ما هي الجغرافيا الفلكية؟
تُعرف الجغرافيا الفلكية بأنها جزء من أجزاء الجغرافيا الطبيعية، حيث يتم دراسة هذا العلم على أنه كوكب من كواكب المجموعة الشمسية، كما تدرس أيضاً خصائصها الفلكية من حيث البعد عن الشمس وعلاقتها بها، كما تدرس كذلك دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، حيث بدأت الجغرافيا الفلكية خلال العصر العباسي على مجال كبير، بحيث انتشرت لها أربعة مدارس في كل من بغداد، مصر، شمال أفريقيا والأندلس.
كما أن العرب في هذا المجال قاموا بالاعتماد على كتابي بطليموس (المجسطي والجغرافيا)، وقد قام العرب بإدخال كثيراً من التعديلات عند ترجمتهم هذين الكتابين، ومن أشهر الجغرافيين المسلمين الفلكيين؛ هو محمد بن موسى الخوارزمي في القرن الثالث الهجري الذي قام بتأليف كتاب صورة الأرض، حيث انتهى من كتابته في (833 ميلادي)، وأبو الحسن ثابت بن قرة، الكندي، ابن رسته وأبو الريحان البيروني، حيث وضع طريقة من أجل قياس نصف قطر الأرض.
ونظراً لما يشتهر به الخوارزمي فإننا سوف نشير إليه كمثال للجغرافيين الفلكيين المسلمين، فهو محمد بن موسى الخوارزمي حيث يطلق على النصف الأول من القرن التاسع الميلادي عصر الخوارزمي، ولا عجب في ذلك إذا ما عرفنا بأن الخوارزمي كان من أكبر علماء الرياضيات في عصره، حيث أنه هو من ابتكر علم الجبر، كما أنه كان من أحد فلكيي المأمون، وقد كان وثيق الصلة بدار الحكمة.
كما يرجع كتاب الخوارزمي صورة الأرض إلى القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي، حيث أنه يكون على شكل جداول فلكية مع إضافات جغرافية، حيث يفتح الكتاب مع قائمة بخطوط العرض ودوائر الطول، وذلك من أجل مناطق الطقس، أي في مناطق وجود خطوط العرض، وفي كل المناطق الجوية التي تهتم بترتيب خطوط الطول، كما أشار العالم بول جاليز أن هذا النظام الممتاز يتيح لنا أن نستنتج الكثير من خطوط العرض وخطوط الطول.
حيث أن تبويبه يكون مختلف عن تبويب بطليموس، فبينما يكون عدد الأقاليم عند الخوارزمي هي سبعة أقاليم، نرى أن بطليموس قد قام بذكر إحدى وعشرين منطقة داخل كتابة (الجغرافيا)، وعلى ذلك فإن صورة الأرض للخوارزمي لم تكون ترجمة دقيقة لكتاب الجغرافيا لبطليموس، كما قال عدد من الكتاب الغربيين، وقد قام الخوارزمي بتقسيم الأقاليم السبعة وذلك على حسب درجات العرض.