ما هو الوعي الذاتي في أنظمة الذكاء الاصطناعي Self-aware؟

اقرأ في هذا المقال


قد يكون الذكاء الاصطناعي واحد من أكثر الابتكارات البشرية تفرّعاً ومن أكثرها إثارةً للإعجاب، ومع ذلك، فإنّ البحوث الحالية حول تقنياته وآثاره الثورية على المجتمع والأعمال هي أول الغيث في ذلك، حيث أنّه من الصعب الآن الإحاطة بجميع التأثيرات المستقبلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي ومختلف أبعادها، وخلّفت التحوّلات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي والجدل المستمر حول أخطاره على الوظائف والعلاقات الإنسانية انطباعًا أن هذه التقنية قد بلغت أوجهاً، وفي الواقع لا يزال هناك طريقٌ طويل أمام أبحاث الذكاء الاصطناعي.

ما هو الوعي الذاتي (Self-aware) في الذكاء الاصطناعي؟

هذه هي المرحلة المهمة في تطوّر أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهو الوعي الذاتي (Self-aware) كأحد أنواع الذكاء الاصطناعي، هذه الخطوة تعتمد في تطور الذكاء الاصطناعي في بناء أنظمة تستطيع تشكيل تصورات عن نفسها، وحتى الآن لم تتجاوز حدود الافتراضات في هذا النوع، ويُعني به الذكاء الاصطناعي الواعي ذاتياً بلوغه حداً قريب للغاية من العقل البشري لدرجة تسمح له بإدراك وجوده وتطوير واعي ذاتي.

ويُعد هذا النوع هو الغاية المنشودة لجميع أبحاث الذكاء الاصطناعي، حيث سوف يتمكّن باحثوا الذكاء الاصطناعي فهم الوعي، وبناء آلات تمتلكه، وإن كان لا يزال بحاجة إلى عقود وربما قرون قبل أن يتحقق فعلاً، ولن يكون الذكاء الاصطناعي ذو الوعي الذاتي قادرًا على فهم العواطف وتحفيزها لدى من يتفاعل معهم فقط، بل سيكون له كذلك عواطفه واحتياجاته ومعتقداته وربما رغباته الخاصة، وهذا يعد بشكل ما امتدادًا لـنظرية العقل المنسوبة للنوع الثالث للذكاء الاصطناعي نظرية العقل (Theory of Mind)، فالوعي يسمّى أيضًا وعي بالذات لسبب ما.

فلنفترض أثناء قيادتك للسيارة في الطريق العام، وأن شخص ما يقوم بالتزمير خلفنا في حركة مرور السيارات سيبدو لك أنه غاضب أو غير صبور، لأن هذا ما نشعر به عندما نزمّر تجاه الآخرين، فبدون نظرية العقل، لا نستطيع الحصول على تلك الأنواع من الاستنتاجات، فمن خلال وعي هذه الأنظمة والآلات بذواتها قد تصل لفكرة المحافظة على وجودها، التي قد تعني تهديد مباشر أو غير مباشر للبشر، وسيكون من السهل عليها التفوق على العقول البشرية ووضع مخططات تفصيلية تستهدف الإنسانية.

وعلى الرغم من أن تطوير الوعي الذاتي للذكاء الاصطناعي ربما يُعزز التقدم الحضاري البشري، إلا أنه قد يقود إلى كارثة تقوض وجود الجنس البشري ذاته، وبينما نحن ربما نكون بعيدين عن صنع وتطوير آلات تكون واعية بذاتها، يجب أن نركز جهودنا نحو فهم الذاكرة، التعلم والقدرة على اتخاذ قرارات مبنية على خبرات سابقة، تلك خطوة هامة لفهم الذكاء البشري كما هو، وذلك أمر في غاية الأهمية إذا أردنا تصميم أو تطوير آلات تكون أكثر من استثنائية في تحديد ما يرونه أمامهم.


شارك المقالة: