اقرأ في هذا المقال
هل تعتبر النظارات الذكية الثورة التقنية القادمة؟
يأمل المدافعون عن إمكانية استبدال الهاتف والحاسب بالنظارة الذكية يوماً ما، لكننا على الأرجح لا نزال على بعد سنوات قبل أن يصبح المنتج مناسباً للمستهلكين، إذ إن معظم النظارات الذكية كبيرة ومكلفة وغريبة المظهر بحيث إنها لا تنفع للاستخدام اليومي، لكن هذا لم يمنع شركات التكنولوجيا من المحاولة.
وقد تبدو في الوقت الحالي فكرة عدم امتلاك هاتف وكأنها فكرة غريبة تماماً، لكن هناك بعض التقنيات الناشئة قد تقنعك بأننا على بعد بضع سنوات فقط من نهاية الهاتف الذكي، ليس بشكل كامل تماماً، لكن التكنولوجيا التي قد تنهي الحاجة إلى الهاتف الذكي أصبحت موجودة بالفعل، وتعمل الشركات على تطويرها.
لتبسيط الأمور ينبغي العودة بالزمن قليلاً، إذ عندما صعد ستيف جوبز في عام 2007 على خشبة المسرح للإعلان لأول مرة عن أول هاتف آيفون كان الأمر أشبه بالجنون، لكن جهاز آيفون غيّر صناعة الهواتف خلال القعد التالي، وغير معها الاتجاه السائد في ذلك الوقت، إذ كان المستخدم يحتاج هاتفاً قادراً على إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية وتغيير نغمات الرنين المجسمة فقط.
وهكذا بدأ التحول التدريجي وانطلقت موجة اعتماد الهاتف الذكي بدلاً من الهاتف العادي، وخلال بضع سنوات تغير كل شيء كنا نعرفه عن الهواتف سابقاً، بما في ذلك الاتصال بالإنترنت والتواصل الاجتماعي، وأصبحت شاشات الهاتف أكبر وأكبر، حتى وصلنا إلى مرحلة ظهور شاشات تتضمن ثقوب ونتوءات لإضافة المكونات الأساسية في سبيل تقليل سماكة الحواف وزيادة حجم الشاشة إلى الحد الأكبر.
وتبعاً لذلك، فقد أصبحت الطريقة الوحيدة المعقولة للخروج من الوضع الحالي هي وجود شاشة خارجية، بحيث لا يكون هناك عائق مادي يحصر الحدود البصرية للمنصة المستخدمة، وهنا يأتي دور جعل الشاشة أقرب إلى عينيك، وهو الأمر الذي توفره النظارات الذكية.
وبالرغم من أنها لا تزال حتى الآن أقرب إلى نماذج مبكرة من كونها منتجات نهائية للمستهلكين، لكنها أثبتت في الوقت نفسه أنها مفيدة، وخاصةً في مجال الأعمال بالمقارنة مع جانب المستهلك العادي، مع التذكير أن أول هاتف ذكي لم يتم اعتماده في البداية على نطاق واسع أيضاً.
وأصبحت التكنولوجيا التي تتيح للمستخدم إمكانية الاستماع إلى الموسيقى أثناء سماع العالم بوضوح من حوله موجودة، كما أن هناك نظارات تسمح للمستخدم بالتحكم فيها باستخدام العقل فقط، وهي ليست بعيدة جداً عن أن تكون منتجاً متاحاً تجارياً، وبالتالي فإن فكرة التحكم في جهاز إلكتروني يشغل التطبيقات ويجري المكالمات باستخدام الأوامر العقلية فقط ليست ضرباً من الجنون.
وبالرغم من أن الخطوة التالية في التطور التكنولوجي قد تبدو أقرب للخيال العلمي، لكنها قد تصبح حقيقية وليست بعيدة المنال، بحيث يمكنك التفكير فيما تريد أن يحدث لتشاهد حدوث ما فكرت فيه، كما يقودنا الاستثمار الهائل للعالم الرقمي في النظارات الذكية إلى التفكير في ذلك، حيث يدرك الجميع أن هيمنة الهاتف الذكي تقترب من نهايتها.
ما دور شركات التكنولوجيا الكبرى في هذه النقلة؟
في ظل وجود شائعات بأن أبل تطور نظاراتها الذكية للواقع المعزز والتي يمكن أن تطرحها في عام 2022، فإن فيسبوك تبيع حالياً منتجات الواقع الافتراضي التي تنقلك من العالم الحقيقي إلى العالم الرقمي كما أنها مهتمة كذلك بتطوير نظارات واقع معزز بين عامي 2023 و 2025، والفيسبوك تصمم هذه النظارات لتلقي المكالمات والسماح للمستخدمين ببث الفيديو إلى أشخاص آخرين.
كما أنّ مايكروسوفت قامت بتقديم براءات اختراع لتسجيل تطبيقات ويندوز قابلة للتحكم بها من خلال العقل كما أنها تعمل على منتجات الواقع المعزز المتقدمة مثل نظارة (HoloLens) للواقع المختلط، فيما تتيح نظارات (Spectacles 3) من شركة سناب للمستخدمين التقاط صور ومقاطع فيديو حول العالم ثم إضافة تأثيرات الواقع المعزز لتلك المقاطع وذلك داخل تطبيق سناب شات.
وبالرغم من أن للمستخدم لا يمكنه في الوقت الحالي رؤية أي معلومات من خلال نظّارة سناب نفسها لكن يقال إن الشركة تعمل على إضافة الواقع المعزز إلى الإطارات، وتوضح المعلومات أن نظارة سناب تُطور الجيل الرابع من نظارات (Spectacles) مع عدسات ذكية قادرة على إظهار تأثيرات الواقع المعزز.
وابتعدت أمازون عن الحديث كثيراً عن نظاراتها للواقع المعزز، حيث تعد إطارات (Echo) مجرد نظارات عادية، لكن مع مكبر صوتي ومساعد الشركة الصوتي أليكسا المدمج ضمنها، والذي يخبرك بحالة الطقس أو يجري مكالمات هاتفية، ويمكن للشركة تحسين هذه النظارات من خلال إضافة الواقع المعزز، لكنها تحتاج إلى إضافة شاشات تساعد في عرض تلك المعلومات.
ولا تزال جوجل تبيع نظارة (Google Glass) التي تعرض المعلومات، لكنها ركزت على استخدامها ضمن قطاع الأعمال، كما تدعم منصة أندرويد تطبيقات الواقع المعزز، وتحتوي خرائط جوجل على ميزات ستكون أكثر فائدة على النظارات، حيث تعمل ميزة الواقع المعزز على تركيب المعلومات مع العالم الحقيقي، بما في ذلك اتجاهات المشي.