يًعرّف إنترنت الأشياء (Internet of thing) بأنّه مفهوم تقني، يُعبّر عن فكرة اتصال مختلف الأجهزة الإلكترونية بشبكة الإنترنت وبالتالي يتمكن كل جهاز من التعريف بنفسه والترابط بباقي الأجهزة الأخرى ببعض، ويشار له اختصاراً (IoT)، وهي شبكة افتراضية تجمع بين مختلف الأشياء التي تقسّم ضمن الإلكترونيات، البرمجيات، أجهزة الاستشعار، المحرّكات بحيث يكون الاتصال بينها عن طريق الإنترنت، الأمر الذي يجعل لهذه الأشياء إمكانية بالارتباط بينها ليتم تبادل البيانات.
تقوم تقنية إنترنت الأشياء على مبدأ جعل كل ما قد يحيط بنا متصل ومترابط معاً باستخدام الإنترنت، بهدف العمل بشكل ذكي على خدمة المستخدمين وتسهيلاً لحياتهم، وحين نتحدث عن تقنية إنترنت الأشياء سوف تأخذ المنازل الذكية أغلبية الاهتمام لأغلبية الناس، وذلك لمختلف الأسباب منها تنوع تطبيقاتها، التي تشمل تقنيات مستخدمة للأقفال الذكية، والروبوتات المنزلية والثلاجات الذكية.
هل تقنية إنترنت الأشياء ستتحكم بنا؟
بالرغم من مميزات هذه التقنية لكن هناك مخاوف كبيرة قد تنتج عنها، من مخاوف حدوث اختراقات لخصوصية المستخدم، حيث أنها تشمل جميع تفاصيل حياة المستخدمين من بياناتهم التي يتم جمعها، خاصة في حال تمكّن المخترقين من اختراق شبكات المنازل الذكية، الأمر الذي دفع إلى تسويقها بشكل آخر حيث أصبحت توصف حديثاً بأنها طريقة لتحويل الإنسان إلى ما يوصف بعبودية التقنية، إلى موقع يسمح له بالتحكم بها وتسخيرها لخدمته.
ففي مراجعة تم نشرها في بريطانيا العام الماضي، حيث وضّح رئيس الوزراء أن من شأن تقنيات إنترنت الأشياء أن تجعل الإنسان أكثر إنتاجية وصحة وفعالية، وأن تساعد على توفير الراحة له والتخفيف من استهلاك الطاقة، وطبقاً للمراجعة المذكورة، فإنه من المرجح أن يؤثر إنترنت الأشياء على المجتمع بشكل يفوق تأثير الثورة الرقمية، الأمر الذي يثير حوله الكثير من التساؤلات حول طبيعة تلك التأثيرات وانعكاساتها سلباً أو إيجاباً على الإنسان والمجتمعات.
1- التحذيرات والمخاوف:
صحة المرضى وكبار السن تُعد من المميزات الأساسية التي تهتم بتحقيقها هذه التقنية، فهي تمكّن المريض من البقاء في منزله، حيث يتم مراقبته صحياً عن بعد، فبذلك يمكن الاستغناء عن بقائهم في المستشفى لفترات طويلة، هذه الفرصة تبدو حقيقية بشكل خاص عندما تواجه تحديات الأمراض المزمنة وشيخوخة الكبار، فبمقدور هذه التقنيات التقاط الإشارات الحيوية للمريض، مثل معدل النبض والتعرق ونسبة الأكسجين في الدم، وإرسالها إلى المشفى ممّا يساهم بتخفيض تكاليف الرعاية الصحية بمقدار كبير.
وفي تقارير تم نشرها حديثاً، أشارت إلى وجود ما يقارب 25 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ولهذا وجب التحذير من عقبات ذلك على الأمن والخصوصية، وفي تأكيد منها لمخاطر هذا الأمر، حذرت شركة (HP) الأميركية من 250 ثغرة أمنية مرتبطة بتقنيات إنترنت الأشياء، في حين نبهت إلى أن إنترنت الأشياء قد توفر بنية تحتية مثالية لمراقبة الإنسان، ومن الضروري الانتباه والحذر من المخاطر الأمنية التي قد تنجم عن هذه التقنيات المتقدمة وفقاً لأستاذ الاقتصاد الرقمي بجامعة نوتنغهام، ديريك ماكاولي، الذي نبه من أشياء، على غرار قدرة اللصوص اختراق شبكات المنازل الذكية لمعرفة أوقات نوم قاطنيها لسرقتهم، أو تمكن المخترق من إيقاف نظام التدفئة أيام الشتاء القارس؛ ممّا قد يتسبب بمخاطر على حياة كبار السن، وغير ذلك من الاحتمالات التي تجعل من عمليات الاختراق هذه وسائل لارتكاب جرائم وعمليات إرهابية.
2- ثورة المستخدمين:
لا تنحصر مخاطر اختراق شبكات تقنيات إنترنت الأشياء على خصوصية المستخدمين وسلامتهم فحسب، بل من الممكن أن يتم استغلال هذه الثغرات؛ وذلك بالتلاعب بفواتير المستخدمين الخاصة باستهلاكهم للطاقة مثلاً وذلك برفع قيمتها أو إنقاصها، فالحقيقة هنا أن جميع بيانات مستخدمي هذه التقنية في الواقع ليست ملكهم، وهنا تكمن إحدى النقاط المثيرة للقلق، فمثلاً، إن رغب المستخدم بفتح قفل باب منزله لدى وصوله، يقوم هاتفه الذكي بإرسال الأمر عبر الإنترنت إلى الخدمة السحابية المسؤولة عن قفل الباب لتقوم بدورها بفتحه، إن أي اختراق محتمل للخدمة سيؤدي إلى وقوع كوارث حقيقية.
ويعمل مؤسسي شبكات الإنترنت مع مجموعة من الباحثين على بناء نظام يمكن المستخدمين من قيامهم بالتحكم الذاتي بحركة جميع معلوماتهم وبياناتهم عبر الإنترنت، حيث توقع حصول ما وصفه بثورة المستخدمين للمطالبة باستعادة بياناتهم. ومن المنتظر أن تجد جهات تنفيذ القانون حول العالم حلولاً وضوابط فعّالة لحماية بيانات مستخدمي “إنترنت الأشياء” خاصة وأن هذه التقنيات بدأت تحظى بانتشار متصاعد خاصة بعد دخول لاعبين كبار بعالم التقنية إلى هذا المضمار، مثل جوجل وأبل.