيئية سلبية ممكنة، وتستخدم شركة سمول روبوت حالياً ثلاثة روبوتات أطلقت عليها أسماء توم وديك وهاري، التي تتولى عملية أتمتة الزراعة ومراقبة النمو والإنتاج في كافة المراحل.

في تلك المجموعة المتكاملة من ثلاثة روبوتات تعمل كفريق لتخليص المزرعة من الأعشاب الضارة، “توم” الروبوت الأول يرسم خريطة رقمية للتضاريس ويحدد النباتات غير المرغوب بها. وهذا الروبوت يجري اختباره، كما يقوم الروبوت توم بأداء مهام المراقبة للمحاصيل الزراعية والتربة، في حين يقدم ديك تغذية دقيقة للنباتات ويقوم بإزالة الأعشاب الضارة، وفي هذه المهمة لتدمير الأعشاب الضارة يتم ذلك عن طريق الضغط عليها بتيار كهربائي.

وأمّا “هاري” فيعمل على مساعدة المزارعين على زراعة النباتات الجديدة بدقة، حيث يتولى الروبوت هاري عمليات غرس المحاصيل بدقة متناهية من حيث توزيع المواقع واختيار أفضل الشروط الملائمة لنمو كل بذرة، أما المرجع الإداري للروبوتات الثلاثة فهي منظومة ذكاء اصطناعي ويلما (Wilma) التي تشرف على عمليات الزراعة بأكملها وتساعد في اتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة المحاصيل والرعاية الفردية لكل نبتة في الحقل.

وتقول الشركة إن ذلك النظام سوف بإمكانه أن يعمل على تقليل المواد الكيميائية والانبعاثات بنسبة تصل إلى 95 في المئة، كما يعمل على زيادة الإيرادات بنسبة تصل إلى 40 في المئة، وخفض التكاليف بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وبحسب هذه النتائج وتوقعات الخبراء سوف نكون قادرين على استخدام تقنيات الزراعة الدائمة والمستدامة على نطاق واسع باستخدام تكتيكات البستنة مثل تكامل نباتات والمحاصيل مع بعضها لتحقيق أفضل استثمار للمياه والتربة وبقية الموارد الطبيعية، وأنّ ذلك سوف يسمح بزراعة أوسع تشكيلة ممكنة من المحاصيل في المساحات المتاحة وزراعة محاصيل مختلفة جنبا إلى جنب في نفس الحقل، ويتم حصدها في أوقات مختلفة.

وتم تطوير النظام الأساسي لمشروع سمول روبوت بالتعاون مع “مجموعة المزارعين الاستشارية Farmer Advisory Group التي تتكون من 20 مزارعاً من أنحاء المملكة المتحدة.

ويتم فعلياً استخدام نموذج أولي من روبوت توم في تجارب ميدانية في عدد كبير من المزارع في أنحاء المملكة المتحدة، وتحديداً في إحدى مزارع إنجلترا تمهيداً لنشر المشروع بشكل فعلي في العديد من المزارع. حيث تتيح خرائط “توم” للمزارعين تطبيق مبيدات الأعشاب فقط على المناطق حيث هناك أعشاب ضارة بدلاً من رش مساحات كبيرة. أما “ديك” فسوف يزيل الحاجة الى استخدام الكيماويات لقتل الأعشاب الضارة والتي من الممكن أن تُلحق الضرر بالنباتات والحيوانات الأخرى.

حيث إن ذلك النموذج الأولي يوضح  للمزارعين جميع التقنيات الأساسية اللازمة لنشر عائلة الروبوت الأوسع، بما في ذلك برامج التحكم الذاتي، وتحديد الموقع الجغرافي، وتجنب الصعوبات وإمكانية وضع الأشياء في مواقعها بدقة تصل إلى سنتيمترين لا غير. حيث أنّ الروبوتات ستزرع أوسع تشكيلة من المحاصيل جنباً إلى جنب في نفس الحقل، ويتم حصادها في أوقات مختلفة.

ومن المقرر أن تقدم الشركة خدمات التحول إلى هذا النظام الفائق الدقة للمزارعين في أنحاء بريطانيا من خلال نموذج خدمة يقوم المزارعون بموجبه بدفع رسوم اشتراك، ويبرر الباحثون ضرورة نشر هذه الثورة التكنولوجية بالقول إن إنتاج المحاصيل ظل ثابتا لأكثر من ربع قرن، رغم أن دولة مثل بريطانيا تستخدم أكثر من مليون طن من مبيدات الأعشاب ومبيدات الفطريات كل عام، حيث أن الثورة الزراعية الثالثة، التي لا تزال مهيمنة اليوم، يمكن تعريفها بأنها الاستخدام الكثيف للمواد الكيميائية والأسمدة والجرارات الكبيرة الثقيلة، وهي لم تعد تجدي نفعًا للمزارعين ونحن بحاجة إلى شيء جديد ينقلنا إلى المستقبل.

على العكس من ذلك تماماً ما سيحدث باستخدام الروبوتات الذكية، حيث تتميز باستخدام أعداد كبيرة من الروبوتات الصغيرة الذكية، ومستويات قليلة من حرث التربة، أو لا حرث على الإطلاق باستخدام هذالتقنيات الذكية، ويشير إلى أن النموذج الزراعي السائد حالياً يقوم على الجرارات الضخمة والرشاشات والحاصدات المنتشرة في المزارع، والتي تؤدي إلى ضغط التربة وقتل تغذيتها الطبيعية وهو ما يجبر المزارعين على الدوران في حلقة مفرغة من التغذية المتواصلة بالكيمياويات والأسمدة.


شارك المقالة: