بعد الاستعانة بالروبوت في وظائف عديدة أصبح الروبوت قادر على تنفيذ العمليات الجراحية الدقيقة، حيث يعتبر الطبيب الروبوت ثورة في علوم الطب وتقدّماً في وقتنا الحاضر، ويبدو أن الروبوتات سوف تحل في المستقبل غير البعيد محل الأطباء، ومن المتوقع أن يتم استبدال الجراحين والممرضين والأخصائيين في التخدير والصيدلة بأنظمة روبوتية.
الطبيب الروبوت يتفوق على البشر المختصين:
قامت العديد من المعاهد والجامعات والشركات الصينية بتطوير طبيب آلي قائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تمكّن من التفوق على الأطباء في دقة تشخيص أكثر من 30 مرضاً مثل السل والاكتئاب، هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها تجارب أخرى ناجحة للروبوتات الطبية التي تقدّم طرقاً جديدة في العلاج والوقاية وحتى الجراحة، وذكرت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، الأحد، أن هذا البرنامج طُرح للمرة الأولى في منتدى بمدينة هنغيانغ، بمقاطعة هونان وسط الصين.
وبعد أن يقوم الطبيب الآلي بالاستماع للشخص المريض وشرحه لأعراض مرضه، يقوم الروبوت بتقديم قائمة فحوصات للمريض ونصيحة طبية حسب الوضع الصحي للمريض، ليقوم أطباء من البشر بعد ذلك بالتأكد من العلاج، ويحتوي برنامج الطبيب الآلي الجديد على نماذج تشخيصية للكثير من الأمراض المختلفة، مثل السل والاكتئاب، التي قد يكون هناك خطأ في تشخيصها.
في الطبيعي أن يحتاج هذا الطبيب الآلي إلى معلومات دقيقة من المريض، بحيث يستند عليها حين يقوم بعمليات التشخيص للأمراض ووصف الدواء المناسب له، ولكن هل يستطيع كل المرضى وصف آلامهم بالدقة التي يحتاجها الروبوت؟ خاصة وأنه ربما يكون عاجزاً عن إلقاء الأسئلة لمعرفة تفاصيل أخرى كما يفعل الطبيب من البشر الذي يلاحظ مضاعفات المرض، ومدى تدهور صحة المريض وفحصه بدقة، استناداً لاختبارات تجريبية في العديد من المستشفيات، فإن دقة “الطبيب الآلي في التشخيص تفوق بـ20 في المئة تشخيص الأطباء من البشر”، بحسب الوكالة الصينية.
ويمكن لطبيب الذكاء الاصطناعي الجديد الاستمرار في استقبال المعلومات والخبرات والتشخيصات الطبية، وذلك بناءً على قاعدة بيانات الضخمة التي تضم عشرات الملايين من الحالات الطبية، حيث يعتمد الروبوت الطبيب في عمله على برمجيات معقدة تدار عبر أجهزة كمبيوتر قوية، كباحثين خارقين دون تعب لإيجاد علاجات للأمراض من خلال تحليل قواعد بيانات كيميائية وبيولوجية وطبية ضخمة، فضلاً عن عدد كبير من الأبحاث العلمية بدرجة أسرع بكثير من الجهد البشري، بهدف تحديد أهداف بيولوجية جديدة وفي النهاية الوصول إلى علاج.
وفي السنوات الأخيرة بدأت العديد من الشركات الكبرى حول العالم مثل جوجل ومايكروسوفت، في الدخول إلى قطاع الرعاية الطبية القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.