ما المقصود بإمكانية التكيف في علم البيانات

اقرأ في هذا المقال


مع استمرار نمو بصمة البيانات تكافح الشركات لإدارة بيتابايت من البيانات وغالبًا ما تتكون من مليارات ومليارات الملفات وللإدارة على هذا النطاق هناك حاجة إلى أتمتة ذكية تتعلم وتتكيف مع بيئتك، كما يجب أن تتم إدارة البيانات بشكل مستمر في الخلفية ولا تتداخل مع الاستخدام النشط للتخزين أو الشبكة من قبل المستخدمين والتطبيقات، وهذا لأنّ إدارة البيانات هي وظيفة مستمرة.

إمكانية التكيف في علم البيانات وخصائصها

للقيام بإدارة البيانات هناك حاجة إلى حل تكيفي وهو حل يعرف متى يكون نظام الملفات والشبكة قيد الاستخدام النشط ثم يسرع النسخ الاحتياطي عند توفر الموارد، كما يتعلم نظام إدارة البيانات التكيفي من أنماط الاستخدام الخاصة بك ويتكيف مع البيئة، وتتخذ مناهج تكيف البيانات التقليدية موقفًا دفاعيًا مع التركيز على تقليل المخاطر وتحقيق الامتثال التنظيمي.

وعلى الرغم من أهمية الاعتبارات فإنّ هذا النهج التفاعلي يتضمن عادةً ضوابط صارمة، بحيث يمكن أن تميل إلى وضع عقبات بدلاً من تعزيز النمو ومن ناحية أخرى تشجع عملية التحكم بالبيانات التكيفية على المرونة باعتبارها خاصية رئيسية، وبموجب هذا النموذج تستخدم المؤسسات استراتيجيات متعددة لإدارة البيانات لمعالجة مواقف الأعمال المتغيرة، تشمل الاستراتيجيات الاستباقية الامتثال ولكنها تتجاوز القيود لتعزيز قيمة الأعمال.

نظرًا لأن النهج التقليدي لإدارة البيانات يؤكد على الامتثال التنظيمي فإنّه يقلل من أهمية دعم الابتكار واتخاذ القرارات السريعة ويعني نهج مقاس واحد يناسب الجميع، أنّه لا يمكن للمنظمات الاستجابة بسرعة للتغييرات مثل: اضطراب السوق أو اندماج الأعمال.

تنظر عملية التكيف البيانات التقليدية إلى البيانات على أنّها مخاطرة وبالتالي غالبًا ما تفشل الشركات التي تستخدم النموذج التقليدي في فهم وتوضيح حقوق اتخاذ القرار بشكل كامل، أي أنهم قد لا يفهمون بوضوح قرارات العمل التي يجب اتخاذها ومن يملك تلك القرارات وما هي إمكانية الوصول إلى البيانات التي يحتاجون إليها لاتخاذها.

استراتيجيات إمكانية التكيف لإدارة البيانات

قد تتضمن عملية التحكم بالبيانات التكيفية استخدام استراتيجيات متعددة لإدارة البيانات بشكل منسق لتلبية الاحتياجات المختلفة في الأعمال الرقمية، حيث يتيح ذلك للمؤسسة التكيف بسرعة ووضع البيانات عالية الجودة في الوقت المناسب في أيدي صانعي القرار المناسبين.

ويعني استخدام الإدارة التكيفية أو نهج متعدد الأنماط أنّه يمكن لقادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات استخدام واحد أو مجموعة من أربعة أنماط إدارة؛ لتلبية متطلبات حالات الاستخدام الحالية فضلاً عن المتطلبات الناشئة للأعمال الرقمية.

1- القيادة والسيطرة

  • تركز هذه الإستراتيجية على اتخاذ القرارات بناءً على اللوائح والسياسات والمعايير وتتضمن هذه الإستراتيجية أقل تعقيد وتستخدمها الشركات عمومًا للامتثال التنظيمي.
  • عند اتخاذ القرارات وفقًا للقواعد والسياسات والمعايير والتوجيهات يتم اعتماد إدارة البيانات الرئيسية (MDM) أو الامتثال لمتطلبات مثل القانون العام لحماية البيانات (GDPR).

ملاحظة:“MDM” هي اختصار لـ “Main data management”.

ملاحظة:“GDPR” هي اختصار لـ “General Data Protection Regulation”.

2- النتائج

  • هي الإستراتيجية التي تركز على النتائج توازن المخاطر مع العائد على الاستثمار أثناء العمل ضمن إرشادات الشركة، ونهج النتائج يفسح المجال لتحليلات سلسلة التوريد وتجربة العملاء متعددة القنوات.

3- سهولة التطبيق

  • تركز إستراتيجية خفة الحركة على تمكين صانعي القرار من اتخاذ قرارات مستنيرة من شأنها أن تخلق قيمة للأعمال.
  • يأخذ هذا في الاعتبار طريقة تفكير الأفراد وعملهم بدلاً من الاعتماد على قواعد صارمة.
  • ويضع البيانات في أيدي أولئك الذين يحتاجونها من خلال أنشطة مثل تحليلات الخدمة الذاتية.
  • عند تمكين الأدوار والفرق مع السلطة لاتخاذ القرارات الموزعة أو المفوضة التي تخلق قيمة لأصحاب المصلحة.

4- الاستراجيات مستقلة

  • تسهل الاستراتيجيات المستقلة اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي بناءً على الخوارزميات والمنطق.
  • يحدد البشر النماذج ولكن في كثير من الحالات تنفذ الآلات القرارات، وعلى سبيل المثال تستخدم شركات بطاقات الائتمان خوارزميات الذكاء الاصطناعي للكشف عن الاحتيال وهذا يسمح لهم بالتفاعل بشكل فوري تقريبًا في بعض الحالات.
  • عندما يتم اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي من قبل الأشخاص والأشياء، على سبيل المثال تستخدم التحليلات الوصفية بيانات في الوقت الفعلي لاتخاذ قرارات الإدارة بناءً على الخوارزميات الاقتصادية.

فوائد إدارة التكيف في علم البيانات

توفر إدارة البيانات التكيفية العديد من الفوائد الرئيسية للمؤسسة، حيث يدعم اتخاذ القرار السريع ومن خلال وضع الطابع الديمقراطي على البيانات بشكل مسؤول، فإنّها تزود صانعي القرار ببيانات الجودة التي يحتاجون إليها لاتخاذ القرارات في الوقت المناسب التي تدفع النمو، وعند القيام بذلك فإنّه يبني قيمة البيانات.

بالإضافة إلى ذلك تسمح إدارة البيانات التكيفية للشركات بالاستجابة بسرعة للتغيرات في بيئة الأعمال واضطرابات السوق واللوائح، ومن خلال مطابقة استراتيجيات الإدارة مع الموقف يمكن للشركات اتباع نهج استباقي بدلاً من الوقوع في ظاهرة الروتين خلال معالجة البيانات وتحليلها.

ميزة الانتقال إلى إدارة بيانات أكثر مرونة وتكيفًا

يتطلب التحول إلى إدارة البيانات التكيفية من نهج تقليدي يؤكد الامتثال والرقابة وقتًا وتخطيطًا دقيقًا، بحيث يتعين على الشركات أن تبدأ بفهم قرارات العمل التي يجب اتخاذها، ومن يتخذها وما هي البيانات التي تُعلم تلك القرارات وكيفية وصول أصحاب المصلحة إلى تلك البيانات.

بعد ذلك تحتاج الشركات إلى تقييم نموذج حقوق القرار الحالي مقابل احتياجات العمل، حيث من المحتمل أن تكشف هذه العملية عن التغييرات الضرورية في العمليات التجارية والأدوار وإدارة البيانات، ومع اكتساب المؤسسات فهمًا أفضل لكيفية استخدام أصحاب المصلحة للبيانات يمكنهم تحديد استراتيجيات إدارة البيانات المناسبة لتوظيفها، وسيساعد خبراء إدارة البيانات في تنفيذ أفضل ممارسات إدارة البيانات التي ستنقل عملية صنع القرار والابتكار إلى المستوى التالي.

استراتيجيات جمع البيانات التكيفية

  • اختيار الموقع التكيفي، بحيث يشير اختيار الموقع التكيفي إلى برامج جمع البيانات، وكما يتم اتخاذ قرارات أخذ العينات في الميدان استجابةً لنتائج جمع البيانات في الوقت الفعلي.
  • اختيار التحليلات التكيفية، ويشير اختيار التحليلات التكيفية إلى برامج جمع البيانات، حيث يتم اتخاذ قرارات تحليل العينة في الميدان استجابةً لنتائج القياس في الوقت الفعلي.

خطوات إدارة البيانات التكيفية

  • حدد مجموعة واضحة من مبادئ حوكمة البيانات التكيفية، وعلى سبيل المثال التعامل مع أصول المعلومات وفقًا لقيمتها وحساسيتها من خلال الشراكة مع أصحاب المصلحة التجاريين وقادة المؤسسات.
  • إنشاء حقوق اتخاذ قرارات المساءلة عبر المجالات التنظيمية، مثل: العمليات التجارية وفرق البيانات والتكنولوجيا ومراكز التحليلات المتميزة وتعيين دورها في تحقيق نتائج أعمال محددة.
  • العمل على تطبيق أسلوب الإدارة التكيفية الصحيحة على سيناريو عملك، بحيث يتم استخدام المستويات الصحيحة من أدوات الرقابة والإشراف على الإدارة لتحقيق نتائج أعمالك.
  • استدامة الإدارة التكيفية من خلال تأسيس نموذج تشغيل الإدارة الخاص بك عليها، والتأكد من فهم تأثير قرارات إدارة البيانات والتحليلات عبر المؤسسة.

تعتمد بيئة الأعمال الرقمية اليوم بشكل كبير على البيانات لتوجيه القرارات وتحديد اتجاه الأعمال، حيث بدأت المنظمات في تنفيذ تكيف البيانات ولا سيما استجابة للمتطلبات التنظيمية، لكنّ الشركات الناجحة تدرك الحاجة إلى التحكم بالبيانات التكيفية لتعزيز اتخاذ قرارات أكثر كفاءة مع تعزيز قيمة البيانات.


شارك المقالة: