هل إنترنت الأشياء ضرورة أم كمالية؟

اقرأ في هذا المقال


أصبحت تقنية إنترنت الأشياء (Internet of Things) أو ما يشار لها اختصارًا بـ(IoT) من التقنيات التي تتردد كثيراً على مسامعنا، وهي من أمور التي أعطتها أشهر الشركات وأكبرها مساحة مهمة وذلك لأهميتها وقائدتعا في الوقت الحالي في مختلف القطاعات، ولما لها من مستقبل باهر، ومن الشكل الرئيسي للمُصطلح يمكن استنباط المعنى أو دلالته، فهو يُشير إلى الأجهزة القادرة على الاتصال بالإنترنت، أو بمعنى أدق الأجهزة المُتصلة بشبكة الإنترنت والتي تجمع وتشارك البيانات عبر الشبكة.

هل إنترنت الأشياء ضرورة أم كمالية؟

حينما نتحدث عن العديد من التقنيات في بداياتها خلال الفترات الزمنية الماضية كان ينظر إليها الكثير من الناس بمختلف الفئات العمرية على أنّها مجرد كماليات كا هو الحال مع الشبكات الاجتماعية في بداياتها أو الهواتف الذكية والحواسب اللوحية على سبيل المثال لا الحصر، لذا فالنظر إلى أجهزة إنترنت الأشياء أو ضرورة شراء جهاز قادر على الاتصال بالإنترنت على أنها مُجرّد كمالية أمر مفهوم جدًا ومُبرر، لكن ومع مرور السنوات ستتحوّل هذه الأجهزة إلى ضرورات بكل تأكيد.
حيث أن أحد من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور إنترنت الأشياء هو تطور الذكاء الاصطناعي الذي ساعد في ظهور الكثير من التقنيات المهمة، حيث أنّ تقنيات إنترنت الأشياء باختلافها قد تكون قابلة للارتداء وقد تكون أجهزة يمكن حملها حيث يمكن أن تكوّن عالماً متكاملاً متصلاً من خلال تحويل الأجسام المادية المحيطة إلى نظام بيئي للمعلومات، فهو يعمل على حدوث التغيير السريع والتطور الكبير في حياة البشرية.

بالتأكيد هذا التقدم والبحث عن تقنيات متقدمة حديثة لم يأتي من فراغ أبدًا، بل سوف تساعد المهام التي تقدمها تقنيات إنترنت الأشياء على دعم حياة البشر وتحسينها وتطويرها، وبالتالي القضاء على بعض المشاكل التي نُعاني منها. فمثلًا ذكرت شركة غارتنر في تقرير لها أن استخدام منزل ذكي مُتصل بالإنترنت سيساعد سنويًا في توفير 15% في صناعة المأكولات والمشروبات.
فمن خلال وجود نظام آني يُتابع حالة برّادات المنازل أو المطاعم يمكن طلب النواقص عند احتياجها فقط، وبالتالي لن يشتري المستخدم أشياء لا يرغب بها قد تتلف بعد فترة وتُرمى دون أية فائدة منها .

السيارات المُتصلة بالإنترنت كذلك من الأشياء التي قد تساهم كثيراً في تطوير حياة الإنسان، فمثلًا لو كان المستخدم مُتجها باستخدام سيّارته الخاصة إلى اجتماع مُعيّن فسوف تقوم السيارة بشكل آلي بمعرفة أفضل الطُرقات لاختيارها أو إرشاد المستخدم إليها، لكن وفي حالة وجود حالة اختناق مروري، يمكن للسيارة وبشكل آلي إخبار جميع المدعوين إلى الاجتماع وإرسال رسالة لهم عن تأخير طفيف حسب المدّة اللازمة للوصول، مع وجود السيارات الذكية التي سوف تكون في مقدمة تلك القائمة، حيث تم تجهيز هذه السيارات لإمكانية الاتصال بالإنترنت، مع إمكانها أن تشارك هذا الاتصال مع الآخرين ومستخدمي السيارات، تماماً مثل الاتصال بشبكة لاسلكية في المنزل أو المكتب.

وقد أعلنت مؤخراً بعض شركات السيارات وأبرزهم شركة فورد عن دمج تقنية (C-V2X) الخاصة بشركة كوالكوم في سياراتهم بحلول عام 2022، وهناك المزيد من المركبات التي تأتي مجهزة بهذه الوظيفة، لذا كن مستعداً لرؤية المزيد من التطبيقات المدرجة في السيارات في المستقبل، ماذا عن مُحضّرات القهوة المربوطة بالإنترنت والتي ستعمل عندما يضغط المستخدم على زر إيقاف المُنبّه في الصباح؟ أو ماذا عن الطابعات التي يُمكنها طلب أوراق عندما تنخفض الكمية الموجودة بداخلها؟

كل ما سبق ما هي إلّا أمثلة بسيطة لبعض التطبيقات التي يمكن أن نستفيد منها كمستخدمين لهذا النوع من الأجهزة، فالحصول على قيمة مُضافة في الحياة جراء استخدام التقنية أمر رائع جدًا، ويخدم جميع الأطراف دون استثناء، وطبعًا هذه القيمة وجدتها شركات كبيرة مثل جوجل التي استحوذت على شركة نِست المُتخصصة في مجال المنازل الذكية مُقابل 3.2 مليارات دولار أميركي. هذا رقم كبير جدًا دفعته جوجل عام 2014، لكنها كانت ترصد الأهمية المُتزايدة لهذا النوع من الأجهزة المُتصلة بالإنترنت، وهو ما قامت به شركة سامسونغ أيضًا بعد الاستحواذ على شركة سمارت ثينغز مُقابل مئتي مليون دولار عام 2014 كذلك .

بالتأكيد لم يكن لهذه الشركات باختلافها التوجه إلى تطبيق إنترنت الأشياء لمجرد أنّها تقنية جديدة اشتهرت كثيراً فحسب، بل لأجل الأرقام الكبيرة المتوقعة حسب مختلف الدراسات، فكثير من المؤسسات والشركات في مختلف القطاعات توقعت وصول الأجهزة المرتبطة بالإنترنت إلى خمسين مليار جهاز من بينها 6.1 مليارات هاتف ذكي مع حلول 2021، كما سيؤثر إنترنت الأشياء على الاقتصاد بمبالغ قد تصل إلى 11 تريليون دولار مع حلول عام 2025.


شارك المقالة: