لقد أصبَحَ علم الروبوتات أو ما يُطلق عليه باللغة الإنجليزية (Robotics) حقل دراسي يُدرَّس اليوم في الجامعات ويرتبط بالعلوم والهندسة والتكنولوجيا معاً. وذلك لأنَّه يجمع ويمزج المواد العلمية بما فيها الرياضيات، والعلوم، حيث تخصص علم الروبوتات في تصميم وبناء وإعداد وبرمجة الروبوتات، كما يستطيع الطفل أن أن يكون مبدعاً ومتميزاً منذ طفولته، من خلال اكتسابه للعديد من المهارات والتقنيات التي تعمل على تطوير ودعم مهاراتهم منذ الصغر، ولعل أهمها تعلمه البرمجة وعلوم الروبوت وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عمر الطفولة.
هل ستؤثر الروبوتات سلباً على الأطفال؟
في الحقيقة ليس الأمر بهذه الصورة اللامعة التي قد يبدو عليها، فبحسب دراسة أجريت في جامعة بليموث (Plymouth)، التي قد قامت بها البروفيسورة (Anna-Lisa Vollmer) الباحثة في جامعة بيليفيلد (Bielefeld) الألمانية، ومحاضرة في الروبوتيك (Robotics)، توضح الفرق بين الأطفال والبالغين في اتخاذ القرارات بوجود الأقران من البشر أو الروبوت. قامت الدراسة بالمقارنة بين البالغين والأطفال في تجربة (Asch paradigm)، وهي مجموعة تجارب قام بابتكارها «سولومون آش» عام 1950، حيث تقوم هذه التجارب بدراسة استجابة الأفراد للتفكير الجماعي، وتأثير الضغط الاجتماعي على القرارات المتخذة.
حيث كانت التجربة على شاشة تقوم بعرض أربعة خطوط، بحيث ثلاثة من هذه الخطوط \مختلفة الطول، ويطلب تحديد أيها متساوي في الطول، وكانت النتيجة بالنسبة للبالغين صحيحة في أغلب الأحيان، لكن عند القيام بالتجربة مع مجموعة كانت النتائج متأثرة بالجماعة، بينما بالنسبة للأطفال كانت النتائج صحيحة بنسبة 87%، لكن عندما كان الروبوت مشاركاً للأطفال انخفضت صحة النتائج إلى 75% ومن هذه النسبة كانت الإجابات المطابقة لإجابة الروبوت هي 75%.
وهذا ما يفتح التساؤل هنا حول تأثير استخدام الروبوت في العملية التعليمية، وعلى التحفيز الإيجابي للطلاب من ناحية التفكير، أو التأثير السلبي الذي يجعل الطفل محدود التفكير، ومتلقياً للمعلومة الجاهزة فقط.
هل باستطاعة الطفل أن يتعلم علم الروبوت بسن صغير؟ من ناحية أخرى، لابُدّ أن يتم تطوير العلاقة بين الروبوت والطفل مثل الصانع والمنتج، حيث باستطاعة الطفل أن القيام بعملية التصنيع بنفسه باستخدام مهاراته، وتركيب القطع الملائمة ليحصل على التصميم المطلوب، ثم يقوم ببرمجته وتنفيذ المهام المطلوبة، ولتحقيق ذلك، لابد له أن يمر بمراحل معينة ليستطيع أن يتابع في هذا المضمار.