اقرأ في هذا المقال
- ما الفرق بين الواقع المعزز والافتراضي؟
- ما هو الغرض الأساسي من النظارات الذكية؟
- كيف تقوم الهواتف الذكية بإعدادنا لعصر النظارات؟
- هل تعتبر النظارات الذكية الثورة التقنية القادمة؟
على مدار الثلاثين عاماً الماضية هيمن الابتكار التكنولوجي من خلال ظهور الحاسب المكتبي الذي غيّر مفهوم محطات العمل إلى الأبد، وبدأت ثورة الحوسبة الشخصية التي لم تقل حدَّتها، ثم ظهرت أجهزة الحاسب الأكثر قوة والتي أصبحت بحجم راحة اليد، والتي نعني بها هنا الهواتف الذكية، ثم جاءت النظارات الذكية وأصبحت كبرى الشركات التقنية تتهافت على إنتاجها والتعاوان مع مُصنعيها، فهل يمكن اعتبار النظارات الذكية هي الثورة التقنية القادمة؟.
وتعد النظارات الذكية بمثابة نظارات بقدرات حوسبية بحيث يمكن للمستخدمين ارتداؤها لتضيف معلومات إلى مرتديها، كما تعرف في بعض الأحيان بأنها نظارات قادرة على تغيير خصائصها البصرية في وقت التشغيل، حيث تعتبر هذه النظارات الشمسية الذكية مبرمجة لتغيير الصبغة بالوسائل الإلكترونية بالاعتماد على تغيُّر ظروف الإضاءة مثالاً على هذا النوع من النظارات الذكية.
كما أنَّ تركيب المعلومات يجري على أساس الرؤية من خلال شاشة عرض مثبتة على الرأس أو نظارات لاسلكية مدمجة مع شاشة عرض للرأس، وتتمتع هذه الأنظمة بالقدرة على عكس الصور الرقمية والسماح للمستخدم بالتالي بالرؤية من خلالها.
وفي حين أنَّ النظارات الذكية بنماذجها المبكرة فهي قادرة على أداء المهام الأساسية، فمن الواضح أنّ النماذج الحديثة سيكون بإمكانها تشغيل التطبيقات المحمولة المستقلة، دون الحاجة لاستخدام اليدين بل إلى الأوامر الصوتية بينما قد يستخدم البعض الآخر أزرار اللَّمس.
ومثل أجهزة الحاسب الأخرى فإنَّ هذه النظارات تجمع المعلومات من أجهزة استشعار داخلية أو خارجية، وقد تتحكَّم أو تسترجع البيانات من أدوات أو أجهزة حاسب أخرى، كما أنّها قد تدعم العديد من التقنيات اللاسلكية مثل تقنية البلوتوث والشبكة اللاسلكية ونظام تحديد المواقع (GPS).
وهناك عدد من المنتجات المهمة في هذا المجال المعروفة منها حالياً أو قيد التطوير مثل:
- (Vuzix): نظارات واقع معزّز تستخدم للألعاب الثلاثية الأبعاد والتدريب على التصنيع والتطبيقات العسكرية.
- (Beyond Glasses): شاشة يمكن توصيلها بالنظارات العادية الطبية للمستخدمين لتمكنهم من ارتدائها بكلّ سهولة وبساطة.
- (castAR): نظارة واقع معزز يمكن للمستخدمين ارتداؤها وهي مُخصصة للألعاب.
- (Epiphany Eyewear): نظارات ذكية طوَّرتها شركة (Vergence Labs)، وهي شركة تابعة لشركة سناب.
- (Epson Moverio) و (Moverio Pro): نظارات واقع معزز من شركة إبسون.
- (Everysight Raptor): نظارات ذكية لراكبي الدراجات.
- (EyeTap): كاميرا مثبتة على العين مع شاشة عرض مثبتة على الرأس.
- (North): نظارات تتيح إرسال واستقبال الرسائل ورؤية الاتجاهات خطوة بخطوة والاتصال بأوبر والتحدث إلى أليكسا.
ما الفرق بين الواقع المعزز والافتراضي؟
يضيف الواقع المُعزّز العناصر الرقمية إلى العرض المباشر في كثير من الأحيان باستخدام كاميرا الهاتف الذكي، ومن أمثلة تجارب الواقع المُعزّز عدسات سناب شات ولعبة بوكيمون جو.
بينما يوفر الواقع الافتراضي تجربة كاملة تبعد المستخدم عن العالم الحقيقي المادي، يمكن عن طريق استخدام أجهزة واقع افتراضي مثل (HTC Vive) أو (Oculus Rift) أو (Google Cardboard) نقل المستخدمين إلى العدد من البيئات الواقعية والافتراضية التخيليَّة.
ويعتمد تصور المستخدمين للواقع في الواقع الافتراضي على المعلومات الافتراضية بشكل كامل، في حين يجري من خلال الواقع المُعزّز تزويد المستخدم بمعلومات إضافية يتم إنشاؤها بواسطة الحاسب والتي تعزّز إدراكهم للواقع.
ويجري ذلك كلَّه من خلال النظارات الذكية أو الأجهزة المُثبتة على الرأس أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، وهناك اختلاف كبير بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي، بمعنى أن جزءًا من البيئة المحيطة في الواقع المُعزّز هي حقيقية مع إضافة طبقات من الكائنات غير الواقعية إلى البيئة الحقيقية، بينما البيئة المحيطة بالمستخدم في الواقع الافتراضي غير واقعية تماماً.
ما هو الغرض الأساسي من النظارات الذكية؟
الغرض الأساسي من النظارات الذكية يتمثل في وضع المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الحاسب وذلك في مجال رؤية المستخدم، ويتضمَّن هذا المحتوى الواقع المعزز والواقع المختلط والواقع الافتراضي ومقاطع فيديو 360 درجة عوضاً عن النظر إلى شاشة مستطيلة تقليدية، وسنرى كلمات وصور وكائنات وبيئات افتراضية بمجرد النظر من حولنا.
كيف تقوم الهواتف الذكية بإعدادنا لعصر النظارات؟
تحثّنا الهواتف في اتجاه الانتقال من الهواتف الذكية إلى النظارات الذكية، وهو ما قد يوضحه هاتف (iPhone X) الذي يأتي بميزتين رئيسيتين هما (Appleoji) و (Apple Clips 2.0)، والتي قد تبدو للمتعة بالنسبة للمستهلكين، لكنَّها تمثل مستقبل نظارات آبل الذكية بدرجة معينة بالنسبة للشركة المصنعة لهواتف آيفون.
وبما أنَّ الغرض من النظارات الذكية هو الجمع بين الحقيقي والظاهري، فإنَّ هذه التطبيقات تفعل هذا، حيث تأخذ ميزة (Animoji) صوت المستخدم الحقيقي وحركات الرأس وتعبيرات الوجه وتطبقها على شخصية افتراضية كرتونية، بينما يضع (Apple Clips 2.0) الشخص الحقيقي في خلفية افتراضية أو يضع شخصًا حقيقيًا معدلًا رقميًا في خلفية افتراضية.
ومن الواضح أن الواقع المعزز لشركة آبل على آيفون يُعد بمثابة مقدمة للحدث الرئيسي: الواقع المعزز على النظارات الذكية، كما تفعل جوجل شيئاً مماثلاً مع مشروع تانجو (Project Tango)، وإن كان مع جزء صغير من المُطوّرين.
هل تعتبر النظارات الذكية الثورة التقنية القادمة؟
يأمل المدافعون في أن تتمكّن النظارة الذكية من استبدال الهاتف والحاسب يوماً ما، لكنَّنا على الأرجح لا نزال على بعد سنوات قبل أن يصبح المنتج مناسباً للمستهلكين، إذ إن معظم النظارات الذكية كبيرة ومكلفة وغريبة المظهر بحيث إنها لا تنفع للاستخدام اليومي، لكن هذا لم يمنع شركات التكنولوجيا من المحاولة.
وقد تبدو في الوقت الحالي فكرة عدم امتلاك هاتف وكأنها فكرة غريبة تماماً، لكن هناك بعض التقنيات الناشئة قد تقنعك بأننا على بعد بضع سنوات فقط من نهاية الهاتف الذكي، ليس بشكل كامل تماماً، لكن التكنولوجيا التي قد تنهي الحاجة إلى الهاتف الذكي أصبحت موجودة بالفعل، وتعمل الشركات على تطويرها.
بالرغم من أن النظارات الذكية ما تزال بعيدة عن أن تكون في كل مكان مثل الهاتف الذكي ولم تتحول بعد إلى اتجاه سائد لدى المستخدمين، إلَّا أن رئيس شركة كوالكوم، كريستيانو آمون Cristiano Amon، يعتقد أنها قد لا تبعد سوى عامين، لكنها لن تحل محل هاتفك خلال السنوات القليلة القادمة، كما شدَّد على أن موجة جديدة كاملة من النظارات الذكية يمكن أن تكون في الأفق، والتي تبدو أكثر طبيعية بكثير من النظارات الذكية الحالية.
ويفترض أنّ هذه النظارات قد تلعب دوراً مهماً في طريقة التواصل والوصول إلى الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وهي أهم حالات استخدام الهواتف الذكية في أيامنا الحالية، وسوف يكون من الممكن انتشارها بشكل أكبر بفضل إطلاق شبكات الجيل الخامس 5G، والتي قد تساعد الشركات في إنشاء نظارات أقل في الحجم والأهم أخف في الوزن.
وفي غضون بضع سنوات، ستكون النظارات الذكية في مركز الإلكترونيات الاستهلاكية والتجارية بالطريقة نفسها التي أصبحت بها الهواتف الذكية في يومنا هذا، ومن الممكن أن تكون القفزة الكبيرة التالية على بعد سنوات قليلة فقط، حيث إن العديد من التطبيقات والمساعدين الصوتيين الذكيين والبرامج موجودة بالفعل، فبمجرد أن تتمكَّن هذه الشركات من أن تجعل النظارات صغيرة وعملية بما يكفي، فمن الممكن ألَّا نضطر لحمل الهواتف في كل مكان، لأن هذه النظارات سوف يكون لها القدرة على فعل كل شيء نريده.