الغابات النفضية عريضة الأوراق

اقرأ في هذا المقال


ما هي الغابات النفضية عريضة الأوراق؟

أهم ما تتميز به أشجار هذه الغابات هو سقوط أوراقها خلال فصل الشتاء؛ نتيجة لانخفاض معدل الحرارة اليومي إلى أقل ما تحتاجه النباتات، وليس بسبب انقطاع الأمطار كماهو في الغابات النفضية التي تنمو داخل الأقاليم المدارية، والأوراق في مجملها تكون عريضة ورقيقة، أمَّا الجذوع فتغطيها في الغالب قشور سميكة يمكنها أن تحول دون تبخر الماء منها خلال الفصل الذي يتوقف فيه نشاط عمليات النمو، وبينما تكون الغابة مزدهرة خضراء أثناء فصل الصيف فإنها تبدو جافة بشكل تام في فصل الشتاء، حيث تكون أغلب الحياة النباتية فيها في حالة سكون.
وتنمو الغابات النفضية بشكل خاص في غرب القارات ما بين خطي عرض 40 درجة و60 درجة، وهذا في الأقاليم التي يكون مناخها منتمي إلى النوع المشهور بإسم (مناخ غرب أوربا) وهو ممطر طول العام ومعتدل الحرارة خلال الصيف، ولكنه شديد البرودة خلال فصل الشتاء، وقد كانت هذه الغابات فيما مضى تغطي أغلب دول غرب أوروبا ووسطها، ولكن نظر لازدحام هذه البلاد بالسكان وكثر الطلب على المواد الغذائية فقد أزيلت من مناطق واسعة، وحلت مكانها زراعة بعض المحاصيل التي أهمها القمح والبنجر والشوفان.
ولا تزال توجد مع ذلك مساحات كبيرة منها في بعض البلاد وبالأخص في غرب روسيا، وتتناقص هذه الغابات كلما توغلنا في أوروبا باتجاه الشرق تبعاً لتناقص الأمطار حتى تختفي تقريباً عند جبال أورال، إلا أنها لا تلبث أن تظهر من جديد في شرقي آسيا، حيث تغطي مساحات كبيرة في منشوريا واليابان، وفي أمريكا الشمالية توجد الغابات النفضية بشكل خاص شمال غرب الولايات المتحدة وغرب كندا، أمَّا في نصف الكرة الجنوبي فلا توجد منها إلا مساحات صغيرة في جنوب شيلي وفي جزيرة تيراديلفويجو (Tierradel Fuego) وفي الجزء الجنوبي لجزيرة تسمانيا وبعض أجزاء الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندة.
ويلاحظ أن هذا النوع من الغابات لا ينمو في الغالب على السواحل التي يكون مناخها منتمي إلى النوع البحري المثالي؛ لأن انخفاض درجة الحرارة خلال فصل الشتاء في هذا المناخ لا يكون في العادة شديداً لدرجة تسبب في توقف الحياة النباتية، كما أن الرياح تكون محملة في بعض الأحيان برذاذ من المياه المالحة التي تضر النباتات، وذلك فإن قوة الرياح على الشاطئ تعتبر من العوامل التي لا تساعد على نمو الأشجار، حيث أنها تعمل على نشاط فقدان المياه بالنتح.


شارك المقالة: