القلاع الأثرية في بولندا

اقرأ في هذا المقال


أبرز القلاع الأثرية في بولندا:

تحتل بولندا المرتبة التاسعة من حيث المساحة في أوروبا، وفوق ذلك تعرضت أيضاً للعديد من الأحداث والتغييرات التاريخية. بمجرد أن أصبحت مملكة بولندا قوة مهمة في التاريخ الأوروبي وتأثرت بكل من الغزوات البروسية والسويدية والمعاناة في وقت لاحق بسبب الحروب العالمية، فإن التاريخ البولندي له أوقاته المجيدة والمؤلمة، كما تعد قلاع الدولة من أكثر القلاع إثارة للإعجاب في جميع أنحاء أوروبا وتعمل على سرد الحكايات التاريخية حتى يومنا هذا.

القلعة الملكية في وارسو:

هي من أشهر القلاع بسبب أهميتها التاريخية العظيمة، التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الرابع عشر واستخدمت كمقر إقامة للملوك البولنديين لغاية القرن الثامن عشر، كما أنها تقع في قلب العاصمة البولندية في مدينة وارسو في الساحة المركزية، عندما تم بناء برج القلعة بقيت الأجزاء حتى الطابق الأول فقط من الهيكل الأصلي، حيث دمر الجيش الألماني الواجهة خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم تمت إضافة المزيد من الامتدادات للقلعة في القرن السادس عشر وعمل أحد أبرز مهندسي عصر النهضة في أوروبا جيوفاني باتيستا دي كوادرو على التعديلات.

تم تعديل جزء من القلعة والذي تم بناؤه بالفعل في القرن الخامس عشر الميلادي، ليكون مناسباً لاجتماعات البرلمان التي ستعقد هناك، ولكن خلال فترة التعديلات تم بناء مبنى جديد وهو البيت الملكي وخلال الجلسات البرلمانية كان الملك سيقيم في البيت الملكي المبني حديثاً، وتم إجراء المزيد من أعمال البناء وتوسيع القلعة في أواخر عصر الباروك.

مثل العديد من المباني الأخرى تعرضت القلعة أيضاً لأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية، أولاً قصفتها المدفعية الألمانية عام 1939، وفي نفس العام صدر أمر بتفجير القلعة، ولكن قبل أن يتم ذلك تم تفكيك أجزاء من القلعة ونقلها إلى ألمانيا وكراكوف، كما قام مؤرخو الفن البولنديون ضد تحذيرات الاعتقال أو إطلاق النار بمحاولات لإنقاذ أجزاء من التصميمات الداخلية التي استخدمت لاحقاً في ترميم القلعة، كما تم تجريد الأجزاء الداخلية بالكامل وتفجير الجدران عام 1944، ولكن مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم وضع خطة لإعادة بناء القلعة وسيتم إعادة بناء القلعة الملكية كرمز ونصب تذكاري للتاريخ والثقافة البولندية.

قلعة كويدزين:

هي من القلاع الأثرية التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثالث عشر، وتعتبر من لأهم الأمثلة على الهندسة المعمارية التيوتونية في البلاد، ولكن خلال القرن السابع عشر دمرت القلعة جزئياً وتضررت بشدة من قبل السويديين، ولم يمض وقت طويل حتى وقفت مرة أخرى في مجدها السابق، حيث تم الترميم بعد فترة وجيزة نسبياً في منتصف القرن التاسع عشر.

من أكثر السمات المميزة والبارزة للقلعة برج دانسكير الضخم، هذه الأنواع من الأبراج على الرغم من وجودها في قلاع أخرى كانت أيضاً سمة سائدة في الهياكل الجرمان، كما يرتبط هذا البرج الخاص بالجزء الرئيسي من القلعة بواسطة ممر من خمسة أروقة.

قلعة لانكت:

هي واحدة من أجمل القلاع، ومن أبرز المعالم التاريخية الوطنية في البلاد التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن السادس عشر، كما أنها عبارة عن سكن ملكي أيضاً، ولكن خلال القرن السابع عشر تم ترقيتها وتحويلها إلى مبنى فخم، ويرجع مظهرها الرائع ووظيفتها إلى حقيقة أنها كانت مملوكة من قبل أقوى العائلات في بولندا، أولاً عائلة لوبومايرسكي ومن ثم عائلة بوتوكي، كما تتميز القلعة بالعديد من العناصر والميزات المعمارية مثل الكلاسيكية والروكوكو والقوطية الجديدة، وأيضاً وجود الدهليز الكبير وغرفة البروج والغرفة الموجودة أسفل السقف الخشبي هي الأقدم في القلعة.

كما هو متوقع مع هذه الجوهرة الأرستقراطية، فإن القلعة محاطة بحديقة على الطراز القوطي الإنجليزي، حيث تكتمل بالأجنحة والمباني الزراعية واحدة من السمات الأكثر لفتاً للنظر في هذه القلاع بالذات هي التصميمات الداخلية، كما يعود تاريخ بعض أفضل الغرف المحفوظة إلى القرن السابع عشر، ومع ذلك لم يتم الحفاظ على أي منها بالكامل من شكلها الأصلي، على الرغم من ذلك فهي ذات دقة تاريخية نقية، وبالتالي فهي من أكثر التصاميم الداخلية الفخمة إثارة للإعجاب في جميع أنحاء بولندا.

قلعة تشوتشا:

هي من القلاع التحصينية الدفاعية الرائعة التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثالث عشر خلال القرون الوسطى، ولكن القلعة قد تعرضت للحريق في عام 1793 وتم إعادة بناءها من جديد بناءً على لوحة القرن الثامن عشر، أما في الوقت الحاضر تم تحويل القلعة جزئياً إلى فندق، ويمكن للزوار تجربة السحر والتجربة الفريدة للإقامة في القلعة طوال الليل، كما تم تزيين بعض غرف القلعة بطريقة تاريخية لمشاهدة معالم المدينة.

قلعة مالبورك:

تعتبر قلعة مالبورك في شمال بولندا واحدة من أهم وأشهر القلاع في كل البلاد وجميع أوروبا الشرقية في هذا الصدد، كما تقع القلعة على ضفاف نهر نوجات، وقد تم بناؤها في القرن الثالث عشر، أما في القرنين الخامس عشر والثامن عشر كانت القلعة واحدة من العديد من المساكن الملكية في الكومنولث البولندي الليتواني، أيضاً طراز القلعة هو تمثيل كلاسيكي للعمارة في العصور الوسطى وقلعة مالبورك هي قلعة تقليدية من العصور الوسطى، كما تعتبر القلعة واحدة من أكبر القلاع المبنية من الطوب في العالم.

بالإضافة إلى أنها تتميز بالموقع الاستراتيجي والمفضل إلى حد ما مثل العديد من القلاع الأخرى في العصور الوسطى، وبسبب موقعها كانت تسيطر على ممر النهر وتمكنت من تحصيل رسوم السفن التجارية، كما تم ترميم القلعة قبل وقت قصير من الحرب العالمية الثانية، ولكن تم تدميرها مرة أخرى في الحرب، كما بقيت مهملة إلى أن تم ترميمها في عام 2016.

قلعة بارانو ساندوميرسكي:

هي واحدة من أجمل الأمثلة على فن العمارة في البلاد في عصر النهضة التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن السادس عشر، كما تغيرت ملكية القلعة عدة مرات على مر السنين، وكانت مسكناً للعديد من العائلات النبيلة، وبعد الحرب العالمية الثانية تعرضت القلعة لأضرار، ولكن تم ترميمها بعد فترة وجيزة، كما تتميز القلعة المكونة من ثلاثة طوابق بتصميم مستطيل مع أربعة حصون مستديرة في كل زاوية، واستغرق بناءها حوالي خمسة عشر سنة على يد المهندس المعماري سانتي غوتشي من إيطاليا، كما كانت تعرف أيضاً باسم قلعة فافل الصغيرة، حيث تقع في جنوب شرق بولندا.

قلعة كسيو:

هي أكبر قلعة في جنوب غرب بولندا في منطقة سيليزيا، كما تقع في موقع خلاب مذهل على قمة تل محاط بغابة شاسعة، يعود تاريخ القلعة الحالية إلى أواخر القرن الثالث عشر، أما في أواخر القرن الرابع عشر انتقلت ملكية القلعة لفترة وجيزة إلى الحكام البوهيميين، وخلال الحرب العالمية الثانية استولى النظام النازي على القلعة، وكان من المفترض أن تصبح القلعة مقراً لأدولف هتلر، ومن ثم تم تدمير الكثير من الأجزاء الداخلية للقلعة خلال الحكم السوفيتي وسرقة العديد من القطع الأثرية.

بالإضافة إلى أن القلعة تتميز بالهندسة المعمارية الرائعة على الطراز الباروكي وعصر النهضة، حيث من الصعب اكتشاف أصولها التي تعود إلى العصور الوسطى، أما برج القلعة الرئيسي هو العنصر الأكثر هيمنة في العصور الوسطى في المجمع بأكمله.


شارك المقالة: