الأقاليم المدارية القارية (نوع السودان)

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأقاليم المدارية القارية (نوع السودان)؟

إذا ما ابتعدنا عن خط الاستواء في اتجاه الشمال أو اتجاه الجنوب، فإننا نرى أن أحوال المناخ تأخذ في التغير بشكل تدريجي حتى نصل إلى نطاق تحدث به الرياح التجارية على طول العام؛ فذلك لأن الرياح التجارية تكون جافة فقد ظهرت في مجال هبوبها أكبر صحاري العالم اتساعاً وكما تكون درجة حرارتها شديدة، وبشكل عام فإن الأقاليم المدارية القارية تضم أغلب الأقاليم التي تكون محصورة ما بين هذه الصحاري من ناحية ونطاق المناخ الاستوائي من ناحية أخرى.
كما أن هذه الأقاليم تتمثل بشكل خاص في قارة إفريقية، حيث نجد أنها تشغل مجالين كبيرين إلى الشمال وإلى الجنوب من المجال الاستوائي إلا أن المجال الشمالي يكون أكبر اتساعاً بكثير من المجال الجنوبي، والأقاليم المدارية القارية جميعها هي نفس الأقاليم التي تُعرف باسم أقاليم السفانا (أقاليم المناخ السوداني)، حيث تمتاز بأنها تكون واقعة في فصل الشتاء في مكان هبوب الرياح التجارية الجافة وأنها لهذا السبب تكون الأمطار فيها عديمة.
وأمَّا خلال فصل الصيف فإنها تدخل في مجال الضغط المنخفض الذي يمتاز بأمطاره التي تهطُل بسبب نشاط التيارات الصاعدة، فمعنى ذلك أن أمطار هذه الأقاليم لا تتباين في نوعها عن الأمطار الاستوائية، ولكن يكون الفرق الأساسي بينهما هو انقطاع هطول الأمطار في فصل الشتاء في الأقاليم المدارية القارية، ويختلف الحال في الأقاليم الاستوائية التي لا يقف مطرها في أي فصل من الفصول.
كما أننا نلاحظ أن طول الفصل الممطر يتناقص بشكل تدريجي كلما كنا بعيدين عن خط الاستواء باتجاه الشمال أو باتجاه الجنوب، فمثلاً على حدود المجال الاستوائي نرى بأن الفصل الممطر قد يحدث لفترة تسعة أشهر أو عشرة، أمَّا عند حدود الصحراء فقد لا يزيد هذا الفصل عن شهرين أو ثلاثة، وممَّا يشد الانتباه في الأقاليم المدارية عموماً أن الانتقال من الفصل الذي يكثر فيه المطر إلى الفصل الجاف أو بالعكس يحدث بطريقة تكون فجائية تقريباً، فيبدو أثر هذا الانتقال واضحاً في الحياة النباتية وما يليها من مظاهر الحياة الثانية، حيث أن هذه المظاهر تكون في الفصل الممطر متباينة تبايناً تاماً عنها في الفصل الجاف.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: