هل سمعت عن تقنية الواقع المعزّز مسبقاً؟ وهل اختلطت عليك الأمور وظننت أن الواقع المعزّز هو الواقع الافتراضي نفسه؟ ربما كان ذلك من أكثر الأخطاء الشائعة وخاصة في العالم العربي حيث لا يتوفر لدينا في الواقع الحالي الكثير من الأمثلة الواقعية لتطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز بين أيدينا.
لنبدأ حديثنا باللعبة التي انتشرت بشكل جنوني قبل سنوات وهي لعبة بوكيمون جو(Pokémon GO) والتي حققت أرباح خيالية خلال أول أسبوع لها، إن هذه اللعبة هي خير مثال نفتتح به مقال يتحدث عن الواقع المعزّز فهي تجسيد له والآن سنتعرف عليه عن عن قرب.
ما هو الواقع المعزّز؟
الواقع المعزّز: هو نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدف إلى نسخ البيئة الحقيقية في الحاسوب وتعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءً منها. وبعبارة أخرى؛ فإن نظام الواقع المعزز يولد عرضاً مرّكباً للمستخدم بحيث يمزج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم والمشهد الظاهري التي تم إنشاؤه ولكن باستخدام الحاسوب والذي يعزّز المشهد الحقيقي بمعلومات أخرى إضافية.
الواقع المعزّز هو التكنولوجيا التي تهدف إلى توسيع العالم المادي الذي نعيش فيه بحيث تُضيف إليه عناصر أخرى رقمية قد تكون صوراً أو كتابات أو فيديوهات أو مجسمات ثلاثية الأبعاد، وهي على عكس الواقع الافتراضي تعتمد بشكل أساسي على البيئة الحقيقية فهي كما سنرى في بعض أدواتها تستخدم كاميرا الموبايل لتضيف عناصر إلى صورة الواقع المحيط به، بينما تبني تقنية الواقع الافتراضي بيئة رقمية متكاملة بحيث لا تحتوي على أي دمج مع العالم الحقيقي المحيط بالمستخدم.
كيف تعمل تقنية الواقع المعزّز؟
في البداية فإن تقنية الواقع المعزّز تقوم بإظهار العناصر الرقمية في العالم الحقيقي وتتيح إمكانية التفاعل معها باستخدام الهاتف او النظارة الخاصة بها؛ فهي ترتبط بمفهوم التفاعل في الزمن الحقيقي وكأنك ترى فيديو ولكن مع إمكانية تغيير الأحداث، وتُظهر العناصر الرقمية كالمجسمات مثلا بالاعتماد على عناصر حقيقية بعدة طرق:
- اعتمادًا على صورة ثابتة (بوجود علامة).
- بدون علامة.
- الإسقاط.
- التراكب.
اعتماداً على صورة ثابتة وتقسم إلى قسمين:
أولاً: بوجود علامة:
يسمى هذا النوع (Marker-based) (AR) حيث يعتمد بشكل أساسي على التعرف على صورة ثابتة موجودة أمام الكاميرا، وقد تكون هذه الصورة أي شيء يخطر في بالك صورة شخص، صورة شيء، رمز (QR) أو غير ذلك. يقوم الجهاز بتحديد إحداثيات هذه الصورة واتجاهها ثم يقوم بإظهار العناصر ثلاثية الأبعاد بالاعتماد عليها.
ثانياً: بدون علامة:
ويسمى (Markerless AR)، وهو نظام واقع معزّز يعتمد على الموقع أو الموضع، أي قد يعتمد على مكانك الجغرافي (GPS) وهذا النوع الذي اعتمدت عليه لعبة بوكيمون جو، حيث يستخدم الخريطة والبوصلة والجيروسكوب وكذلك مقياس التسارع لهدف تقديم بيانات معتمدة على موقع المستخدم إظهار بوكيمون.
الاسقاط:
إسقاط الضوء أو الصور على سطح مادي والسماح بالتفاعل معها، مثل لوحة المفاتيح الضوئية، حيث يتم إسقاط الضوء المناسب للتجربة ويتم تحسس التفاعل البشري معه عن طريق المقارنة بين الإسقاط الأصلي والشكل الذي نتج عن لمس المستخدم لمكان الإسقاط.
التراكب:
يعتمد مفهوم الواقع المعزّز المعتمد على التراكب بإجراء عملية استبدال كلي أو جزئي لعنصر موجود مسبقاً أمام الكاميرا، وأبرز مثال على هذه الطريقة هي تطبيق (IKEA) الذي يسمح باستبدال الكتالوج الخاص به بقطع أثاث منزلي افتراضية.
ما هي أجهزة الواقع المعزز؟
- الهاتف المحمول: وهو الأكثر استخداماً.
- نظارات الواقع المعزز: والتي يمكنها إظهار الإشعارات من الهاتف ودعم العمل المشترك بسهولة.
- عدسات لاصقة تدعم الواقع المعزز: تقنية متطورة لتسهيل رؤية الواقع المعزّز.
- أدوات خاصة تم تصميمها لهدف دعم الواقع المعزز: مثل الشاشات الأمامية التي تقوم بالسماح بالتفاعل أمامها.
- عرض مخصص للعين: ويتم ذلك عن طريق إسقاط ضوء ليزري على شبكية العين مباشرةَ؛ بحيث يكون ضوء ليزر خاص.
أدوات تطوير تطبيقات الواقع المعزّز
يوجد من المكتبات عدد كبير لتطوير محتوى تطبيقات الواقع المعزّز ونقوم بذكر منها مايلي :
مكتبة (ARKit): تدعم تطبيقات (iOS).
مكتبة (ARCore): لشركة جوجل، تدعم (Android) و(iOS).
مكتبة (Vuforia): تدعم العديد من البرمجيات وهذه البرمجيات تدعم (Android) و(iOS).
بعض استخدامات الواقع المعزز:
- التعليم: تقديم نماذج تفاعلية لأغراض تعليمية.
- الطب: المساعدة في التشخيص، والمراقبة والتدريب.
- الأثاث المنزلي: حيث يتم استعراض الأثاث والتصميمات كيف تبدو قبل القيام بشرائها.
- الصيانة: تقوم بتوفير الدعم البصري بهدف المساعدة في الصيانة وذلك عن طريق مساعدة مختص عن بعد.
- البناء: عرض الأبنية والتحكم بتصميمها قبل وأثناء التنفيذ.
- السياحة: استعراض معلومات عن المناطق السياحية والقطع الأثرية.
- التسلية: كما هو الحال في لعبة بوكيمون جو (Pokémon GO).