ماذا يحدث عندما تلتقي تقنية الذكاء الاصطناعي بإنترنت الأشياء؟

اقرأ في هذا المقال


إنترنت الأشياء (Internet of Things) هي تكنولوجيا تعمل على مساعدتنا في مختلف القطاعات بصورة أفضل في الحياة اليومية، لكن الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) هو القوة الدافعة الحقيقية وراء الإمكانات الكاملة لإنترنت الأشياء، حيث تبدأ من التطبيقات الأساسية لتتبع مستويات اللياقة البدنية لدينا، إلى إمكاناتها واسعة النطاق عبر الصناعات والتخطيط الحضري، تعني الشراكة المتنامية بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء أن مستقبلًا أكثر ذكاءً.

حيث سيعمل على تطوير شتى القطاعات في وقت قصير أقرب ممّا نعتقد، حيث يسلط الضوء مخطط المعلومات البياني هذا من شركة (TSMC) على التقنيات والاتجاهات المتقدمة التي تجعل هذا التحول ممكناً، وكيف نواصل تخطي الحدود.

دمج الذكاء الاصطناعي مع إنترنت الأشياء سينتج القوى الخارقة للابتكار:

حيث أنّ الإنترنت هو أساس وصل أجهزة إنترنت الأشياء معاً، وذلك للتواصل وجمع وتبادل المعلومات حول أنشطتنا من خلال شبكات الإنترنت، كل يوم، يقومون بإنشاء مليار جيجابايت من البيانات، وبحلول عام 2025، وسوف يكون هناك ما يقارب 42 مليار جهاز متصل بإنترنت الأشياء على مستوى العالم. من الطبيعي أنه مع زيادة أعداد هذه الأجهزة، ستزداد مجموعات البيانات كذلك. هذا هو المكان الذي يتدخل فيه الذكاء الاصطناعي ويضفي قدراته التعليمية على اتصال إنترنت الأشياء.

ثلاث تقنيات ناشئة رئيسية يتم من خلالها تمكين إنترنت الأشياء (IoT):

  • الذكاء الاصطناعي (AI).
  • وظائف وأنظمة وأجهزة قابلة للبرمجة تمكّن الأجهزة من تعلم واستنتاج ومعالجة المعلومات مثل البشر.
  • شبكات الجيل الخامس (5G) ذات السرعة العالية والتأخير القريب من الصفر لمعالجة البيانات في الوقت الفعلي.
  • البيانات الكبيرة (Big Data) حيث تمت معالجة كميات هائلة من البيانات من العديد من المصادر المتصلة بالإنترنت.

فبهذا تعمل هذه الأجهزة المترابطة معًا على تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع أجهزتنا في المنزل والعمل، ما يؤدي إلى إنشاء (AIoT) حيث يقصد به الذكاء الاصطناعي للأشياء، وتمكينهما في مختلف العمليات معاً.

قطاعات الذكاء الاصطناعي (AIoT) الرئيسية:

إذن قد نتسائل إلى أين يتجه الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء معًا؟

في الواقع هناك أربع قطاعات رئيسية في واقعنا يحدث فيها الذكاء الاصطناعي للأشياء تأثيراً فعالاً، لتشمل بذلك الأجهزة القابلة للارتداء والمنزل الذكي والمدينة الذكية والصناعة الذكية. 

الأجهزة القابلة للارتداء:

تشمل جميع الأجهزة القابلة للارتداء على أداء مهام مهمة، وذلك مثل الساعات الذكية، فهي تقوم بمراقبة وتتبع تفضيلات المستخدم وعاداته باستمرار. لم يكن لهذه التطبيقات تأثيرها المهم في قطاع التكنولوجيا الصحية فحسب، بل إنه يعمل كذلك بصورة فعالة ومشجعة للرياضة واللياقة البدنية، وفقاً لشركة الأبحاث التقنية الرائدة (Gartner)، حيث من المتوقع أن يشهد سوق الأجهزة القابلة للارتداء العالمي إيرادات تزيد على 87 مليار دولار بحلول عام 2023.

المنازل الذكية:

المنازل التي تحقق جميع متطلباتك ووسائل الرفاهية لم تعد مقتصرة على الخيال العلمي، حيث يمكن للمنازل أن تتحول تدريجياً إلى منازل ذكية، تتحقق من خلال الاستفادة من الأجهزة والإضاءة والأجهزة الإلكترونية المرتبطة بهاتفك الذكي، وحيث ستتعلم هذه الأجهزة عادات صاحب المنزل وتطور من مهامها وميزاتها الآلي، يوفر هذا الوصول السلس كذلك مزايا إضافية لتحسين كفاءة الطاقة. ونتيجة لذلك؛ يمكن أن يشهد سوق المنازل الذكية معدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 25% بين 2020-2025، ليصل إلى 246 مليار دولار.

المدن الذكية:

مع التوجه المتزايد للعديد من سكان المناطق الريفية إلى اختيار المناطق الحضرية للعيش فيها، وذلك لما توفره المدن من تطور مستمر، لتحقق بذلك أماكن أكثر أمانًا وملاءمة للعيش. وتتماشى ابتكارات المدن الذكية مع الاستثمارات الموجهة نحو تحسين السلامة العامة والنقل وكفاءة الطاقة وتحسين الانتاجية. حيث أصبحت التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي هي الوسيلة المثلى في التحكم في حركة المرور واضحة بالفعل. في مدينة نيودلهي بالهند، وهي من أكثر المدن ازدحامًا في العالم، يتم استخدام نظام إدارة النقل الذكي (ITMS) لاتخاذ قرارات ديناميكية في الوقت الفعلي بشأن تدفقات حركة المرور.

الصناعات الذكية:

عند الحديث عن الصناعات وتطورها لا بد من التركيز على الأمور التي تعتمد عليها هذه الصناعات المتطورة، حيث تعتمد الصناعات من التصنيع إلى التعدين على التحول الرقمي لتصبح أكثر كفاءة وتقليل الخطأ البشري. ومن تحليلات البيانات في الوقت الفعلي إلى مستشعرات سلسلة التوريد، تساعد الأجهزة الذكية في منع الأخطاء المكلفة في الصناعة. في الواقع، تقدر شركة (Gartner) كذلك أنّ أكثر من 80% من مشاريع إنترنت الأشياء للمؤسسات ستدمج الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2022.

فبذلك أصبح دمج الذكاء الاصطناعي في إنترنت الأشياء أكثر اتساعاً؛ حيث يستمر في رفع حدود معالجة البيانات والتعلم الذكي وتقنيات التعلم الآلي. حيث سيطبق ذات الأمر كما حدث سابقاً مثل أي شركة تجاهلت الإنترنت بسعادة في مطلع القرن، فإن الشركات التي ترفض إنترنت الأشياء تخاطر بالتخلي عن الركب.


شارك المقالة: